محمود حمدون يكتب: فاصلة لغوية

الأحد، 23 سبتمبر 2018 10:00 ص
محمود حمدون يكتب:  فاصلة لغوية صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرّات نادرة  التى زار فيها الفرح  بيت "عبد الله"، هو رجل نحيل، غائر العينين، سقيم الجسد، شارد الذهن، يقيم بمنزله الصغير الكائن بين بنايتين شاهقتين تتوسطان الشارع الكبير، فيبدو للرائى من بعيد كنتوء أو فاصلة لغوية بين جملتين شاذتين، يخرج " عبد الله " لعمله قبيل شروق الشمس، يعود يسبقه ارهاقه و بؤسه عقب أذان المغرب .

بالأمس، رأيناه يُقبل، اعتراه تغيير، هلّ مرفوع الهامة، يضع يديه بجيب سرواله، يترنم بأغنية حب، قطع المسافة من تقاطع الشارع الرئيسى إلى منزله، قفزاً، مشهد استغرق المارة من حوله، فتدلت الدهشة على أعينهم، اقترب من بابه، التفت وراءه و بصوت لم نألفه عنه  أعلن، دون أن يعبأ بإنصاتهم إليه :

اليوم للمسرّة والفرح، دخل، صفع الباب خلفه بشدة، دقائق ولمحنا أنوار على استحياء تطل من النافذة الوحيدة بالدور العلوى، ثم اندلعت زغاريد النسوة، أهازيج مرحة، أنغام ناعمة انسابت تتدفق بين جنبات المكان، سمعناها رغم الظلام الوافر الذى حطّ على الشارع بأكمله.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة