سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 أكتوبر 1967.. توتر فى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلى وذعر بسبب بطولة البحرية المصرية فى إغراق المدمرة إيلات

الثلاثاء، 22 أكتوبر 2019 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 22 أكتوبر 1967.. توتر فى اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلى وذعر بسبب بطولة البحرية المصرية فى إغراق المدمرة إيلات المدمرة إيلات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استمرت عملية الإنقاذ واسعة النطاق لضحايا غرق المدمرة إيلات،  يوم 21 أكتوبر 1967،  وهى العملية التى نفذها سلاح البحرية المصرية ببطولة تاريخية فائقة.. «راجع،  ذات يوم 20 و21 أكتوبر 2019».
 
تواصلت عملية الإنقاذ طوال الليل،  واشتركت فيها الطائرات والوحدات البحرية الإسرائيلية،  حسبما يذكر الكاتب الصحفى عبده مباشر فى كتابه «تاريخ البحرية المصرية»،  مضيفا: «حتى صباح الأحد 22 أكتوبر،  مثل هذا اليوم،  1967،  كانت الطائرات لاتزال تهبط من مطار اللد بالجرحى،  وبدأت عمليات الإنقاذ فى الساعة الثامنة مساء عندما وصلت إلى المنطقة أربع طائرات إسرائيلية قاذفة مقاتلة وألقت بقذائف مضيئة،  قرب شواطئ بورسعيد.. وكانت المدفعية المصرية المضادة للطائرات متأهبة،  فأقامت ستارًا من نيران مدافعها ووصلت دقة التصويب إلى حد أن قنابل المدافع المضادة أصابت القذائف المضيئة وهى فى الجو، وهو ما يعتبر بالمقاييس العسكرية عملًا بالغ الصعوبة من ناحية دقة التصويب».
 
التهبت مشاعر كل قوات القناة وكل القوات المسلحة المصرية لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة، وحقق تلك النتيجة الباهرة، وفقًا لقول المشير محمد عبد الغنى الجمسى وزير الحربية 1974 إلى 1978 فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973».. كان الجمسى وقتئذ رئيسًا لأركان «جبهة قناة السويس»، ويذكر فى مذكراته أنه وصل إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية يوم 21 أكتوبر 1967، فوجد اللواء أحمد إسماعيل، قائد الجبهة ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة يتابعان تحركات «إيلات» بالقرب من المياه الإقليمية لمصر فى المنطقة شمال بورسعيد».. يضيف: «كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة قاعدة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة، واستعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ».. يؤكد الجمسى: «كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح/ سطح لأول مرة، بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم».
 
فى مقابل هذه الحالة على الجبهة المصرية، كانت إسرائيل تعيش حالة من الهلع والفزع.. ووفقًا لمذكرات «الجمسى» : «طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية إنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة، واستجابت مصر، بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.. وتذكر «إنجى محمد جنيدى» فى كتابها «حرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل 1967 -1970»، أن إغراق المدمرة إيلات واحد من أهم إنجازات البحرية المصرية، فبالإضافة إلى كونه نصرا سياسيا فإنه أثر على تكوين وحدات البحرية الإسرائيلية إذ أنه أنقص عدد السفن من سبع سفن إلى ستة».. يذكر عبده مباشر، أن مجلس الوزراء الإسرائيلى عقد اجتماعًًا طارئًا برئاسة ليفى أشكول رئيس الحكومة صباح يوم 22 أكتوبر ساده التوتر طبقا لما نقلته وكالات الأنباء، وفى مساء نفس اليوم «22 أكتوبر» ألقى موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى كلمة فى المستعمرات الجماعية، قال فيها، إن المصريين يواجهوننا بعشرات آلاف من المشاة ومئات الدبابات، بالإضافة إلى الطائرات، ثم قال إن أى شخص يعتقد أن مصر غير مستعدة للقتال يكون مخطئا.. وجاءت هذه الكلمات من ديان بعد كلمة سابقة ألقاها مساء السبت 21 أكتوبر، بعد تنفيذ العملية، قال فيها، إن مصر استعدت لجولة أخرى من القتال خلال فترة أقصر بدرجة مذهلة كان من المعتقد عدم إمكان تحقيقها، وأضاف أنه ليس هناك فى الحقيقة أى تغيير على الإطلاق الآن فى موقف مصر من الحرب ومن إسرائيل، وأن المصريين يعملون على افتراض أنهم خسروا معركة ولكن مازال أمامهم خوض غمار حرب.
 
واعترف ديان بأن عمليات إعادة تسليح الجيش المصرى السريعة جاءت كمفاجأة للخبراء الإسرائيليين، وأن هناك 400 دبابة تواجه القوات الإسرائيلية فى منطقة قناة السويس، بالإضافة إلى 50 ألفا من القوات المصرية المزودة بأسلحة سوفيتية، مما يشكل قوة فى قدرتها خوض غمار قتال محلى إذا تطلب الأمر ضرورة القيام باستعراض للقوة خلال سيطرة إسرائيل، وكشف ديان، أن تقديرات الخبراء الإسرائيليين بأن القيادة المصرية الحالية غير قادرة على الاستمرار فى صلابتها أو أنها ستغير من سياستها كانت تقديرات خاطئة.
 
لم يكن إغراق إيلات مجرد هزيمة لحقت بقطعة بحرية أومعركة انتهت بإغراقها، بل صفحة جديدة وحدثا مهما أو بالغ الأهمية أدى إلى تغيير طبيعة المعارك البحرية بصورة قوية، وفقا لتقدير «مباشر»، مضيفا: «إغراقها برهن على أنه باستطاعة وحدات بحرية صغيرة أن توجه ضربة قوية للوحدات البحرية الكبيرة، بينما هى فى مأمن من نيرانها، وأدت إلى إحداث ثورة فى نظم ومفاهيم القوات البحرية لدول العالم».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة