"حكايات الأمن والقضاء".. "يوسف مزراحى" أشهر لصوص "القاهرة 30"

الأربعاء، 06 يونيو 2018 09:02 م
"حكايات الأمن والقضاء".. "يوسف مزراحى" أشهر لصوص "القاهرة 30" يوسف مزراح
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خلال عام 1936 كانت القاهرة مع موعد مع قصص جديدة ينسجها وأحد من أشهر اللصوص، الذين تخصصوا فى سرقة المحال التجارية بشوارع القاهرة  الشهيرة_آنذات_وفى مقدمتها شارع عماد الدين، وهو "يوسف مزراحى"، والذى عنونت الصحافة سقوطه فى يد الأمن بـ"القبض على السفاح الكبير"، ووصفته خلال التقرير الذى رصد قصته بـ"اللص الشرير الخطير".

اعتاد "مزراحى" خلال فترة نشاطه التى استمرت عدة أعوام الاحتيال على أصحاب المحال التجارية الخاص بالصاغة والأثواب، بارتدائه ملابس أنيقة ليبدوا فى هيئة رجل ثرى ويبعد الشبهات عن نفسه، وخلال تلك الفترة نجح فى تنفيذ عدة وقائع سرقات، حتى أصبح معروفًا لدى رجال البوليس فى تلك الفترة من ثلاثينيات القرن الماضى، ورغم ذلك لم يتوقف عن ممارسة نشاطه فى السرقة والنصب والاحتيال.

رغم الذكاء الذى كان يتمتع به "يوسف مزراحى" وقدرته على المكر والخداع، التى مكنته من تنفيذ عدة عمليات نصب ناجحة، إلا أن سقوطه كغيره من اللصوص، كان بهفوة صغيرة لم يكن يدرى أنها ستضع نهايته وتضعه خلف القضبان الحديدة لمدة عامين؛ بعد اتهامه بالسرقة وثبوت التهمة عليه بأقوال الشهود، وملفه الإجرامى السابق.

 ارتدى "مزراحى" ملابسه الأنيقة وتوجه إلى شارع عماد الدين حيث محل الخواجة "داود عدس" المتخصص فى بيع الأثواب؛ لتنفيذ عملية سرقة؛ استقبله البائع بحفاوة بالغة بعدما خدعه مظهره، ووقف أمام العامل يفحص المعروضات التى عرضت عليه ثم تظاهر بالاستغناء والتف إلى الباب محاولا الانصراف، بعد أن امتلأت جيوبه السحرية التى أعدها مسبقاً داخل "جاكت" بدلته؛ بما طاب له من المسروقات.

رغم أن هيئته المصطنعة خدعت البائع؛ إلا أن مراقب المحل لم ينخدع فى تلك الهيئة، وتشكك فى أمر ذلك الزبون؛ الذى تفحص المعروضات بغير اهتمام وهم خارجاً، فطالبه بالتوقف واتهمه بالسرقة من المحل؛ وهو ما رفضه "مزراحى" واعتبره إهانة لشخصه، ولكن المراقب لم يدع فرصة له لممارسة المزيد من الألاعيب ففتشه ووجده مخبأة عدة قطع من المناديل الحريرية داخل جيوبه؛ فالقوا القبض عليه.

اقتيد اللص الشهير إلى قسم شرطة الأزبكية، وهناك أنكر محاولته السرقة، وأدعى أنه توجه لمحل "داوود عدس" لشراء ثوبين من الكريب؛ وحينما سقط من يده بعض القطع على الأرض؛ ظن موظفوا المحل أنه يريد سرقتها؛ ففحص الضابط جاكتة المتهم؛ فعثر فيها على الجيوب السحرية التى أعدها لإخفاء مسروقاته؛ والتى حاول المتهم تمزيقها قبل وصوله لقسم الشرطة ولكنه فشل فى ذلك.

وكان حظ "مزراحى" العاثر أنه سبق وأن حقق معه فى حوادث مماثلة فتذكره رجال الأمن وتأكدوا من صحة رواية مراقب المحل؛ فتمت إحالته للنيابة العامة، وعقب انتهاء التحقيقات معه صدر قرار بحبسه وإحالته للمحكمة التى قضت بمعاقبته بالسجن لمدة عامين وفقًا للاتهامات الواردة بأمر إحالته.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة