"الناتو" يطرق أبواب الشرق الأوسط بحزم تعاون جديدة.. مساعد الأمين العام للحلف: اتفاقيات تعاون أمنى وتنموى جديدة مع دول المنطقة.. رفضنا التدخل فى العراق.. وخروجنا من ليبيا بعد مقتل القذافى كان خطأ

الأربعاء، 25 يوليو 2018 02:00 م
"الناتو" يطرق أبواب الشرق الأوسط بحزم تعاون جديدة.. مساعد الأمين العام للحلف: اتفاقيات تعاون أمنى وتنموى جديدة مع دول المنطقة.. رفضنا التدخل فى العراق.. وخروجنا من ليبيا بعد مقتل القذافى كان خطأ لقاء صندوق مارشال
رسالة بروكسل: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

باتت دول المتوسط والتى تمتد عبر شمال أفريقيا وما بعدها، محور اهتمام خاص لحلف شمال الأطلسى "الناتو" الذى يواجه أعضاءه الأوروبيين تحديات متزايدة تأتى بشكل رئيسى من الشرق الأوسط، ولاسيما الإرهاب والهجرة.

 

وفى ختام قمة الناتو، التى عقدت فى العاصمة البلجيكية بروكسل، الأسبوع الماضى، أعلن الحلف تخصيص حزمة مبادرات خاصة بدول الجنوب (الدول التى تمتد من موريتانيا حتى الخليج وإسرائيل)، تتضمن مبادرات تعاون سياسية وعملية نحو نهج استراتيجى أكثر تماسكا وتركيزا على الشرق الأوسط وإفريقيا، باعتبار هذه المنطقة تواجه العديد من التهديدات المعقدة والتحديات، التى تؤثر على أمن الدول عبر الأطلنطى.

 

وعقب القمة أطلق صندوق مارشال الألمانىGMF نتائج دراسة جديدة لحوار المتوسط فى الناتو، بناء على مقابلات مع مسئولين وخبراء فى الدول السبع التى تشملها مبادرة حوار المتوسط وأصحاب المصلحة خارج وداخل التحالف. 

 

وتمثل النتائج والتوصيات المتعلقة بحوار المتوسط، الذى يشمل مصر وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا والأردن وإسرائيل، أهمية خاصة للناتو حيث يسعى الحلف العسكرى الدولى لاستراتيجية أكثر توسعا مع ما يصفه بدول الجنوب وهى الدول التى تمتد من الخليج العربى إلى موريتانيا.

 

لقاء صندوق مارشال
لقاء صندوق مارشال

 

وذكرت الدراسة التى قام بعرضها إيان ليسر، نائب رئيس صندوق مارشال والمدير التنفيذى لمكتب الصندوق فى بروكسل، فى حضور اليخاندرو ألفارجونزاليز مساعد الأمين العام لحلف الناتو ونيكولا دى سانتوس، رئيس قسم شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بقسم السياسة الأمنية والشئون السياسية فى الحلف، فضلا عن قيادات من حلف الناتو وصندوق مارشال، إن اكتشافات الطاقة فى شرق البحر المتوسط وتنميتها جنبا إلى جنب مع مصادر الطاقة على طول الساحل الإفريقى على الأطلنطى، يمكن أن يكون شريك هام فى التنمية الاقتصادية لدول البحر المتوسط.

 

وأشارت إلى أن الاكتشافات الجديدة والاستثمارات منحت المستثمرين الدوليين مصالح قوية فى استقرار المنطقة والتعاون والذين بدونهما سيكون من الصعب لمشروعات الطاقة فى المتوسط أن تصل إلى أقصى استغلال للمصادر المتاحة.

 

وخلال اللقاء تحدث مساعد الأمين العام للناتو عن أزمات المنطقة وقال إن الدراسة تظهر استراتيجياتنا القائمة على ترسيخ الاستقرار وبناء السلام وليس التدخل من خلال مهمة أو عملية، موضحا "نركز بشكل كبير على فكرة أنكم تبلغونا ماذا تريدون منا من مساعدات ودعم. نحن نسعى للعمل مع الاتحاد الأوروبى حتى نقدم أقصى ما لدينا فى بناء القدرات والمؤسسات الأمنية والدفاعية وتقدم المساعدات على صعيد التنمية".

 

رئيس قسم شئون الشرق الأوسط فى الناتو ومساعد الأمين العام خلال اللقاء
رئيس قسم شئون الشرق الأوسط فى الناتو ومساعد الأمين العام خلال اللقاء

 

وأضاف أن عمل الناتو سيكون أفضل إذا كانت أفكار الدول الساعية للمساعدة واضحة بشأن نوع المؤسسات والمساعدات التى يحتاجونها. وأكد أن الناتو لا يريد التدخل وإنما توفير الدعم عبر المشورة والخبرة.

 

وتحدث ألفاجونزالز عن العراق موضحا أن من تدخل كانت الولايات المتحدة وليس الناتو، مشددا "الناتو ليس أمريكا، لكنه حلف من 29 دولة". وأضاف أنه على الرغم من رغبة البعض فى تدخل الناتو لكن الحلف رفض لأنه لم يكن هناك توافق بشأن ذلك.

 

وأشار إلى أن ليبيا وسوريا هما مقارنة مزعجة، لأنه فى ليبيا "نحن متهمين بالتدخل وفى سوريا متهمين بعدم التدخل". وتابع أن الناتو تدخل فى ليبيا بالشراكة مع الدول العربية التى طلبت التدخل وأقر أن الخطأ الذى ارتكبه الحلف هو مغادرة البلاد بعد مقتل القذافى إذ كان عليه إنهاء المهمة من أجل الشعب الليبى.

 

وأكد أن الثورة الليبية لم تبدأ بدخول الناتو وإنما قبل ذلك بأشهر مقرا بالصورة السيئة للناتو بين شعوب المنطقة. وأوضح أن ما يتجه له الناتو فى المنطقة حاليا هو الاستثمار فى إرساء وبناء السلام وهو ما يحتاج إلى التنمية وكلاهما يحتاجا إلى الأمن والمؤسسات القوية.

 

أليخاندرو ألفاجونزالز مساعد الأمين العام للناتو
أليخاندرو ألفاجونزالز مساعد الأمين العام للناتو

 

وفيما اتخذ الحديث عن ليبيا حيز واسع من لقاء مارشال، قال دى سانتوس إن جامعة الدول العربية فضلا عن الليبيين، هم من دعوا الحلف إلى التدخل فى ليبيا ضد نظام العقيد معمر القذافى عام 2011. وأوضح أن الحلف يرى أن النجاح فى ليبيا كان بنسبة 50%، رافضا إلقاء مسئولية الفوضى فى ليبيا على الناتو.

  

وأقر أن هناك أخطاء تم ارتكابها من جميع الأطراف فعلى سبيل المثال رفضت جامعة الدول العربية وجود أى قوات على الأرض، كما لم يول المجتمع الدولى الاهتمام الكاف بعد سقوط القذافى.

 

وشدد على أن الغارات الجوية على بنغازى لم يقم بها طيران حلف شمال الأطلسى، موضحا أن الناتو ذهب إلى ليبيا بعد دعوته من قبل وزراء خارجية جامعة الدول العربية للتدخل لفرض حظر طيران وبعد قرارين من مجلس الأمن والأمم المتحدة 197 و73. ولفت إلى تحقيق مستقل أجرته الأمم المتحدة ويوجد على الموقع الإلكترونى بها بشأن الأمر.

 

وقال دى سانتوس، إن الحلف تعلم من أخطاء الماضى ومن منظور الدراسة المتعلقة بحوار المتوسط فأن القضايا المتعلقة بالناتو هى مجموع من القيم والمصالح لأن المصالح وحدها تعنى الأنانية، مضيفا "تعلمنا أنه لا يمكن حماية شعوبنا ما لم نفعل ذلك معا بالتعاون مع شركائنا فى الجنوب، مشيرا إلى دول حوار المتوسط.

 

خلال عرض الدراسة
خلال عرض الدراسة

 

وتتعلق استراتيجية الناتو نحو الجنوب بالتعاون العملى والسياسى على صعيد توطيد المصالح المشتركة.

 

وأشارت  الدراسة إلى أن الأولويات الأمنية على جانبى المتوسط وعبر الأطلنطى تتلاقى حيث تأتى مكافحة الإرهاب والأمن الإنسانى على رأس الأجندات فى الشمال والجنوب. وأضافت أن أمن الحدود والأمن البحرى والإلكترونى باتوا يشكلون السياسات فى أنحاء المنطقة وسيقعوا فى مركز الاهتمام للتعاون الأمنى خلال السنوات المقبلة.

 

وأكدت دراسة صندوق مارشال، أن منطقة المتوسط وشراكة أمن المتوسط هى بين أكثر المناطق الواعدة فى التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبى.

 

وتحدثت الدراسة عن أبرز التحديات التى تواجه الناتو فى المنطقة والتى تبدأ من التوسع الروسى فى المنطقة لاسيما مع وجود روسيا فى سوريا وقدرتها على تشكيل الأحداث فى الشرق الأوسط وتطوير علاقتها مع مصر والجزائر وليبيا وعودة التواجد العسكرى البحرى فى المتوسط مما يشير إلى عودة ر وسيا كمتغير فى المعادلة الأمنية فى المتوسط. لكن روسيا ليست اللاعب الوحيد الناشئ، فتدخل دول الخليج فى شئون المتوسط أصبح أكثر مباشرة من ذى قبل.

 

ويشير صندوق مارشال إلى أن التحويلات المالية والمساعدات من دول الخليج تلعب دورا مهما فى التنمية الاقتصادية أنحاء الدول جنوب المتوسط، إذ أن العلاقات السياسية عميقة ومتنوعة. ومع ذلك فأنه خلال السنوات الأخيرة الماضية، أصبح الخليج لاعب بارز على نحو متزايد فى أمن المتوسط، بما فى ذلك الاستخدام المباشر للقوة فى سوريا وليبيا.

 

وتمثل إيران لاعب بارز فى المنطقة، وبشكل أساسى من خلال التدخل المباشر فى سوريا والعراق ولبنان، وغير مباشر عبر الجماعات الوكلاء الناشطة فى أنحاء الشام. كما أن شركاء الناتو فى المغرب العربى يشعرون بقلق متزايد بشأن دور طهران فى التوتر الطائفى داخل مجتمعاتهم، وحتى فى المجتمعات ذات الأقلية الشيعية. كما أن تهديد أسلحة الدمار الشامل لا يزال يخيم على التصورات الأمريكية والإسرائيلية، جنبا إلى جنب مع الإرهاب، حيث تشير الدراسة إلى أن نظام الدفاع الصاروخى الخاص بالناتو، والذى أغلبة مرتكز فى البحر، سوف يواصل التركيز على الاستثمار الدفاعى فى أنحاء منطقة المتوسط.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة