صور.. "مدفع الحاجة فاطمة" يضرب فى الإفطار والسحور بالأقصر برمضان منذ 147 سنة.. صوت المدفع يهز المدينة يوميا حتى ليلة العيد.. والخديوى إسماعيل أهداه للأهالى فى موكب تجره الخيول ليلة رؤية رمضان فى 1871م

الثلاثاء، 22 مايو 2018 06:00 م
صور.. "مدفع الحاجة فاطمة" يضرب فى الإفطار والسحور بالأقصر برمضان منذ 147 سنة.. صوت المدفع يهز المدينة يوميا حتى ليلة العيد.. والخديوى إسماعيل أهداه للأهالى فى موكب تجره الخيول ليلة رؤية رمضان فى 1871م "مدفع الحاجة فاطمة" يضرب فى الإفطار والسحور بالأقصر برمضان منذ 147 سنة
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

  • إدارة المطافى بأمن الأقصر تتولى أعمال خدمة المواطنين بالمدفع خلال الشهر الكريم

"مدفع رمضان اضرب" تلك المقولة الشهيرة التى توارثها الأجيال فى مختلف أنحاء الجمهورية احتفالا بقدوم شهر رمضان المبارك، حيث يعتبر مدفع رمضان من التاريخ والتراث المميز لمختلف أنحاء الجمهورية ويتواجد فى أغلب محافظات مصر ليضرب فى موعد الإفطار والسحور لتنبيه الأهالى، وفى محافظة الاقصر وعندما يحل شهر رمضان المبارك يقوم رجال إدارة الحماية المدنية "الإطفاء" بتجهيز مدفع رمضان التاريخى المتواجد فى المدينة منذ عشرات السنين، والذى يتم إطلاقه بصوت يهز جميع أرجاء المدينة ليعلن انتهاء وقت الصيام وبدء الإفطار وكذلك وقت السحور فى عادة يومية منذ أكثر من 147 سنة بالأقصر.

"مدفع الحاجة فاطمة" فى رمضان بالأقصر يضرب فى الإفطار والسحور بالأقصر من 147 سنة
"مدفع الحاجة فاطمة" فى رمضان بالأقصر يضرب فى الإفطار والسحور بالأقصر من 147 سنة
 

وتعود تلك العادة التاريخية المميزة بإطلاق مدفع رمضان، بوصوله للمحافظة ضمن مجموعة من المدافع التى وصلت إلى مصر فى عهد الخديوى إسماعيل من إنجلترا، حيث صنع عام 1871 من نوع كروب، نسبة إلى مصانع كروب التى كانت تنتجه فى ذلك الوقت وكان يستخدم فى حروب القرن التاسع عشر، وهناك جنود كانوا فى عهد الخديوى إسماعيل يجربون أحد تلك المدافع فى شهر رمضان حين انطلقت قذيفة عند الغروب فأحدثت دويا هائلا بحيث اعتقد الناس أن الحكومة أعلنت تقليدا جديدا للإفطار على دوى المدافع، وعلمت الحاجة فاطمة بنت الخديوى بذلك فأصدرت فرمانا باستخدام هذه المدافع عند الغروب وعند الإمساك وفى الأعياد الرسمية، فارتبط ذلك المدفع باسمها فسمى "مدفع الحاجة فاطمة".

صوت المدفع يهز أرجاء المدينة يومياً حتى ليلة العيد
صوت المدفع يهز أرجاء المدينة يومياً حتى ليلة العيد
 

وكان قد وصل مدفع رمضان لمحافظة الأقصر وأصبح عادة سنوية مستمرة فى محافظة الأقصر وقت الإفطار، ويقوم بدوره الرمضانى فى الإطلاق، مع آذان المغرب لتنبيه الأقصريين بالإفطار وحلول وقت إفطار المغرب، ومازال مدفع رمضان الذى تم جلبه للأقصر على يد الأسرة الحاكمة، ويتواجد مدفع "الخديوى إسماعيل" وهو المعروف بمدفع رمضان أمام مقر إدارة الحماية المدنية بمنطقة العوامية بمدينة الأقصر، والذى مازال ينطلق حتى يومنا هذا لإعلان انتهاء وقت الصيام وبدء الإفطار، بصوته الذى يهز مختلف أرجاء المدينة، ويشرف عليه رجال الحماية المدنية الذين يقومون يومياً بأعمال تنظيفه وكبسه بالبارود الذى يدوى بأرجاء مدينة الأقصر.

الخديوى إسماعيل أهداه لأهالى الأقصر فى موكب تجره الخيول ليلة رؤية رمضان فى 1871م
الخديوى إسماعيل أهداه لأهالى الأقصر فى موكب تجره الخيول ليلة رؤية رمضان فى 1871م
 

ويقول الحاج عبد الرءوف عبد الله إبن مدينة الأقصر، أنهم يسمعون صوت مدفع رمضان يومياً خلال الشهر الكريم، حيث يعتبر من التقاليد والتراث حول عمل مدفع رمضان قديماً بالأقصر، فقد كان فى ليلة الرؤية يخـــرج موكب مهيـــب من أمام مركز الشرطة، يتقدمه راكبو الخيل والموسيقى، يليهم صفان من الجنود على جانبى الطريق ثم المدفع مزين بالورود تجره أربعة خيول حيث يوضع فى المكان المخصص له، وكان هذا المكان أمام مدرسة التجارة فى الأقصر، ثم تعددت بعد ذلك أماكن انطلاقاته، فتم وضعه خلف قسم الشرطة ومن ثم فى المنطقة المطلة على معبد الأقصر، وعندما تم نقل إدارة المطافئ إلى مبناها الجديد أصبح يطلق من المنطقة المجاورة له، وكان صوته فى الماضى قويا تسمعه الأقصر كلها، أما فى تلك الأيام فهو يسمع أحيانا ولا يسمع فى بعض الأوقات، ويرجع ذلك إلى اتساع المدينة وترامى أطرافها، ومن الطرائف التــى تروى عن المدفع أنه فى عام 1932، كان الطقس غائماً بشدة فى الأقصر وكان الجندى المكلف بإطلاقه يعد المدفع للإطلاق لكنه أطلقـه قبل موعده بعشر دقائق فأفطر غالبية الصائمين.

مدفع رمضان التاريخى بالأقصر يضرب فى الإفطار
مدفع رمضان التاريخى بالأقصر يضرب فى الإفطار
 

وفى رمضان 1945 أتى إلى الأقصر أحد أصدقاء الملك فاروق وأقام فى فندق «ونتربالاس» وقيل إن صوت مدفع الإمساك كان يزعجه ويوقظه من النوم، وطلب من الملك إصدار أوامره بعدم إطلاق المدفع عند الإمساك فطلب الملك من وزير الداخلية آنذاك محمود فهمى النقراشى بإصدار أوامره لمأمور الأقصر بعدم إطلاق المدفع ليلاً طوال بقاء ضيف الملك فى الأقصر، ورفض المأمور تنفيذ الأمر الصادر له فعوقب ونقل من الأقصر وكان يوم وداعه مشهوداً فى محطة سكك الحديد، وبعد تلك الواقعة التى حدثت بأرض الأقصر، لم تمر أسابيع معدودة حتى اغتيل وزير الداخلية محمود فهمى النقراشى وهو متجه إلى مكتبه، كما اغتيل معه مساعده الخاص، فاعتبر الأقصريون ذلك انتقاما إلهيا لأنه أخرس مدفع الإمساك أربعة أيام مدة بقاء ضيف الملك فى الأقصر.

 

ورغم مرور 145 سنة على وجود المدفع داخل مدينة الأقصر، إلا أنه مازال فى موقعه أمام الإدارة العامة لشرطة الأقصر وإدارة الدفاع المدنى فى المدينة، والتى تحافظ على هذا المدفع وتتولى صيانته ليكون جاهزاً للعمل سنويا، وإطلاق قذائفه مع مواعيد الإفطار.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة