ملتقى شباب الكنيسة العالمى.. حلم البابا تواضروس الذى صار حقيقة.. كيف غيرت الكاتدرائية صورة مصر فى كنائسها بالمهجر؟.. وما الفرق بين الملتقى والمؤتمرات الكنسية الأخرى؟.. ولماذا حرص الرئيس على لقاء شباب المهجر؟

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 06:30 م
ملتقى شباب الكنيسة العالمى.. حلم البابا تواضروس الذى صار حقيقة.. كيف غيرت الكاتدرائية صورة مصر فى كنائسها بالمهجر؟.. وما الفرق بين الملتقى والمؤتمرات الكنسية الأخرى؟.. ولماذا حرص الرئيس على لقاء شباب المهجر؟ البابا تواضروس الثانى بابا الأسكندرية
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سنوات طويلة صاحبتها ظروف سياسية وتغيرات اجتماعية، دفعت الشباب القبطى للعزلة فى ساحات الكنائس وخلف أسوار الأديرة، غاب معظمهم عن المجال العام، وعمدت الكنيسة إلى لعب دور البديل عن الحياة خارجها، وفرت المسارح وبنت النوادى الرياضية ملحقة بكنائسها الشاسعة، جعلت من الأديرة مقرًا للرحلات إلى جانب دورها الروحى، تصاحب رعاياها منذ مراحل التعليم الأولى وحتى الجامعة التى نظمت فيها خدمة للأسر الجامعية تربط شباب الجامعات بالكنيسة.

أما فى المهجر فإن الكنيسة التى تواجدت فى 62 دولة حول العالم، قد حذت نفس المسار فى حين ربطت المهاجرين ببلدهم الأم وهم يسمعون الصلوات باللغة العربية إلى جانب لغة الدولة المقيمين فيها، ولكنها لم تستطع ربط مهاجرى الجيلين الثانى والثالث ممن ولدوا وتربوا فى الخارج بجذورهم فى مصر التى لا يعرفون عنها سوى ما يسمعونه من ذويهم أو ما تنقله وسائل الإعلام، وهو ما تسبب فى تأسيس منظمات قبطية بالمهجر تحاول الضغط على مصر للحصول على مكاسب لأقباط الداخل مما ساهم فى "شيطنة" أقباط المهجر وكأنهم كتلة واحدة فى الوقت الذى لم تكن المنظمات القبطية تعبر فيه عن جموع الشعب القبطى فى المهجر، وهو ما انعكس على شباب المهاجرين فى المقام الأول، الذين لم يجدوا ضالتهم فى تلك المنظمات وتوجهاتها.

قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية الذى سافر عشرات الرحلات الرعوية منذ جلوسه على سدة كرسى مارمرقس عام 2012، انتبه إلى ضرورة التواصل مع شباب المهجر، حتى أن كل زياراته الخارجية كانت تحفل بمقابلات ولقاءات مع الشباب بشكل أساسى كان آخرها لقائه بشباب المهاجرين فى زيارته لأستراليا.

رأى البابا أن تواصله مع الشباب فى أوطانهم البديلة لا يكفى فى ظل صورة نمطية يصدرها الإعلام الغربى منذ 30 يونيو وحتى اليوم، يجانبها الصواب فى أحيان كثيرة، وصاحب ذلك ظهور منظمات قبطية تسعى لدعم الدولة، تقدم التبرعات للجهات المختلفة، وتتطوع بخبرات أبنائها العلمية لخدمة المصريين فى الداخل، وهو الأمر الذى كان نتاج لسياسات البابا تواضروس التى لا ترى فى الصدام مع الدولة أى ميزة.

 

كيف تحول حلم البابا تواضروس إلى حقيقة واقعة؟

حلم البابا تواضروس ومن معه بملتقى لشباب الكنيسة، بعدما شارك فى افتتاح النسخة الأولى من منتدى شباب العالم الذى انطلق العام الماضى فى شرم الشيخ وكان للأقباط المهاجرين ولأسقفية الشباب بالكنيسة كوتة من بين المدعوين.

عمل البابا تواضروس وفريقه بالكاتدارئية على رأسهم الكاهن الشاب القس رافائيل ثروت على تنظيم الملتقى وتواصلت الكنيسة مع السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة والمصريين فى الخارج، والتى أدارت بنجاح ملتقى آخر للجاليات اليونانية والقبرصية حمل اسم "العودة للجذور" وهو نفس الشعار الذى حمله منتدى شباب الكنيسة.

تعامل البابا تواضروس مع ملتقى شباب الكنيسة كمشروع شخصى، حظى باهتمامه ورعايته، شارك الشباب اللحظات الأولى فى افتتاحه منذ وصولهم لمقر دير الأنبا بيشوى الذى أقاموا فيه، وحتى بداية الفعاليات التى توجت اليوم بلقاء وفد من الشباب للرئيس عبد الفتاح السيسى.

ووفقا لبيان الرئاسة، عبر الشباب المشارك فى اللقاء عن سعادتهم بزيارة وطنهم مصر والالتقاء بالرئيس، شيرين إلى أن الصورة التى رأوها تختلف عما يعكسه الكثير من وسائل الإعلام فى الخارج، خاصة مع ما لمسوه من وضع أمنى مستقر ومشروعات وطنيه ذات مردود إيجابى واضح، موجهين فى هذا الإطار التحية والتقدير للرئيس الذى تولى قيادة مصر فى فترة عصيبة من تاريخها وأنقذها من الإرهاب والتطرف.

وأوضح الشباب أنهم قاموا بالعديد من الزيارات للمشروعات القومية التى قامت بها مصر خلال الفترة السابقة، خاصة محور قناة السويس والمدن الجديدة بالإضافة إلى المناطق السياحية التاريخية والدينية، وفى هذا السياق أكدوا أنهم سيكونون سفراء لبلدهم مصر فى مختلف بلاد العالم بما شاهدوه من إنجازات

 

ما الفرق بين ملتقى الشباب العالمى ومؤتمرات الكنيسة بالمهجر؟

فى نفس التوقيت الذى شهد إطلاق النسخة الأولى من ملتقى شباب الكنيسة، كان الأنبا موسى أسقف الشباب يطلق النسخة الـ18 من مؤتمر شباب أوروبا الذى استضافته اليونان هذا العام وتحت شعار "مفهوم الحرية".

رفض البابا تواضروس إطلاق اسم "مؤتمر" على ملتقى شباب الكنيسة فهو من ناحية يرى أن الملتقى فرصة لتعريف الشباب القبطى المهاجر بوطنهم الأم وهو ما ظهر جليًا فى جدول زيارات الملتقى التى بدأت بالأهرامات مرورًا بقناة السويس الجديدة وحتى الكنائس المصرية العتيقة مثل الكنيسة المعلقة، وبرج القاهرة وغيرها من المعالم السياحية المصرية.

دائمًا ما تقتصر المؤتمرات الكنسية على الصلاة والتفقه فى أمور الدين والعقيدة يتخللها بعض الفقرات الرياضية أو الفنية أو رحلات للأديرة الأثرية، لذلك فإن جدول أعمال ملتقى الشباب العالمى يؤكد على رؤية البابا تواضروس الانفتاحية وتشديده على ضرورة الجمع بين الدينى الروحى والوطنى التاريخى مما لاقى تقديرا لدى الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى استقبل وفد من الشباب اليوم، أعرب الرئيس عن خالص تقديره واحترامه للكنيسة المصرية تحت قيادة البابا تواضروس الثانى كشخصية وطنية كان لها دور بارز خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى اعتزاز مصر بأبنائها الأقباط وفخرها بما يقدموه من إنجازات ونجاحات فى الداخل والخارج، ومؤكدا أن الوحدة الوطنية فى مصر ثابتة على مدار الزمن، وأن أبناء شعب مصر بمسلميه ومسيحييه تجمعهم روابط قوية من الأخوة والمحبة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة