تحقيق استقصائى يكشف التاريخ الأسود لجماعة الإخوان فى تجنيد الأطفال.. خطة حسن البنا لتنشئة أجياله المنشودة.. وحكاية 6 لجان لاستغلال المراهقين.. الجماعة الإرهابية حاولت إعادة إنتاج نفسها بالتلاعب بصغار السن

الأحد، 13 أكتوبر 2019 01:11 م
تحقيق استقصائى يكشف التاريخ الأسود لجماعة الإخوان فى تجنيد الأطفال.. خطة حسن البنا لتنشئة أجياله المنشودة.. وحكاية 6 لجان لاستغلال المراهقين.. الجماعة الإرهابية حاولت إعادة إنتاج نفسها بالتلاعب بصغار السن «الأشبال»..وثائقى جديد يكشف التاريخ الأسود لجماعة الإخوان فى تجنيد الأطفال
كتب محمد أسعد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

«التلاعب بالنشء والمراهقين» خطة الجماعة الإرهابية من أجل محاولة إعادة إنتاج نفسها والدفع بهم في التظاهرات ضد الدولة
 

عمرو فاروق: الجماعة تسعى لاستقطاب عناصر جديدة من المراهقين والشباب الذين لم يعوا جرائم الجماعة
 

وثائق تعود لعام 2003 تكشف خطة الإخوان من أجل اختراق طلاب المدارس والسيطرة على الإذاعات المدرسية والأنشطة وفرق الجوالة ومجالس الآباء
 

رفع الأطفال للأكفان في اعتصام «رابعة».. والزج بهم في المظاهرات والأعمال الإرهابية أبرز مظاهر استغلال الأطفال
 

6 لجان أبرزها «الأشبال» و«الزهروات» داخل قسم الطلبة لتجنيد الفئة العمرية بين 6 سنوات وحتى 21 سنة
 

مناهج الإخوان الدراسية مُلغمة بالأفكار المتطرفة وأطروحات «حسن البنا».. وتحث على السمع والطاعة أبرزها سلسلة «كتاب الرشاد في تربية الأبناء»
 

نظرية «العقول البيضاء» وخطة الجماعة الإرهابية لتشكيل أجيالها المنشودة
 

قيادي إخواني منشق يعترف: كانت مهمتي تجنيد الأطفال من خلال مراكز تحفيظ القرآن
 

عماد عبد الحافظ الشاب المنشق حديثًا عن الإخوان يشرح لـ«اليوم السابع» مراحل تجنيد الجماعة للأطفال
 

باحث في شئون الجماعات الإرهابية: الجماعة سعت لاختراق الروابط الرياضية التي هاجمت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية
 

المتحدث باسم النيابة الإدارية: أصدرنا توصيات عدة للتفتيش الدوري على المدارس ولتطهير المناهج الدراسية من الأفكار المتطرفة
 

المستشار محمد سمير: إحالة كل مدرس يتورط في بث الأفكار الإرهابية والمتطرفة
 

خبير تربوي: نحتاج لسياسة ثقافية وإعلامية وتعليمية ناجعة للأطفال لمواجهة التطرف الديني
 

لجنة حصر أموال الإخوان تتحفظ على 110 مدرسة إخوانية و1133 جمعية خيرية
 

 

قبل سنوات، وأثناء اعتصام جماعة الإخوان بميدان رابعة، اعتلى الطفل «محمد» -الذي لم يبلغ السادسة من عمره وقتها- كتف ابيه، ممسكًا بمكبر صوتي، يدعو ويحث فيه المتظاهرين على الصمود أمام قوات الأمن، مرددًا شعارات يمليها عليه أباه الذي سأله أحد مراسلي القنوات «أنت مش خايف على ابنك؟ ليجيب «لأء.. مش خايف عليه ولا على كل العيال الصغيرين، وبقول لو راح محمد في محمد ومحمد كتير جدا، وهنجيب عيالنا كلها لحد آخر لحظة».

في الوقت ذاته وعلى مدار أيام الاعتصام، عمدت الجماعة على تصدير مشهد الأطفال وهم يحملون أكفانهم دفاعًا عن ما أسموه بـ«الشرعية» والإبقاء على محمد مرسي رئيسًا بعد ثورة الشعب المصري عليه في 30 يونيو. فيما استمر استغلال الأطفال عقب ذلك واستخدامهم في التظاهرات غير السلمية وبعض العلميات الإرهابية التي شهدتها مصر على مدار الأعوام السابقة، لتحاول الجماعة من جديد التلاعب بالنشء والمراهقين صغار السن.

منذ أن بدأ حسن البنا في وضع حجر الأساس لإنشاء جماعة الإخوان في أوائل عام 1928 أدرك أهمية تجنيد جيلًا يتشرب دعوته من المهد، فوضع نصب عينيه على الأطفال وطلاب المدارس من أجل استقطابهم واستغلالهم في مهام بعينها.      

في إحدى رسائله التي ألقاها حسن البنا أمام مناصريه يقول: نحن الإسلام أيها الناس، فمن فهمه على وجهه الصحيح فقد عرفنا"ودعا رجاله لتجنيد الطلاب وغزو عقول وقلوب الأطفال والمراهقين، وظهر التنظيم الطلابي للجماعة للمرة الأولى عام 1932، ليبدأ التاريخ الأسود للجماعة في تجنيد واستغلال الأطفال والشباب وإنشاء لجان «الأشبال».

الاشبال (1)

حسن البناء وخطة تجنيد الأطفال واستغلالهم

عمدت الجماعة على تشكيل قسم الطلبة داخل التنظيم مشرف عليه أحد أعضاء مكتب الإرشاد، ويتكون من عدة لجان أبرزها، لجنة «الأشبال» وهي المعنية باستقطاب طلاب التعليم الأساسي الابتدائي والإعدادي، ولجنة «الزهروات» وهي معنية باستقطاب طالبات المرحلة الابتدائية والإعدادية وتمثل جزء من قسم الأخوات، ولجنة «المرحلة الثانوية».. وهي المعنية باستقطاب طلاب المرحلة الثانوية، ولجنة «المدارس» وهي معنية باختراق المنظومة التعليمية من حيث الاتحادان الطلابية والإذاعات المدرسية ومجالس الآباء، ولجنة «الشباب» وهي معنية باستقطاب من هم فوق الـ18عامًا، ولجنة «الفتيات» وهي معنية باستقطاب طالبات المرحلة الثانوية.

يقول الدكتور كمال مغيث، الباحث بالمركز القومي للبحوث التربية، إنه في النصف الثاني من الثلاثينيات كان فكر الفاشية والنازية مسيطر على العالم بشكل كبير، وعلى هذا الأساس بدأ الإخوان المسلمون التفكير في تجنيد الأطفال لأنهم اعتقدوا بطبيعة الحال إن من سيتم تجنيده في الصغر، سيتشكل طبيعيًا بأفكار الجماعة ومعتقداتها، وخاصة أن الجماعة لديها شغف بالأطفال الصغار لأن القيادات التاريخية لهم معلم، حسن البنا معلم، وسيد قطب كذلك.

الاشبال (2)

أضاف، أن ما ساهم في نجاح الإخوان في بداية نشأتها على تجنيد الأطفال وطلاب المدارس والجامعات أيضًا، أن الدولة لم يكن لديها سياسة واضحة تجاه الأطفال، تتضمن ماذا يقرؤون وما يتعلمونه ويتلقونه منذ مرحلة الطفولة، وحسن البنا وجماعته كانوا ماهرين في ذلك.

عمدت جماعة الإخوان على استقطاب الأطفال إعمالًا لنظرية العقول البيضاء، التي يسهل تشكيلها وفقا لأدبيات الجماعة وأدبيات التنظيم ومخططه في عملية إقامة دولة الخلافة كما يزعمون.

هنا، يقول عمرو فاروق الباحث في شئون الجماعات الإرهابية إنه في إطار اختراق جماعة الإخوان للمجتمع المصري بشتى طوائفه كان في مقدمة هذه الخطوات استقطاب وتجنيد الطلاب، فالجماعة تعتبر أن الطلاب المصريين سواء في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية وحتى الجامعة، هي المخزون الاستراتيجي للتنظيم.

الاشبال (3)

«العقول البيضاء» نظرية الجماعة للسيطرة على أفكار الأطفال

أضاف خلال تصريحاته لـ«اليوم السابع» الجماعة تعتمد على نظرية مهمة جدا تطلق عليها نظرية «العقول البيضاء»، والعقول البيضاء هنا تعني فكرة العقول التي ليس لها انتماء فكري، أو انتماء سياسي، ويسهل التأثير عليها ويسهل تشكيلها وفقا لأدبيات الجماعة، وأدبيات التنظيم، ومخططه في عملية إقامة دولة الخلافة، أو أستاذية العالم كما وضعها حسن البنا.

يستكمل حديثه بقوله، الجماعة تعتمد على استقطاب عقول تكون مؤهلة لعملية التأثير والتشكيل الفكري بسهولة وبدون أي تعب أو عناء في مسألة النقاش، وفقا لآليات التلقين الفكري والسلوكي، بمعنى أن طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية والمرحلة الثانوية، ليس لديهم دراية كافية بخطورة الحركات الإسلامية، والجماعات المتطرفة، وهنا تعتمد جماعة الإخوان على علمية تأصيل وتشكيل عقول هؤلاء الأطفال وفقا لنظرية «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر».

الاشبال (5)

شاب منشق حديثًا عن الإخوان يشرح مراحل تجنيد الأطفال

قبل سنوات قليلة، عقب ثورة 30 يونيو، تورط عماد علي عبدالحافظ، في إحدى عمليات العنف التي شهدت مصر حينها، وتم القبض عليه، وأثناء تواجده في السجن لقضاء مدة العقوبة، قام بما عُرف بالمراجعات الفكرية داخل السجن مع مجموعة من الشباب، معلنًا عن تركه للجماعة وللتنظيم بعدما تكشفت له حقائق تلك الجماعة التي انتمى إليها منذ دراساته الجامعية.

ألتقت «اليوم السابع» بعبد الحافظ حيث روى التفاصيل بقوله«أثناء تواجدنا في السجون، اكتشفنا أن أعضاء الجماعة ليسوا مؤهلين فكريًا ولا ثقافيًا ولا أخلاقيًا، وأن الجماعة لم يكن لديها المشروع الإسلامي كما يدعون، وأن لها أهدافًا أخرى غير تلك التي التحقت بالإخوان من أجلها».

يتحدث عماد علي عن حرص الجماعة على تجنيد الأطفال ويوضح أن من ضمن أولويات الاختيار أو الرافد الأساسي الذي تستقطب منه الجماعة أفرادها من سن 6 سنوات وحتى سن الـ21، وهذا منذ بداية تأسيس الجماعة، فكان البنا مهتم جدا بهذه الفئة العمرية، وهو أول من أنشأ فريق الجوالة، وكان يضم كل من في هذه المرحلة العمرية، وأنشأ قسم الطلاب الذي يضم الشباب الأفراد من 6 سنوات حتى سن الجامعة، وكما أقام مؤتمرًا اسماه مؤتمر الطلبة، ومن ضمن رسائله المهمة هي «رسالة إلى الطلاب».

الاشبال (4)

«الأشبال» وسيلة الإخوان لاختراق الأسر والعائلات

يشرح أن الجماعة وضعت عدة مراحل لإعداد الفرد الإخواني، تبدأ بالسن الصغير لأن به ميزات كبيرة، أهمها أنه سهل التشكيل والتكوين، ومن السهل غرس فيه ما تشاء من قناعات إذا أمر عليه بعض التأثيرات، فتجد في الأطفال سهولة كبيرة في ضمهم وإدماجهم في مجتمع الإخوان بالأنشطة الترفيهية وبالرحالات، وبالمسابقات، وباللقاءات والأنشطة الرياضية التي يألفها الأطفال ويحبها، وبالتالي يصبح من السهل أن يمارس عليه ما يشاء من تأثير ويرسخ بداخله ما يشاء من قناعات وأفكار.

أضاف، أن الجماعة تعتبر الأطفال هي وسيلة التواصل مع الأسر واختراق الأسر والعائلات كذلك، فكان في فترة من الفترات يقوم الإخوان بحصر العائلات والقرى التي لم يدخل فيها أحد الجماعة، ويتم دراسة كيفية اختراق تلك العائلات، حتى يكونوا داعمين للجماعة فيما بعد في الانتخابات وغيرها، مؤكدًا أن الجماعة في هذا الإطار تعمل على عدة مسارات، وكل الأماكن التي يتواجد فيها هذه الفئة العمرية مثل المدارس، والدروس الخصوصية، ومراكز تحفيظ القران، ومراكز الشباب، والجمعيات الخيرية.

يستكمل الدكتور كمال مغيث، على حديث عماد علي ويقول: الجماعة كان لديها برامج للأطفال صغار السن، قائمة على التثقيف الديني وعلى العقيدة والعبادة والسمع والطاعة، بمعنى «لو واحد إخوان خد 5 أولاد وقعد معاهم عارف يعمل معاهم أية في العقل والعقيدة والثقافية بالإضافة إلى الرياضة والتربية البدنية».

 

الاشبال (6)
 

اعترافات قيادي إخواني ظل مسئولا عن تجنيد الأطفال لمدة 20 عامًا 

لسنوات عدة ظل الدكتور أحمد ربيع غزالي، مسئولا عن قسم الأشبال بالجماعة، وكانت مهمته الأساسية تجنيد الأطفال من خلال مراكز تحفيظ القرآن، ووضع خطط وبرامج الاستقطاب والتهيئة، إلى أن أعلن انشقاقه عن الجماعة.

لما يقرب من 20 عامًا قضاها الدكتور غزالي عضوًا في جماعة الإخوان، تولى فيها قسم الأشبال، وقسم المهنيين، وكان عضوًا لمجلس شورى الجماعة إلى أن تقدم باستقالته، وقطع علاقته بالجماعة عام 2005.

يحكي الدكتور عزالي لـ«اليوم السابع» بدايات علاقته بالجماعة، وكيف تم تجنيده من أجل تجنيد الأطفال، حيث كان يقوم بإقامة حلقات للقرآن الكريم. يقول: قسم الأشبال هو الذي ألحقوني الإخوان بهم من أجله، فكنت حريصًا على إقامة حلقات قرآن كريم للأطفال في المساجد المجاورة لمنزلنا، وكنت حريصًا على تربية أبناء الجيران تربية إسلامية، فالإخوان سعوا إلى ضمي للجماعة ومن ثم ليضموا بقية الأطفال.

أضاف، حسن البنا كان حريصًا جدا على أن يكون الجماعة من عناصر الشابة، وكان يفاخر أن قطاعات المجتمع من الجزماتي والحلاق والمثقف والطبيب والنصارى جزء من منظومة الجماعة كنوع من أنواع الخلط الكامل لعناصر المجتمع بالجماعة لأن الجماعة هي المجتمع والمجتمع هو الجماعة، ويوجد كل أشكال المجتمع، ويكون الدافع لازدهار الجماعة وتحقيق أغراضها يكون شبابي، وهذا لم يتأتى إلا بقسم الطلبة، فالطلبة هم وقود الجماعة منذ التأسيس، لكن بعد السبعينات وبعد الانفراجة التي أحدثها أنور السادات وخروج المعتقلين والإفراج عنهم بدأ هذا القسم يتشعب إلى جزء من قسم الأشبال.

الاشبال (7)
 

وثائق تفضح خطط الجماعة لتجنيد واستغلال الأطفال تعود لعام 2003

وكشفت إحدى الوثائق المسربة – حصلت اليوم السابع على نسخة منها- عن أحد المشاريع التي أطلقتها جماعة الإخوان لتجنيد الأطفال وطلاب المدارس والجامعات، تعود للعام 2003، وهو مشروع الـ100 ولد في كل مرحلة تعليمية، خلال إجازة الصيف، ووسائل تحقيق هذا المشروع عن طرق عدة محاور من بينها الإعلان عن سابقة ثقافية دينية ويصرف لها جوائز قيمة، ويتم نشر المسابقة داخل المدارس والمساجد والمراكز التعليمية بالشعبة نهاية أيام الامتحانات، وتسلم جوائزها في حفل إسلامي لربط الأولاد الجدد بالمشرفين، بالإضافة إلى الإعلان عن حفل تكريم المتفوقين للوصول إلى الآباء وإقامة علاقات وثيقة بالأسرة، والإعلان عن مسابقة رياضية وتكون جوائزها رحلات ترفيهية لجذب أكبر عدد ممكن، والإعلان عن مسابقة فنية يعرض فيها اللوحات الإسلامية، والإعلان عن رحلة مصيف.

وكشفت الوثائق عن المفاهيم المراد توصيلها والتي جاء من بينها شرح الوصايا العشر لمؤسس الجماعة حسن البنا وترسيخها داخلهم، والنهي عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات وغيرها.

أما عن مستهدف لجنة المرحلة الثانوية، فجاءت بانتفاء أفضل المشرفين ممن تتسم فيهم السمات التربوية والقدرة على توجيه عناصر هذه المرحلة لما تحظى به من تقلبات نفسية شديدة وتأهيل هذه العناصر جيدًا بالدورات التربوية الفنية المتعلقة بالمراهقين واهتماماتهم.

وقسم المشروع عناصر المرحلة الثانوية لثلاثة أقسام، المستوى (أ) وهم العناصر التي وضحت فيهم المعالم الإسلامية وتأثروا بها في مرحلة الأشبال، والمستوى (ب) وهم عناصر فرصة التأثير فيها متاحة ولديهم استعداد لتقبل البيئة الإسلامية، المستوى (ج) وهم عناصر ترغب في المشاركة في الأنشطة المختلفة نظرًا لارتباطها بعناصر من (أ) و (ب) ومعظمهم يغلب عليهم الطابع الهوائي والتقلب والانقياد.

ومن بين مستهدف لجنة الثانوية، الوصول بالعلاقة بين المشرف والعناصر إلى مرحلة صبابة وانصهار القلوب والتعلق التام بالمشرف، والتركيز على أهمية القدوة في حياة الفرد المسلم، وتوثيق الروابط والعلاقات بين أفراد المجموعة الواحدة، وترسيخ معاني الحب في الله، والتأكيد على مبدأ "المجالس أمنات" لضمان سرية ما يدور داخل المجموعة وربطهم بالمشرف فقط في هذه المرحلة.

وأكدت المشروع على ضرورة الجلسة الأسبوعية وأهمية المداومة والحفاظ عليها، والتأكيد على صلاة كل مجموعة ومشرفها في مسجد واحد لتوثيق الروابط، وصيام يوم في الشهر والإفطار سويًا، وفقرة "بريد أحوال" يتحدث فيها كل فرد عن أحواله الشخصية والأسرية، وسماع شريط شهري يتضمن أحد المعاني المرحلية المتفق عليها، ورحلة صيفية.

يعلق، عمرو فاروق، الباحث في شئون الجماعات الإرهابية على ذلك بقوله، معنى ذلك أن العنصر الإخواني قبل تجنيده يظل عدة سنوات تحت التأثير والخضوع للعديد من المراحل سواء التربوية أو الفكرية الخاصة بأدبيات جماعة الإخوان، والاختبارات لأنه يتم وضعهم تحت الاختبارات النفسية وقياس مدى درجة الولاء والانتماء والإيمان بأفكار التنظيم.

ويضيف عليه الدكتور الغزالي بقوله: يلي ذلك بعد أن يصل على درجة معينة من الفهم، دراسة عددًا من الكتب والمناهج القرآنية تكون مخصصة للسمع والطاعة فقط، حتى ينشؤوا أجيال للسمع والطاعة، إلى أن يصلوا إلى درجة معينة من النضج والفهم تبدأ سقاية الأفكار وتولي المراتب داخل الجماعة.

