بعد العقوبات على طهران وأنقرة.. كيف فشل "الديكتاتور العثمانى" و"الملالى" فى إدراك رسائل الإدارة الأمريكية؟.. ترامب يضع تركيا وإيران فى نفس السلة.. ويستغل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لكبح طموحاتهما التوسعية

الإثنين، 06 أغسطس 2018 03:30 م
بعد العقوبات على طهران وأنقرة.. كيف فشل "الديكتاتور العثمانى" و"الملالى" فى إدراك رسائل الإدارة الأمريكية؟.. ترامب يضع تركيا وإيران فى نفس السلة.. ويستغل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة لكبح طموحاتهما التوسعية روحانى وترامب
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التزامن بين العقوبات التى فرضتها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على كلا من تركيا وإيران، يعكس بما لا يدع مجالا للشك انقلابا صريحا على النهج الذى تبنته الولايات المتحدة خلال حقبة الرئيس السابق باراك أوباما، والذى حرص على استرضاء أنقرة منذ بداية حقبته فى عام 2009، عندما زار أنقرة ليصفها آنذاك بأنها الواحة التى تتلاقى فيها الديمقراطية مع المبادئ الإسلامية، بينما دأب على رعاية المفاوضات الدولية مع طهران، ليصل فى النهاية إلى الاتفاق التاريخى الذى وقعته طهران مع القوى الدولية الكبرى فى يوليو 2015.

 

إلا أن الرئيس الأمريكى اتجه نحو اتخاذ منحى معارض للاتجاه الذى تبناه سلفه، ربما بدا واضحا فى الانسحاب الأمريكى من الاتفاق النووى الإيرانى، فى مايو الماضى، بينما كان الخلاف بين واشنطن وأنقرة واضحا فى العديد من القضايا الدولية والإقليمية، لعل أبرزها الموقف التركى من بعض الأزمات فى المنطقة، وعلى رأسها الأزمة السورية، ليصل الأمر فى النهاية إلى التلويح بعصا العقوبات تجاه الدولتين، على خلفية رفضهما للرضوخ إلى الشروط الأمريكية.

 

ولعل المفلت للانتباه فى مسألة التزامن بين العقوبات الأمريكية على كلا من طهران وأنقرة، هو أن هناك العديد من القواسم المشتركة بينهما سواء على مستوى الأوضاع فى الداخل لدى كلا البلدين أو حتى الدور الذى تلعبه كلا منهما على المستوى الإقليمى، وهو ما يثير التساؤلات حول الكيفية التى يدير بها الرئيس الأمريكى العلاقة تجاه كلا القوتين فى منطقة الشرق الأوسط، والأهداف التى تحملها الإدارة الأمريكي من قراراتها الأخيرة.

 

أحلام التوسع.. هكذا وضع ترامب أنقرة وطهران فى سلة واحدة

ويعد التشابه فى الأوضاع الاقتصادية بين طهران وأنقرة، فى ظل انهيار عملة البلدين أمام الدولار الأمريكى وارتفاع مستوى التضخم بصورة كبيرة وتفاقم الغضب فى الداخل جراء حالة الفشل الاقتصادى الراهنة، ليس المقاربة الوحيدة التى يمكنها لفت انتباه المتابعين، حيث أن هناك العديد من القضايا الأخرى، التى ربما دفعت إدارة ترامب لوضع كلا القوتين الشرق أوسطيتين فى نفس السلة، لعل أهمها الطموحات التوسعية لدى كلا النظامين، والتهديد الذى يمثله كلا منهما على استقرار المنطقة والمصالح الأمريكية بها.

 

أردوغان وروحانى
أردوغان وروحانى

الموقف الذى تبناه ترامب تجاه إيران وتركيا منذ بزوغ نجمه فى الساحة السياسية الأمريكية كان متشابها، ففى الوقت الذى ترفض فيه الولايات المتحدة التوسع الإيرانى، لاستعادة "إمبراطورية فارس"، عبر الميليشيات الموالية لطهران فى دول المنطقة، ترى الولايات المتحدة أن التحركات العسكرية التركية، خاصة فى سوريا، والتى تمثل امتدادا لحلم "الخلافة" المزعومة، تهديدا دامغا لمصالحها فى المنطقة، وللحرب التى تقودها واشنطن ضد تنظيم داعش الإرهابى، فى ضوء اعتماد قوات التحالف الدولى على الميليشيات الكردية فى تلك المعركة، نجاحها فى تحرير مساحات واسعة من سيطرة التنظيم المتطرف فى الأشهر الماضية.

 

النهج الأمريكى.. رسائل ترامب لم يفهمها أردوغان وروحانى

وبالنظر إلى السياسات المتواترة التى تبنتها إدارة ترامب منذ صعودها إلى السلطة فى يناير 2017، نجد أن المواقف الأمريكية حملت رسائل ضمنية إلى كلا من تركيا وإيران، ربما لم يفهما قادة تلك الدول، لعل أبرزها انتقادات الرئيس ترامب الصريحة للنهج الدبلوماسى الذى تبناه سلفه باراك أوباما، بالإضافة إلى سعيه المستمر لتقويض إرثه، وهو ما بدا واضحا فى العديد من القرارات، أهمها الانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، بالإضافة إلى حرصه إلى استرضاء حلفاء أمريكا التقليديين فى الشرق الأوسط، على حساب تركيا، والتى تحالف معها أوباما، وهو ما بدا واضحا فى حرصه على زيارة المملكة العربية السعودية فى أول جولة خارجية يقوم بها بعد صعوده إلى البيت الأبيض فى مايو 2017.

تعيين بومبيو وبولتون رسالة واضحة من إدارة ترامب لم يفهمها أردوغان وروحانى
تعيين بومبيو وبولتون رسالة واضحة من إدارة ترامب لم يفهمها أردوغان وروحانى

وامتدت المواقف الأمريكية التى استهدفت البلدين إلى التعيينات التى قام بها ترامب داخل إدارته فى الأشهر الماضية والتى استهدفت كلا من إيران وتركيا فى آن واحد، وهو ما ظهر بوضوح فى تعيين مايك بومبيو بمنصب وزير الخارجية خلفا لريكس تيلرسون، وكذلك اختيار جون بولتون فى منصب مستشار الأمن القومى خلفا لهربرت ماكماستر، فى شهر مارس الماضى، حيث أن كلا الرجلين معروفان بموقفهما المتشدد تجاه أنقرة وطهران، وهو الأمر الذى تسبب فى حالة إحباط كبيرة لمسئولى البلدين فى ذلك الوقت.

 

ففى الوقت الذى رأت فيه طهران أن تعيين بولتون هو بمثابة خطوة استفزازية من جانب الولايات المتحدة تمهيدا للانسحاب من الاتفاق النووى آنذاك، خاصة فى ضوء الدور الذى لعبه الرجل خلال حقبة الرئيس الأسبق جوج بوش، فى التنسيق مع إسرائيل لشن حرب ضد طهران، خلال الفترة بين عامى 2002 و2004، كان تعيين بومبيو صفعة قوية لتركيا، بسبب مواقفه العدائية من أنقرة، حيث سبق وأن وصف النظام التركى بـ"الفاشى والمستبد" إبان خدمته كرئيس لجهاز الاستخبارات الأمريكية.

 

تأجيج الأوضاع الاقتصادية.. ورقة ترامب لكبج جماح أنقرة وطهران

الإجراءات الأمريكية الأخيرة تمثل محاولة جادة من قبل الإدارة الأمريكية لكبح جماح القوتين الفارسية والعثمانية فى آن واحد، فى ظل ما تمثله تلك القوى من تهديد صريح للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط فى المرحلة الراهنة، مستغلا حالة الغضب الداخلى فى كلا البلدين سواء بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، كذلك استمرار القمع الذى تنتهجه تلك الأنظمة تجاه معارضيها.

حالة من الغضب تجتاح تركيا وإيران جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية
حالة من الغضب تجتاح تركيا وإيران جراء الأوضاع الاقتصادية المتردية

ومن هنا ربما يصبح تأجيج الوضع الاقتصادى فى كلا البلدين، من خلال العقوبات، هو بمثابة ورقة ترامب الجديدة لمجابهة التهديدات التركية الإيرانية، بالإضافة إلى إخضاعهما تحت إدارة الهيمنة الأمريكية، بعد محاولاتهما لتهديد المصالح الأمريكية فى المنطقة، والسعى نحو التحرك بمفردهما فى العديد من القضايا الإقليمية وهو الأمر الذى لم يروق للرئيس ترامب، وبدا واضحا فى العديد من تصريحاته.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة