خالد صلاح يكتب: السعادة "اختيار"

الجمعة، 11 مايو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: السعادة  "اختيار" الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
السعادة سر من أسرار الكون، وسحر متعدد الصور، لا يمكن عبر تاريخ الإنسانية أن تقودك كل قصص الأرض إلى تعريف واحد أبدًا لمعنى السعادة أو لأسباب السعادة.. هل هى المال، هل هى الصحة، هل الأولاد، هل السلطة، هل هى المكانة، هل هى الشهرة، هل هى الزواج، هل هى الجنس، هل السفر، أم كل ذلك مجتمعًا لا ينقص منه شىء؟!
 
ولكن هل هناك فى هذا الكون من جمع كل هذه المتع فى باقة واحدة؟ ثم هل شققت على صدره، إن وجدته، لتعرف ما إذا كان هذا الرجل قد حاز هذا السر الكونى، وسكن بين أحضان السعادة بلا نهاية؟!
 
أنت عرفت بالتأكيد أصدقاء أثرياء، وآخرين فى السلطة، أو عرفت فى حياتك بعضًا من هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بأى من باقات المزايا السابقة، لكن من المشقة أن تحكم عليهم بأنهم سعداء بالفعل، أو سعداء طوال الوقت، أو أنهم سعداء وحدهم، بينما غيرهم لا يشعر بالسعادة!
 
حين تتأمل الحياة مع كل تلك النعم، ثم تتأمل حياة بشر آخرين محرومين من هذه النعم، ستدرك ببساطة أن السعادة مقطوعة الصلة نهائيًا عن المميزات الخاصة للثراء أو السلطة أو غيرهما، تندهش لحالات سعادة ممتدة لا شأن لها بكل ذلك على الإطلاق، سعادة يتمناها هؤلاء الذين فازوا بالثراء والسلطة، لكنهم يتحرقون شوقًا للحظة سعادة كتلك التى يرونها فى عيون رجال لم يمنحهم الله عطايا استثنائية لحكمة من لدنه تبارك وتعالى. 
 
أسألك بالله عليك، كم مرة وجدت عائلة بسيطة رحلت لأميال من قلب الصعيد فى قطارات متهالكة لتحضر مولد السيدة أو الحسين؟!
 
هل رأيت الشوق فى أعينهم، وسعادة الوصول، وبهجة المولد، وضحكات الشيشة، ومتعة النوم فى الخيام حول المقام؟
 
كيف تصف هذه السعادة، وهل مردها إلى أى من النعم السابقة من عطايا الدنيا، أم أن كتالوج السعادة يحير المتأملين فى أحوال الدنيا؟
 
أعرف أصدقاء، تراهم وكأن لهم أجنحة حين ينتهون من قراءة رواية جديدة، يحتقرون متع الدنيا مقابل الأيام والليالى التى يقضونها فى رحاب رواية. 
 
وأعرف صديقات عزيزات من عائلات متوسطة لا يجدن متعة فى الدنيا أعظم من مساعدة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، كأنهن يملكن مشارق الأرض ومغاربها حين ينطق بين أيديهن طفل واجهته صعوبات فى التخاطب، أو نجح طفل ضرير فى أن يقرأ بطريقة «بريل»، أو تحرك طفل على قدميه بعد سنوات من العجز وفقدان الأمل.
 
انظر إلى وجوههن وهن يتكلمن عن السعادة، راقب ملامح الوجه، واسمع خفقان القلب فى الضلوع، لتعرف أن السعادة هى فى أمكنة متعددة، ليس لها مكان واحد، أو صورة واحدة، أو متعة مادية واحدة.
 
هذه بعض الأمثلة الصغيرة، وربما تستدعى أنت الآن بعد قراءة هذه الكلمات عشرات القصص والصور والأمثلة.
 
ستكتشف مثلى أن السعادة مصدرها قلبك، وضميرك، واختيارك.
 
الحياة شاقة وخطرة، لكن السعادة وسط المشقة هى «اختيار».
 
صدقنى..
اختر سعادتك بإرادتك. 
محبتى..
 

 


 

 

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة