"أول رحلة عمل تطوعى ليا كانت فى جزيرة إيكولودج فى كينيا واتعرفت على ثقافات جديدة هناك"، كلمات بدأت بها يسرا حديثها لـ "اليوم السابع"، حول أول رحلاتها فى السياحة البيئية، وهو ما أتاح لها الفرصة لتكوين صداقات من جنسيات مختلفة أصبحوا يقومون يزيارتها فى مصر وتدعوهم لتنظيم رحلات للسياحة البيئية داخل مصر.
يسرا منير
"عام 2008 نظمنا رحلة لسيوة مع أصدقائى من أستراليا ونجحنا فى خدمة أهل الواحة"، هكذا كانت نتائج أولى رحلات يسرا مع 30 فردا من أصدقائها لواحة سيوة، فبدأت الفكرة تتبلور لديها بضرورة الجمع بين حبها للسياحة والسفر وبين خدمة المجتمع، خاصة أن مصر بها العديد من الأماكن الثرية بالسياحة البيئية ولكن ينقصها الخدمات، والمعيشة الجيدة لأهلها.
حتى تمكنت يسرا بالفعل بمساعدة بعض الجمعيات التنموية عام 2001 فى تنظيم بعض الرحلات لأماكن لا يعرفها الكثيرون داخل مصر لتنشيط تلك السياحة، وكانت "النوبة هى المقصد"، لازم دايمًا نسيب أثر فى المكان اللى بنزوره"، ذلك هو الشعار الذى رفعته يسرا بصحبة أصدقائها أثناء رحلاتها، فبجانب استكشاف وزيارة الأماكن الجديدة فى النوبة، حرصت يسرا على عدم الإقامة فى فنادق سياحية، بل أقام الزوار فى تلك الرحلة فى بيوت بعض النوبيين وشاركوهم تكاليف الإقامة، بالإضافة لتعرفهم على المشاكل التى تواجههم فى المعيشة ومتطلباتها.
يسرا منير
وبالفعل توصلت يسرا بصحبة أصدقائها لبعض المشكلات التى يقابلها أهل النوبة مثل تعطل بعض محطات المياه، وصعوبة وصولها لجزيرة"عواد"، فأثمرت زيارتها بوصول صوت الأهالى للمسؤلين والعمل على تصليح المحطة، وهو ما أشعر يسرا أن ما تتخذ من خطوات لا تضيع بل تجمع بين السياحة وبين الخدمة المجتمعية.
يسرا منير
لم يتوقف قطار رحلات يسرا عند ذلك الحد، بل انطلق لمعسكرات تخييم فى مرسى علم، ومعايشة السياح هناك وتنظيم ورش للفنون والرسم والمسرح للأطفال، وتجد يسرا أن أحلامها فى ذلك المجال كالبئر الذى لا ينضب أبدا، حيث تحلم خلال الفترة القادمة بزيارة المزيد من الأماكن الغنية بالمناظر الخلابة داخل مصر والتى لا يعرف عنها الكثيرون، والتعريف بأهلها وثقافتها، والمحاولة فى إصلاح بعض ما يواجهه أهالى تلك المناطق للمسئولين، وعن الصعوبات التى تواجهها يسرا خلال تلك الرحلات تقول إن ما تحققه من سعادة بسيطة لأهالى تلك المناطق يعتبر بمثابة الجائزة الكبرى التى تطغى على كل ما واجهته من صعوبات خلال الرحلة.