الاشبال (8)
 

خطة ونصائح حسن البنا في إنشاء المدارس.. وسلسلة «كتاب الرشاد» أبرز مناهج الجماعة

 وضع مؤسس الإخوان نواة إنشاء المدارس التابعة للجماعة، وأنشأ معهد حراء للبنين، وأمهات المؤمنين للفتيات، ووضع مناهجها بنفسه، واستمر بناء المدارس الإخوانية على مدار السنين بمختلف محافظات الجمهورية لتكون تلك المدارس تطبق أجندة البنا في تخليق أجياله المنشودة.

ووضعت الجماعة عددًا من المناهج الخاصة بها لتدريسها لهذه الفئة العمرية كتاب الرشاد التي تضمنت أطروحات وأفكار حسن البنا وسيد قطب لتشريبها لعقول الأطفال ليتحولوا لعناصر إخوانية مبرمجة على أساسيات وأدبيات فكر جماعة الإخوان الإرهابية ومخططها.

يشرح عمرو فاروق باقي محاور عملية استقطاب وتجنيد الأطفال والمراهقين، حيث عملت الجماعة أيضا على عملية السيطرة على المدارس الحكومية والسيطرة على المدارس الخاصة، وإنشاء وتكوين الحضانات، وإنشاء بعض المراكز التعليمية التي يتم من خلالها استقطاب وتجنيد الأطفال، تطرحها على أنها تقدم خدمة للمجتمع في حين أن الهدف الأساسي منها عملية استقطاب وتجنيد الأطفال، كما سيطرت على الاتحادات الطلابية داخل المدارس، وكذلك مجالس أولياء الأمور، والسيطرة على الإذاعات المدرسية.

أضاف، أن كل هذه الوسائل تم تحريكها والسيطرة عليها، وإخضاعها لفكر جماعة الإخوان من خلال لجنة المدارس، وهي لجنة يشرف عليها مجموعة من قيادات الإخوان داخل المناطق وداخل الشعب، يكون هدفها الوصول لأكبر قدر من الأطفال داخل المدارس، مشيرًا إلى أنه في إطار هذا الأمر أيضا جماعة الإخوان سيطرت على بعض المشاريع الخاصة بالطفل اليتيم على اعتبار إنها تقدم خدمة للمجتمع لكنها الهدف الأساسي من المشروع هو الوصول لأكبر قدر من الأطفال، ويتم استقطابهم واحتضانهم ورعايتهم لكي يكونوا فيما بعد ضمن عناصر جماعة الإخوان، ويتم تهيئتهم على المستوى الفكري الحركي بأمور بدائية وبسيطة ثم التدرج فيما بعد للوصول إلى أفكار وأهداف التنظيم.

الاشبال (9)
 

«الأطفال» المخزون الاستيراتيجي للجماعة

يستكمل: مشروع تجنيد الأطفال بالنسبة للجماعة من أهم المشاريع الرئيسة داخل التنظيم، لأن هؤلاء هم المخزون الاستراتيجي والعمود الفقري داخل الجماعة خلال مرحلة عمرية معينة، وهو ما يعطي للجماعة صفة الشبابية حيث تجد أن أكتر من 70% من القواعد التنظيمية داخل الجماعة هم من الشباب يتم عملية الاستقطاب والتجنيد في مراحل مبكرة، ويستقطبوا في مرحلة عمرية غير مدرك فيها لبعض أدبيات وأفكار الجماعات المتطرفة، حيث يتم علمية تلقين لبعض المفاهيم والسلوكيات، ونكتشف أننا أمام عناصر مهيأة فكريًا وسلوكيًا عن طريق عملية التلقين من غير ما تسعى للفهم والاستيعاب، خاصة أن هذه المرحلة مليئة بالنشاط والحركة فالجماعة تستفيد من هذه الطاقة الكبرى في توظيفها داخل مشروع جامعة الإخوان، توظيف الأنشطة الرياضية، توظيف المسابقات الدينية والفنية، والرحلات.

أضاف، أن جماعة الإخوان سعت للسيطرة على قطاع الكشافة في المدارس والمركز الثقافية والأندية الرياضة بحيث أنها تكون قريبة من استقطاب الطلاب والمراهقين، وتقوم من خلال الكشافة بعقد معسكرات تدريبية في بعض المناطق الصحراوية، واستخدمت ووظفت ساحات المدارس الخاصة التي كان تمتلكها، وحولتها إلى ساحات للتدريب في أحد المدارس وهم يتدربون على كيفية القفز من أدوار عالية، وأيضا القفز ما بين دوائر المشتعلة بالنيران بحيث تعوديهم على فكرة الأعمال العنيفة فيما بعد.

 

أعطت جماعة الإخوان توجيه لعناصرها لكي يلتحقوا بكليات التربية والآداب، بهدف العمل فيما بعد داخل نطاق التدريس والالتحاق بالمدارس الحكومية والخاصة حتى يكونوا ملتصقين بالجيل الجديد من الطلاب والمراهقين واستقطابهم، وضمهم فيما بعد ضمن صفوف جماعة الإخوان.

الاشبال (10)
 

المدرسون الإخوان قنابل موقوتة داخل المدارس

يضيف الدكتور كمال مغيث على ذلك بقوله، إن الإخوان اعتقدوا أن المدرس في الفصل يقف أمام التلاميذ قد قطع بالفعل نصف الطريق نحو تجنيد الطلاب، بدلا من البحث عن كل طفل من هنا ومن هنا، فهم أمامه الآن، وعقولهم منتظرة ما يلقى فيها من أفكار هذا المدرس.

أما عن مشروع المتميزون، يقول عمر فاروق، هو مشروع يتم فيه استقطاب الأطفال الذين بدءوا في التهيئة والارتباط بعناصر الإخوان، حيث يتم عقد جلسات خاصة داخل البيوت تمهيدا لإدراجهم في مستويات تنظيمية داخل الجماعة، كذلك مشروع الدورات الرياضية ومشروع المسابقات الدينة والرحلات، كل هذه المشاريع يتم الإنفاق عليها من داخل التنظيم، وهدفها الأساسي هو استقطاب من هم في التعليم الأساسي.

يشرح عماد علي المزيد عم مشروع المتميزون بقوله، أن المشرف حينما يشعر أن طلبة مميزة أكتر من الطلبة العادية يبدأ في وضعهم بمجموعة يرى أنها يمكن أن تصبح كوادر داخل الجماعة فيما بعد، ويتم وضعهم تحت اختبارات وعمليات تأهيل أكثر تطورًا.

يكشف عمرو فاروق كذلك أن الجماعة سعت إلى الوصول لهذه الفئة العمرية من خلال كافة تجمعاتهم، وكان من بينها الروابط الرياضية، ففي مرحلة ما قبل 2011 وما بعدها أن خيرت الشاطر سعى إلى استقطاب بعض الروابط الرياضية داخل الأندية، ووضع مخططًا لاختراق بعض الأندية الرياضة لاستغلال هذه المساحة والبقعة المهمة التي يتم فيها الاحتكاك بشكل مباشر مع الطلاب وفي مرحلة عمرية مختلفة، وفقا لتصريحات فاروق.

الاشبال (11)
 

«الروابط الرياضية» تحركات اخوانية قبيحة بأوامر «الشاطر»

أضاف، أن الشاطر بدأ في عملية إنشاء بعض الأكاديميات الرياضية، والإخوان مولتها بهدف استقطاب الأطفال وأيضا التوغل داخل بعض المؤسسات والأندية داخل مصر، وهذا واضح في مسألة تكوين بعض الروابط الرياضية التي هاجمت الدولة المصرية فيما بعد 2013 وتم توظيفهم والدفع والزج بهم في مسألة المظاهرات والاعتصامات، وتنفيذ أعمال إرهابية ضد الدولة المصرية، وبعض المنشآت الحكومية سواء العسكرية والشرطية والمدنية.

تغلغلت جماعة الإخوان الإرهابية داخل المجتمع المصري، إلى أن كشفت عن وجهها القبيح قبل وبعد ثورة 30 من يونيو، وأعلنت العداء للشعب المصري وسخرت في ذلك كل امكانياتها وعناصرها بما فيهم الأطفال.

يُعدد الدكتور أحمد ربيع غزالي، مشاهد استغلال الجماعة للأطفال على مدار تاريخها، حيث يقول  لا شك أن في كل مراحل الجماعة كان للأطفال استغلال سياسي ذكي جدا وعالي من قبل جماعة الإخوان المسلمين، تذكر أنهم في العيد أثناء اعتصام رابعة أنشئوا حمامات سباحة وهدايا للأطفال كنوع من أنواع إعلان براءة التجمهر والحشد.

يضيف عماد علي، أن الجماعة كانت توظف الأطفال في الأعمال التي تخشى على الكبار القيام بها، كتوزيع البوسترات والدعاية أثناء الانتخابات، والمشاركة في التظاهرات والاعتصامات للاحتماء بالأطفال، وهو ما رأيناه في تشكيل ما اسموه بـ«أطفال ضد الانقلاب» لإحداث حالة من الزخم،.

وقال عمرو فاروق، نكتشف أن هؤلاء الطلاب في مظاهرات الإخوان كانوا هم الوقود الحقيقي الذي تم الاستفادة بهم عقب أحداث ما بعد 30 يونيو، نكتشف أن قطاع كبير جدا من الأطفال تم الزج بهم في المظاهرات وحمل السلاح الأبيض، وحمل بعض الطوب وقذف المنشآت الحكومية والارتكازات الأمنية بالطوب والحجارة، وصناعة المولوتوف بدائي الصنع، وعدد كبير جدا من الطلاب هذه المرحلة اشتركوا في هذه الجرائم.

الاشبال (12)
 

مشاهد استغلال الأطفال «رفع الأكفان بمنصة رابعة والنهضة»

أضاف، لم يكن غريبًا أن نرى مشهد الأطفال الذين يحملون أكفانهم في اعتصام رابعة أمرا غريبا على جماعة الإخوان فهي دفعت بالأطفال وهم لم يعوا خطورة تلك الأمور بأنهم يعلوا أكفانهم ويعلنوا أنهم سيموتون من أجل محمد مرسي ومن أجل جماعة الإخوان، فهذا نوع من توظيف الأطفال في معركة سياسية والجماعة تضعها في إطار المعركة الدينية وتصبغا الرداء الديني من باب الخدع لهؤلاء الأطفال والشباب.

لم تتوقف مشاهد استغلال الأطفال والمراهقين في التظاهرات والاعتصامات التي قامت بها جماعة الإخوان الإرهابية عقب ثورة الشعب عليها، ولكن توصل الأمر إلى استخدامهم في العلميات الإرهابية، فنجد الكثير من المتهمين في قضايا الإرهاب هم دون ال18 عاما.

ضرب عمرو فاروق مثالا على ذلك بالمتورطين في علمية اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات، فهم طلاب من المرحلة الجامعية متورطين في عملية التخطيط والتنفيذ، هناك عدد كببر من الجرائم التي ارتكبت ضد أجهزة الدولة في هذه المرحلة، نكتشف فأن الوقود الحقيقي في هذه العركة كانوا الطلاب الجامعيين، وهؤلاء تم تجنديهم وتوظيفهم قبل المرحلة الجامعية فتم استخدامهم فيما بعد في  العنف الممنهج الذي انتهجته الجماعة في تلك المرحلة.

الاشبال (14)
 

استخدام واستغلال «الأطفال» في العمليات الإرهابية

وأثناء فترة تواجده في السجن، يقول عماد علي إن الأعمال النوعية التي تمت في 2014 و2015 كانت جزء كبير من المتورطين فيها شباب تم إلحاقهم وهم في سن الأشبال، وتواجد معي في السجن هؤلاء المتورطون في عمليات إرهابية، وقضايا قتل وشروع في قتل وحرق مؤسسات، لأن الجماعة تستغل حماس الشباب وعدم وعيهم وعدم نضجهم مع التحفيز والخطاب الديني العاطفي المفعم بالايدولوجيا غير المعتمد على العقلانية في شيء.

وعقب ثورة 30 يونيو، وصدور حكم القضاء بحل جماعة الإخوان والتحفظ على ممتلكاتها وإدراجها ضمن الجماعات الإرهابية، تم تشكيل لجنة لحصر أموال وممتلكات الجماعة وأفرادها، وإدارتها حيث تم التحفظ على 1133 جمعية أهلية وعدد 110 مدرسة تابعة لأعضاء الجماعة الإرهابية.

يقول المستشار محمد سمير، المتحدث الرسمي باسم هيئة النيابة الإدارية، في تصريحاته لـ«اليوم السابع»، ونحن نتحدث عن المدارس كانت هناك العديد من البلاغات التي جاءت فيما بعد ذلك حتى داخل المنطقة المركزية بالقاهرة بوجود بعض المدارس ذات التوجه الخاص، التي تفرض وتعلم الطلبة وفقا لتلك التوجهات المعادية للدولة المصرية والتي تزيف التاريخ أحيانا بغية صنع عدد من الأساطير وتدريسهم وتغذية عقول الشباب بأولئك الأساطير بأنهم هؤلاء هم الشهداء والصديقين والأبرار، ليتم زرع تلك الأفكار داخل الأطفال، حتى  نجد بعد ذلك جيلا كاملا لا يعرف التاريخ الحقيقي سوى ما زيف لهم عن طريق هؤلاء الأشخاص، وكانت هذه المدارس توضع تحت الإشراف الإداري والمالي للدولة عن طريق اللجان المعنية، وكانت النيابة الإدارية تباشر التحقيق مع القائمين عليها متى تورطوا في هذا السلوك.

الاشبال (16)
 

حصر المدارس الإخوانية.. وتطهير المدارس الحكومية

أضاف، إذا ما تلقت النيابة بلاغا من إحدى الجهات الرقابية أو الأمنية أو حتى من المؤسسة التعليمة نفسها بوجود مدرس يبث الأفكار المتطرفة التي قد تبدأ بتحية التعلم المصري أو النشيد المصري وصولا إلى ترويج الأفكار الإرهابية والتكفيرية والتي تحض على كراهية الغير في المتجمع، فكانت النيابة الإدارية  تباشر التحقيقات فورا في هذه التحقيقات.

ويؤكد عمرو فاروق، أن الدولة المصرية وضعت يديها بشكل حقيقي على بعض المؤسسات التعليمية الخاصة التي تمتلكها جامعة الإخوان، لكن هناك خطورة من انتشار بعض المدرسين والمعلمين داخل الإدارات التعليمية والمدارس الحكومية وبعض الأندية الرياضية والمؤسسات الثقافية الخاصة بالدولة، هؤلاء العناصر مازال يمثلون خطرا ومازالوا يلعبون دورا في استقطاب الأجيال الجديدة وهنا تكمن الخطورة في مسألة تكوين جيل جديد يكون عمود صلب وكتلة صلبة للعشر سنوات القادمة من خلال استقطاب العناصر الجديدة المتمثلة في طلاب المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية الذين لم يعوا مفاهيم وجرائم جماعة الإخوان.

الاشبال (17)
 

هل تسعى الجماعة الإرهابية لمحاولة إنتاج نفسها من جديد من خلال التلاعب بالنشء والمراهقين؟

لكن، يبقى السؤال، هل تسعى الجماعة الإرهابية لمحاولة إنتاج نفسها من جديد من خلال التلاعب بالنشء والمراهقين؟.. يرد على ذلك عمرو فارق بقوله: أنا أضع تحذيرا مهما جدا أن جماعة الإخوان ربما تعيد ترتيب أوراقها وصفوفها مرة أخرى، وإذا أرادت ذلك سيكون ملف استقطاب الطلاب هو البينة الأولى في إعادة ترتيب المشهد مرة أخرى لأن هؤلاء يطلق لعيهم العقول البيضاء التي لم تستوعب المشهد بشكل حقيقي، الجماعة ستوظف إلى استقطاب الطلاب الذين لم يتأثروا بفاتورة ثورة يناير وما بعد أحداث 2013 ولم يعو جرائم الإخوان ويفهموا المعركة السياسية الدائرة وحجم الأخطاء والجرائم التي ارتكبت باسم الدين من قبل جماعة لإخوان، فسنجد أنها ربما ستسعى إلى استقطاب الأطفال من خلال إعادة التأثير مرة أخرى لطلاب المدارس عن طريق المدرسين المنتمين لجماعة الإخوان الذين مازالوا موجودين داخل المدارس.

استكمل: هنا الخطورة تزداد بشكل حقيقي في ظل سعي جماعة الإخوان إلى إعادة ترتيب أوراقها مرة أخرى في ظل وجود عناصر إخوانية مازالوا متواجدين في الجهاز الإداري للدولة، هذه الكيانات تمثل نقطة التقاء ما بني هذه العناصر ومابين ولم يستوعبوا ما فعلته جماعة لإخوان، من الطبيعي انه يتم استقطابهم.

يتوافق مع فاروق، الدكتور كمال مغيث حيث يقول،          سيستمر لدي هذا التخوف من جماعة الإخوان الإرهابية طالما لم يكن لدينا سياسة ثقافية وإعلامية ورياضية وتعليمية ناجعة تستطيع أن تواجه هذا التطرف الديني الذي تبثه الجماعة في المجتمع بشكل عام، والمعلمين والأطفال، ويظل هذا الخطر موجود ودائم.

 

انتهاء الجماعة ومستقبلها

 لكن عماد علي عبدالحافظ، المنشق حديثًا عن جماعة الإخوان، يختلف معهم في ذلك حيث يقول، أن الجماعة مستقبلها انتهى حتى هذه اللحظة، ولم يعد لها مستقبل، ولم تعد قادرة على إنتاج نفسها من جديد، وهذا لا يعني اختفاءها من الوجود، ولكن الانتهاء هو انتهاء فعاليتها أو قدرتها على التأثير أو الفاعلية في المجتمع.

ويدعم عبدالحافظ وجهة نظره بأنه المجتمع اكتشف الجماعة على حقيقتها عقب توليهم حكم مصر، وإنها لا تمتلك مشروع ولا تمتلك إلا شعارات فضفاضة ولا تمتلك إلا لافتات فقط، وعناوين رئيسية ولا يوجد شئ لديها اسمه المشروع الإسلامي ولا تصور لحكم الدولة، والعنصر الأخر أن أفراد الجماعة أصبحوا فاقدي الثقة في قيادات الجماعة الحالية، والجماعة لم يحدث لها انشقاق وتصدع كما هو حادث حاليًا.

يختتم الدكتور كلام مغيث حديثه بتوجيه بعض النصائح أهمها، التأكيد على أن الهدف من التعليم هو دعم قيمة المواطنة والانتماء الوطني عند التلاميذ، فالطلاب يجب أن يتعلموا أننا مصريون فقط، بصرف النظر عن خلفيتنا "إحنا مسلمين ولا مسيحيين ولا من الصعيد ولا من الدلتا ولا غني ولا فقير"، ولا بد من مراجعة المناهج التعليمية، وحذف كل ما لها علاقة بالتطرف الديني، والاهتمام الأنشطة المدنية، والثقافية والفنية.

 

إحكام الرقابة وتطهير المناهج التعليمية

ومن بين التوصيات التي أصدرتها هيئة النيابة الإدارية في هذا الملف يقول المستشار محمد سمير، إحكام الرقابة من الجهات القائمة على منظومة التعليم تحديدا فيما يتعلق بزيارة الدارس زيارات منتظمة، والتأكد ومراجعة الأفكار التي يتم تدريسها للطلبة ومراجعة المناهج التعليمية، ومراجعة القائمين على تلك المناهج، عن طرق التفتيش الدوري عليهم وتقييمهم أولا وبأول، وفحص أي شكوى ترد إليهم وإحالته للنيابة متى ثبت وجود شبهة تؤكد صحتها.

انتهت جماعة الإخوان الإرهابية بعدما كشفت عن وجهها القبيح أمام الشعب المصري والعالم أجمع، ولم يعد لها أية تأثير أو مصداقية وهو ما ظهر جليًا في محاولات خداع الشعب ونشر الفوضى، لكن حلم إعادة إنتاج نفسها ربما يظل يراود عناصرها الهاربين بوجوه جديدة، ليظل التاريخ شاهدًا على التاريخ الأسود لتلك الجماعة في تجنيد واستغلال الأطفال.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة