خالد عزب يكتب: أبى كما لم يعرفه أحد

الثلاثاء، 01 يناير 2019 10:00 م
خالد عزب يكتب: أبى كما لم يعرفه أحد غلاف كتاب أبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عن سلسلة كتب الهلال صدر كتاب (أبى كما لم يعرفه أحد) من تأليف خيرى حسن، يتناول ذكريات عدد من أبناء الفنانين من كل المجالات مع آبائهم، وحملت بعض الذكريات ذكريات مؤلمة وأخرى كانت تنم على إنسانية الفنان وثالثة كاشفة لعلاقته الأسرية التى تتراوح بين الاهتمام والإهمال، لعل هذه الأضواء هى الأولى من نوعها، وهى تقدم جوانب مهمة لتأريخ السينما والفنون، إذا هى تكمل المشهد غير المرأى فى حياة هؤلاء.
 
من أكثر حكايات ثمانى آباء فى إثار فى هذا الكتاب حكاية نادر عماد حمدى ابن الفنان عماد حمدى، ولد الفنان عماد حمدى فى العام 1909 فى محافظة سوهاج، وتوفى فى 28 يناير 1984 تزوج من الفنانة فتحية شريف وهى كانت من نجمات السينما المصرية، تركت الفن من أجله، وأنجبت ابنه نادر وأخيه هشام، وتزوج الفنانة شادية، والفنانة نادية الجندى، عماد حمدى عمل موظفا فى مستشفى أبو الريش بالقاهرة، ثم التقى صديقًا له اسمه محمد رجائى خلال تصوير فيلم وداد بأستوديو مصر عام 1936، فطلب منه فرصه للعمل داخل الأستوديو وبالفعل أسند له وظيفة رئيس حسابات بالأستوديو استمر فى وظيفته حتى رقى مدير للإنتاج، ثم عمل فى الأفلام التسجيلية لوزارة الصحة المصرية وأول بطولاته فى السينما فيلم (السوق السوداء) عام 1945 وكان عمره 37 عاما وانطلق بعدها للأضواء والنجومية، قام ببطولة 250 فيلما، أبرزها (أم العروسة ) و(ثرثرة فوق النيل)، و(الكرنك) و(سواق الأتوبيس).
 
لم يترك عماد حمدى ثروة، فحسب ابنه نادر كان يطبق المثل (اصرف ما فى الجيب.. يأتيك ما فى الغيب)، فقد كان لديه اسطبل خيل وأفلام أنتجها وغيرها ومات لا يمتلك فى حسابه البنكى الا عشرين جنيهًا مصريًا، لم يكن عماد حمدى مغيبًا بولديه فتركهما لامهما لتربيهما وهى التى تحملت مسئوليتهما. 
 
الفنان الثانى هو الفنان حسين رياض التى تذكر ابنته فاطمة أنه ولد فى 3 يناير 1897م بالقاهرة، من أب مصرى وأم تركيه، كان أبوه أول من أدخل صناعة الجلود فى مصر، بدأت هوايته للتمثيل فى المرحلة الثانوية، وكان مدربه إسماعيل وهبى شقيق الفنان يوسف وهبى، قدم للسينما 320 فيلما وللمسرح 240 مسرحية و150 مسلسلا إذاعيا، علاقه الآب بأولاده كانت وطيدة، عاش فى بيت فى شبرا تذكر ابنته أنه كان يرى فى هذا المكان مصر بكل تفاصيلها، تذكر أيضًا أنه تزوج بعد الأربعين بسبب حبه للتمثيل، وكان زوجًا تقليديًا جاء بعده الحب، وتذكر أنه أبها يتحب، فهو هادى الطبع، حلو المعشر، صوته لا يعلو، حنون، وولد حسين رياض فى العام 1897 بالقاهرة وتوفى عام 1965.
 
والفنان الثالث اشتهر فى السينما المصرية ولد فى جمهورها بعدد من الأفيهات التى دخلت قاموس الأمثال ومنها أحلى من الشرف مفيش، أنه توفيق الدقن، توفيق الدقن لم يكن فنانًا فى رأى خيرى حسن بل كان فليسوفا فقد أشار فى عبارات إلى نقاط ضعف ممكن أن تكون سببًا فى ضياع الأمم، وأخطر هذه النقاط هو انهيار الأخلاق.
 
ابنه ماضى يعمل محاميًا وموسيقيًا، واسمه يعنى السيف القاطع، يذكر ماضى أن أباه اسمه توفيق محمد الدقن ولد العام 1924 فى محافظه المنوفية، وهو خريج الدفعة الثانية فى معهد التمثيل، بدأ حياته الفنية بدور صغير كومبارس كفلاح، ثم شارك فى فيلم ظهور الإسلام العام 1951م وانطلق بعدها فى عالم السينما إلى أن توفى فى 1988.
 
يذكر ماضى أن أباه هو الذى اختار له مهنة المحاماة، كانت حياة توفيق الدقن صعبة كما يذكر ماضى حيث عمل 5 شهور فى معمل ألبان، وسنوات عديدة فى نيابات المنيا، و10 سنوات موظفًا فى السكة الحديدة، حتى احترف الفن.
 
يذكر ماضى الدقن قال عن أباه إنه فنان بنى مقوماته الفنية بالقراءة والثقافة، والمسرحيات المترجمة بلورت ثقافية، فقد كانت القراءة هوايته الأولى، هكذا كان هذا الكتاب كاشفا، وهو كتاب يستحق القراءة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة