الدكتور خالد عزب يكتب.. ذاكرة مصر المعاصرة ومستقبل التاريخ

الإثنين، 13 أغسطس 2018 12:00 ص
الدكتور خالد عزب يكتب.. ذاكرة مصر المعاصرة ومستقبل التاريخ الدكتور خالد عزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يثير الماضى تساؤلات عديدة، وللماضى علم يدرسه هو التاريخ، الذى أصبح هو ذاته محل تساؤلات مثيرة، فإلى اليوم يُقدم التاريخ من خلال كتابات المؤرخين سواءً فى الكتب أو المجلات العلمية أو الثقافية أو الصحف، لكن مع تقدم وسائل التكنولوجيا باتت الأفلام الوثائقية مادة خصبة تجذب الكثيرين للتاريخ.

 

علم التاريخ موضوعه دراسة أحوال المجتمعات الماضية، أى دراسة تطور الإنسان وما أنتجه من منجزات حضارية، وما تركته هذه المنجزات من تأثير فى تطور الحضارة المعاصرة، هذا التعريف يُعد متقدمًا جدًّا عن موضوع علم التاريخ قديمًا؛ حيث كان الغرض الرئيسى من التاريخ مدح ولى الأمر وتمجيد الدولة، لذا لم يهتم قدامى المؤرخين بالحياة اليومية للبشر، لذا كان التاريخ قديمًا انتقائيًّا، فالمؤرخون كانوا ينتقون الأحداث والوقائع التى يؤرخونها (القصص التى يسردها المؤرخون من الماضى) مركزين على الأحداث التى تجذب انتباهنا، وذلك ما يدفعنا للقيام بقصها على المعاصرين.

 

تُعد لهذا كله كتب التاريخ كنوزًا دفينة، فهى عمل مفصل قام بسرده المؤرخون، ودائمًا ما تغمرنا هذه الكتب بالسعادة حيث الحنين إلى الماضى، ولكن ليس هذا كل شيء بالنسبة للمؤرخين المعاصرين؛ لأننا لسنا فقط فى حاجة لتقديم الماضى بل أيضًا لشرحه وتفسيره، فالوصول إلى سياق أوسع للقصة يكون غير قاصر فقط على أحداثها المتتالية وإنما أيضًا للمغزى من وراء هذه الأحداث؛ خاصة أن أهداف علم التاريخ الآن أصبحت أوسع نطاقًا وأكثر تنوعًا.

لكن السؤال المطروح الآن هو لماذا نهتم بالتاريخ؟

هناك إجابات عديدة عن هذا السؤال، بعضها مفرط فى إجاباته على نحو أن الاهتمام يكون بهدف الوصول للحقيقة المجردة، لكن هذه الإجابة تكون كاملة لو كان الهدف علميًّا بحتًا، أو للتعرف على الماضى وما به من مآثر، أو لدراسة السلبيات والإيجابيات فى تاريخ البشرية، أو لأنه مكون أساسى من المكونات الثقافية لأى شعب، وحقيقة الأمر أن كل ما سبق يُعد إجابة مبدئية حول السؤال المطروح، لأن الإجابة الواقعية هى أن كل ما سبق ليس سوى نتيجة لاهتمامنا بالتاريخ، فالتاريخ أساس لتثقيف المجتمع وإرشاده لقواعد السلم والحرب وإدارة شئون الدولة والتخطيط لمستقبلها، من هنا يتحول مفهوم التاريخ من نطاق العلوم النظرية إلى العلوم العملية، لأنه علم يرتبط بوجود الدولة وعناصرها المتمثلة فى الأرض والشعب والسلطة السياسية ويعبر عنهم جميعًا بأنهم هوية الوطن ووجوده

لذا عندما يعود الحاضر إلى الماضى، يكون الماضى مركزًا قويًّا، وغالبًا ما يكون التفكير فى التاريخ فى شكل سؤال يتأرجح ما بين ما التاريخ؟ ولمن يكون؟

 

مثل هذه الأسئلة ضرورية لوجود التاريخ، فإذا كان الماضى دون فجوات أو مشكلات لما اكتملت مهمة المؤرخ، حيث إن التاريخ يُعد نوعًا من أنواع الجدل، فهو جدل بين الحاضر والماضى، وجدل بين ما حدث بالفعل وما سيحدث مستقبلاً.

يروى المؤرخون القصص، ساعين بذلك لإقناعك ببعض الأفكار، فالأساليب التى يتبعونها تقوم على الحقيقة، حيث إنهم يقدمونها بإنصاف حتى إذا أساءت إلى البعض، كما يتوجب عليهم ترتيبها ترتيبًا زمنيًّا وجغرافيًّا، وتقديم أعمال من سماتها جذب الانتباه، ساعين بذلك للوصول لسياق شيق وممتع يتناسب مع الماضى.

 

نستخلص من هذا أن الماضى ليس القصة التى تُروى وحسب، ولكنه فى مجمله مشوش وغير مرتب إلى حدًّ ما ويتسم بالتعقيد كالحياة التى نحياها، فالتاريخ يخلق الشعور بالحيرة، وذلك من خلال السعى للوصول إلى نموذج وسياق ومعنى وقصص سهلة للقارئ، من هنا نستطيع أن نعود إلى الماضى لكى نفهم حقيقة التاريخ فى الماضى.

 

التاريخ تغير مفهومه ومضمونه من عصر هيرودت إلى الآن، لكن التغير الحقيقى كان فى فترة الانتقال إلى عصر الثورة الصناعية والدولة المعاصرة، باعتباره جزءًا مما سمى العلوم الإنسانية بشكلها الحديث كآلية من آليات السلطة التى تعمل على السيطرة على المجتمع من خلال التعليم والانضباط وإعادة ترتيب مدركات وذاكرة المجتمع.

إذا كان التاريخ قد تغير عبر العصور، فلماذا لا يتغير الآن مرة أخرى؟ 

حقيقة الأمر أن الماضى يتم استرجاعه فى الحاضر؛ حيث يتم إعادة إنشاء الصلة بينهما، خاصة أن عملية كتابة التاريخ مليئة بالأسئلة؟ وهناك عنصر ما يجذبنا نحو الماضى ويحثنا على دراسة التاريخ حيث لم يكن الناس يعيشون كما نعيش نحن الآن.

لكى ندرك هذا لابد أن ندرك أن الطباعة غيرت حياة البشر، فالكتاب المطبوع والصحيفة والمنشور وبطاقات الدعاوى وغيرها من أنواع المطبوعات خلقت مجتمعات مغايرة عن مجتمعات ما قبل الطباعة، فالإنسان صار قارئًا مثقفًا وكائنًا اتصاليًّا جيدًا، كما غير التلغراف من طبيعة الاتصال بين المجتمعات والدول، والإذاعة صارت فى كل ركن من أركان حياة الإنسان اليومية، كذلك التليفزيون الذى صار دوره نقل الوقائع مشاهدة للناس فى أماكنهم البعيدة، بل إن كل هذه الأدوات صارت مرجعًا تاريخيًّا نعود إليه الآن لنشاهد التاريخ حيًّا أو مقروءًا من مصادره الأصلية وليس عبر وسيط، ومع ظهور الأفلام الوثائقية لاسيما أفلام الحربين العالميتين الأولى والثانية، صارت هذه الأفلام وسيلة ممتازة لرواية التاريخ، وصارت الصورة الحية مع السيناريو المحكم والراوى هما أداة التأثير الرئيسية للأحداث التاريخية.

 

فى الماضى كانت السير الشعبية تقوم مقام الأفلام الوثائقية فى تسلية الجمهور، غير أن الراوى فى السير الشعبية كان يضفى على روايته حبكة روائية مسلية خارج السياق الحقيقى للحدث التاريخى، وهو يضاهى هنا ما يعرف اليوم بالمسلسلات التاريخية، لذا فإن التاريخ الحقيقى هو الذى يوضح لنا أمورًا مختلفة لشعوب مختلفة، وتطور مهارة الإنسان فى التأريخ للماضى هى المحك لرغبة هذا الإنسان فى الاستفادة من هذا المخزون المتراكم للمعرفة والخبرة الإنسانية. فالتاريخ إذن بالنسبة للمجتمع بمثابة الذاكرة.

 

من هنا فإن مستقبل التاريخ لن يكون فى كتب تعتمد على النصوص فقط، بل سيعتمد على نوع جديد من الكتب التاريخية تقوم بالأساس على الصورة والرسومات (الجرافيك) الشيقة، هذا النوع يعرف بكتب القهوة (coffee books) لأن الفرد يتصفحها للتسلية والمعرفة فى أوقات الفراغ، ولأنها ستكون منافسًا حقيقيًّا لشاشات التلفاز والإنترنت فى جذب عين القارئ لمشاهدتها وقراءتها، وقد يلحق بهذا النوع من الكتب (CD) أو (DVD) عليه فيلم أو لقاء أو تسجيل لحدث مرتبط بموضوع الكتاب. أما الكتب التاريخية المحققة كالمخطوطات فسيكون موضعها المكتبات الرقمية على شبكة الإنترنت، ولذا سينحصر دور المؤرخ مستقبلاً فى الدراسات الأكاديمية أو المجلات المتخصصة أو فى المساعدة فى تقديم المادة التاريخية على شبكة الإنترنت، بالإضافة لدور المؤرخ فى تفسير التاريخ والبحث فى ثغراته. فلن تكون هناك أمة ليس لديها موقع تاريخى شامل لها على شبكة الإنترنت، من هنا جاء اهتمام مكتبة الكونجرس بهذا الموضوع، والذى لم يقتصر على مجرد ذلك فحسب، بل سعت إلى إقامة مكتبة تراثية عالمية بالاشتراك مع اليونسكو تضم نوادر التراث العالمى لكل أمة على شبكة الإنترنت تشارك فيها دول العالم بتقديم أفضل ما لديها من مواد تاريخية وأرشيفية ووثائقية.

قديمًا كانت كل دولة تحتفظ بوثائقها داخل دار الوثائق القومية... الآن كل دولة تسعى إلى إتاحة هذه الوثائق والتعريف بها عبر شبكة الإنترنت، وهناك منهجان فى هذا الصدد؛ الأول تطبقه الولايات المتحدة، بإتاحة ما تراه غير ضار بسياستها الجارية من وثائق كاملة على شبكة الإنترنت، والمنهج الثانى لدى الأرشيف البريطانى الذى يتيح بيانات وصفية كاملة للوثائق المتاحة للاطلاع.

 

لكن العالم يتجه الآن إلى ما هو أوسع من ذلك ألا وهو إقامة مواقع إلكترونية أو مكتبات رقمية أو ذاكرة تاريخية على شبكة الإنترنت لكل دولة، هذا النوع من المواقع صارت الحاجة له ملحة لسببين: الأول، ويتمثل فى إقبال الأجيال الجديدة على تكوين ثقافتها عبر الوسيط الرقمى وليس عبر الوسائط الناقلة للمعرفة والعلم فى صورها المضادة سابقًا. الثانى، تعدد المواد والمصادر التاريخية، وهو ما يجعل من برامج الحاسب الآلى ميزة كبيرة فى ربط هذه المواد مع بعضها بعضًا لتعطى من مدخلات متعددة نتائج متكاملة لمدخل واحد مطلوب البحث عنه.

فمن المصادر التاريخية الجديدة المواد الإذاعية، والمواد التليفزيونية، أرشيف الإنترنت، الصحافة، الصور الفوتوغرافية، الأفلام السينمائية، الأفلام التسجيلية، إضافة إلى المصادر التقليدية كالكتب، والدوريات، والوثائق، والعملات، وطوابع البريد، والآثار وغيرها.

هذه المواد جميعًا من الممكن فى حالة وصفها فى بطاقة وصفية شاملة تتضمن الكلمات التى يمكن أن يبحث من خلالها المستخدم عن هذه المادة تشكل مرجعية لاستعادة المادة عبر البحث على شاشة الحاسب الآلى، وهناك مداخل متعددة لتصميم الصفحة الرئيسية للموقع الرئيسى، منها مداخل تتبع موضوع البحث مثل: الحكام، رؤساء الوزراء، الموضوعات كالحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، الفنية، الحياة العلمية، إضافة إلى الأحداث الهامة، فضلاً عن الشخصيات العامة فى مقابل البحث بالموضوع، وهناك أيضًا البحث من خلال المواد؛ مثل: الصور، الوثائق، الأفلام، التسجيلات الصوتية، الخطب، الصحف والمجلات، الخرائط، النقود، طوابع البريد، الكتب، الأوسمة والنياشين، الأغلفة والملصقات، الإعلانات.

لكن هذا كله يجب أن يُعزز بمواد تاريخية موضوعية تشرح ببساطة كل ما يتعلق بتاريخ البلد؛ حيث إن مستخدم الموقع يفترض فيه أن يكون باحثًا عن مادة تاريخية يريد أن يقرأ حولها أو أن يتعلم قبل أن يستخدم هذا الكم الهائل من المواد، وإذا أضفنا لذلك مقالات ودراسات لمؤرخين فى أيقونة icon خاصة تتناول قضايا بعينها أو تفسيرًا أو شرحًا لحدث تاريخى، يكون الموقع التاريخى قد اكتملت أركانه.

 

هكذا سيكون تقديم التاريخ للمجتمع خلال السنوات القادمة، لكن هناك فروقًا بين أن يُقرأ التاريخ من كتاب به نص تاريخى أو من خلال موقع تاريخى على الإنترنت، هى كما يلي:

الكتاب التاريخى يقف عند رؤية مؤلفه للموضوع، ينتهى العمل فيه بمجرد طباعته، لا يتفاعل مع قارئه، محدود التوزيع، مادته محدودة على صفحاته، للأجيال الحالية.

 

أما الموقع التاريخى، يدع القارئ يشكل رؤيته الخاصة به من خلال المواد المتاحة له، يمكن تصحيح معلوماته والإضافة له، تفاعلى حيث يمكن للقارئ المشاركة فى الإضافة له، ليس له حد فى الانتشار، مواده متعددة تخدم الموضوع الواحد وتتنوع بصورة تلفت عين المشاهد، تاريخ للمستقبل.

 

إن هناك ميزة إضافية للمكتبات الرقمية التاريخية، هى أنها بمثابة سجل وطنى يحفظ كل ما يتعلق بتاريخ الوطن فى ذاكرة لا تختفى ولا تحترق بمرور الزمن أو لأى سبب من الأسباب، فالوثائق لدى دار الوثائق القومية، والمواد التليفزيونية لدى محطة التلفاز الوطنية، والنقود لدى البنك المركزى، والصحف لدى المؤسسات التى تصدرها وهكذا، لكن المكتبة الرقمية هى الوعاء الذى يجمع كل المواد التى لها علاقة بذاكرة الوطن. ويعزز مثل هذا النوع من المكتبات الرقمية المحتوى الرقمى للدولة أو الأمة على الشبكة العنكبوتية التى يجرى الصراع حولها من قبل العديد من الدول والمؤسسات، كلٌّ يريد مؤطئ قدم له على هذه الشبكة إثباتًا لهويته وشخصيته.

إن الذاكرة الرقمية التاريخية تشبه الفيلم السينمائى فى عرضه للمشاهد التى سرعان ما تتحول إلى ذاكرة الإنسان، بعضها مشاهد ينساها وبعضها يتذكرها فى موقف ما.

ستعود بكم الذاكرة سنين طوالاً إلى الوراء فتردكم إلى الماضى الذى لم نكن نحن جزءًا من مشاهده يوم أن كانت بلادنا فى بدايات نهضتها المعاصرة، حيث كان أجدادنا يناضلون من أجل تحديث بلادهم والحصول على حقوقهم، وأنتم تستعرضون مشاهد من حياتهم اليومية، سترونهم وكأنهم أشخاص حقيقيون يعملون ويقاتلون يتعذبون ويناضلون، ويعيشون حياتهم بأدق تفاصيلها، ستأخذكم إلى المدن والقرى، هكذا سيكون مستقبل التاريخ، صورة من الماضى تبعث عبر شاشة الكمبيوتر كى تقرأها الأجيال القادمة

ذاكرة مصر المعاصرة.. الماضى يبعث من جديد

يشبه التاريخ شريط الفيلم السينمائى فى سرعة عرضه للمشاهد، التى سرعان ما تتحول إلى ذاكرة الإنسان، بعضها مشاهد ينساها وبعضها يتذكره فى موقف ما، لكن هذا المخزون المتراكم يظل هو رصيد البشرية الذى ترجع إليه قديمًا عبر الأساطير أو الروايات الشفهية أو البرديات ثم الكتب الورقية أو الصحف والإذاعات فالسينما التى تجسد فى أفلامها حوادث محددة فالتلفاز بقوالب مختلفة، لكن كل هذا سترونه اليوم فى شيء واحد أتاحته التكنولوجيا الحديثة ألا وهو ذاكرة مصر المعاصرة الرقمية.

لقد تمثل ما سبق بكل معانيه فى مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، فهى تقدم الحياة فى مصر خلال القرنين الميلاديين التاسع عشر والعشرين، من خلال مجهود إدارة المشروعات الخاصة، لأرشفة وتوثيق تاريخ مصر من خلال الصور والأفلام والطوابع والعملات والصحف والمجلات والوثائق والدراسات التاريخية التى كتبت خصيصًا لهذه الذاكرة.

وتعد ذاكرة مصر ذاكرة كل المصريين بلا استثناء، بدءًا من الفلاح البسيط والعامل المجد، إلى الملوك والرؤساء، بدءًا من الأحداث الهامة إلى يوميات المصريين، هذه الذاكرة ستجعل متصفحها يعيش مع المصريين كيفما عاشوا، فى لحظات حزنهم وأفراحهم، فى انتصاراتهم وانكساراتهم. وكان للمراجعة العلمية التاريخية دورًا كبيرًا وخصوصًا ضمها لكبار أساتذة التاريخ الحديث والمعاصر، وعلى رأسهم الراحلان العظيمان الدكتور يونان لبيب رزق والدكتور رؤوف عباس، بالإضافة إلى الدكتورة لطيفة سالم والدكتور محمد عفيفى. والدكتور عماد أبو غازى المستشار العلمى للذاكرة.

 

تتميز ذاكرة مصر المعاصرة بسهولة التصفح وتنوع المداخل، حيث يستطيع الزائر الإبحار فى تاريخ مصر عن طريق أكثر من مدخل رئيسى منها:

حكام مصر: ابتداءً من محمد على باشا وحتى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ومن خلال هذا المدخل –الحكام- يستطيع الباحث أن يتعرف على مصر فى عهد كل حاكم وأهم التغيرات التى طرأت عليها فى مختلف النواحي؛ سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية.

 •رؤساء الوزارات المصرية: يستعرض هذا المدخل تاريخ النظارات المصرية منذ عهد الخديوى إسماعيل، حيث شكلت أول نظارة مصرية برئاسة نوبار باشا نوبريان، وحتى وزارة الرئيس محمد أنور السادات الثالثة، بالإضافة إلى التشكيل الوزارى لكل وزارة والسيرة الذاتية لكل رؤساء الوزارات فى مصر وألبومات الصور ومجموعات الوثائق الخاصة بهم والأرشيف الصحفى لكل منهم. ومن أبرز رؤساء الوزارات فى مصر الذين سلط عليهم الضوء: بطرس باشا غالى ومحمد محمود باشا وأحمد باشا ماهر.

 

الموضوعات: يضم هذا المدخل خمسة موضوعات رئيسية هي:

1- الحياة السياسية 2- الحياة الاقتصادية 3- الحياة الاجتماعية 4- الحياة العلمية 5- ثقافة وفنون

الأحداث الهامة: من خلال مدخل الأحداث الهامة يستطيع الباحث أن يلقى نظرة سريعة على أبرز الأحداث التى مرت بها مصر خلال قرنين من الزمان.

الشخصيات العامة: عبارة عن مجموعة تزيد عن الخمسمائة شخصية من أبرز الشخصيات التى أثرت تاريخ مصر السياسى والثقافى والاجتماعى والرياضي.

كما يضم مشروع ذاكرة مصر المعاصرة محورين آخرين وهما يمثلان الجانب المطبوع من المشروع وهما مجلة ذاكرة مصر وهى مجلة ربع سنوية صادرة عن إدارة المشروعات الخاصة بمكتبة الإسكندرية وصدر العدد الأول منها فى أكتوبر 2009، بالإضافة إلى سلسلة كتب ذاكرة مصر المعاصرة والتى صدر عنها ما يزيد عن ال15 كتاب حتى الآن.

ستعود بكم الذاكرة سنين طويلة إلى الوراء فتردكم إلى الماضى الذى لم نكن نحن جزء من مشاهده، يوم أن كانت مصر تنهض من غفوتها لينشئ محمد على الدولة الحديثة، حين كان المصريين يناضلون من أجل تحديث بلادهم والحصول على حقوقهم، وسترونهم يتعلمون فى أوروبا، وأنتم تستعرضون مشاهد من حياتهم اليومية فى الذاكرة سترونهم وكأنهم أشخاص حقيقيون، يعملون ويقاتلون، ويتعذبون ويناضلون، ويعيشون حياتهم اليومية، وأنتم تشاهدون وتقرؤون فى ذاكرة مصر وتفكرون فى الحوادث واليوميات المشاهدة، فأنكم تكونون قد عرفتم التاريخ فى أكمل صورة.

كانت هذه الذاكرة فكرة ولدت نتيجة مناقشات مطولة مع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، الذى كان حماسه وما وفره لنا من إمكانيات ورعاية عاملاً أساسيًا فى إنجاز هذا المشروع البحثى، الذى تطلب تعاون فريق العمل فى الذاكرة مع قطاع تكنولوجيا المعلومات فى المكتبة، فريق العمل ضم باحثين واعدين كل منهم أصبح بمرور الوقت مرجعية فى موضوع بحثه من حيث عمق المعرفة وتنوع أدواتها.

إننا هنا لا ندشن مشروع بحثى لفريق عمل سهر الليالى وعمل بجد فقط، بل نقدم للوطن ذاكرته فى صورة رقمية لا تحترق ولا تختفى لأى سبب بل ذاكرة مستمرة للأجيال القادمة، فكأن الماضى يبعث من جديد فى صورة مستديمة.

وقبل النهاية أود أن أؤكد على ما يلي:

إن ذاكرة مصر المعاصرة مشروع بحثى يهدف لأرشفة وتوثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وعليه يتم الاستعانة فيه بكل الخبراء المصريين من كافة جامعات مصر ومن خارج جامعات مصر، لكن ما يحزننا هو أن يقوم أحدهم بنشر معلومات جرى تداولها فى نقاشات داخلية بمكتبة الإسكندرية معه بشأن مراجعة الموقع وتجويده، حيث تم مناقشته فى هذا الشأن فى هذه المعلومات فى إطار تعاونه مع مشروع ذاكرة مصر المعاصرة

إن حرصنا فى مكتبة الإسكندرية على تناول التاريخ بدقة دفعنا على أن نؤكد أن موقع ذاكرة مصر المعاصرة لا يبدى رأيًا علميًا فى موضوع محل نقاش بحثى، ولذ نعهد فى بعض الأحيان على الاستعانة بمن هم أهل للتخصص على غرار ما قمنا به عند توثيق الحياة البرلمانية فى مصر بالاستعانة بالراحل العظيم الدكتور يونان لبيب رزق.

إن إصدارات مشروع ذاكرة مصر المعاصرة تخضع للتحكيم العلمى من قبل لجان علمية، هذا لا يعنى أن هناك خلافًا قد يبدو فى الرأى أو الآراء المطروحة، والخلاف فى الرأى يعنى الخطأ أو الصواب، لكن ما يحزننا هو قلب الخلاف فى الرأى إلى تمسك البعض برأى محدد، واعتبار ما دونه خطأ.

إن هناك صعوبات عديدة تواجه مشروع ذاكرة مصر المعاصرة، فالصور القديمة تحوى تفاصيل تباعد الزمن عنها وعن معرفتها، واستعّنا فى ذلك بالعديد من الخبراء بعضهم شاركنا الثورة والبعض ترفع عن المشاركة، لكننا نشارك الآن قطاع تكنولوجيا المعلومات فى مكتبة الإسكندرية على تصميم برنامج يساعد من خلال ملامح الوجه على التعرف التلقائى على ما يزيد على مائة ألف صورة، وعليه فإن ذلك سيحل العديد من المشكلات خاصة مع الاستعانة بالمجلات القديمة.

إننا نتعاون مع كافة الجهات الوطنية فى هذا المجال وكان آخرها جمعية المهندسين المصريين والجمعية المصرية للدراسات التاريخية.

إننا نأمل فى أن نتلقى دعم مصر لتوثيق مصر لأننا نهدف إلى توثيق حياة الإنسان المصرى فى المدن والقرى فى شتى مناحى الحياة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة