قال موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" فى نسخته العربية، إن أحد قضاة المحكمة العليا فى بريطانيا بدأ تحقيقا شاملا فى أكبر فضيحة علاج بتاريخ هيئة التأمين الصحى البريطانية، حيث يرغب عشرات الآلاف من المواطنين فى الحصول على إجابة تفسر إصابتهم بعدوى التهاب الكبد الوبائى "سي" وفيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز بسبب منتجات دم ملوثة قبل عقود.
ونقلت "بى بى سى" عن ستيف دايموند الذى أصيب بمرض السرطان وتأثرت صحته لسنوات بعد تلقيه علاج من هيئة التأمين الصحى البريطانية، "أصبحت الحياة مرض وقلق وخوف.. ليس هذه الحياة التى كنت أتصورها، حياة أحلام وطموح".
وحصل ستيف، مثله مثل كل من يعانى من المرض فى بريطانيا خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، على علاج يعرف باسم العامل الثامن، المكافح لمرض الهيموفيليا، وهى حقنة تدفع المادة اللازمة للدم لحدوث التجلط.
وأوضح الموقع أن بعض هذه العلاجات كانت تستورد من الخارج، كما أن معظم البلازما التى تستخدم فى حقن العامل الثامن تأتى من متبرعين يشكلون خطرا على المرضى مثل سجناء فى الولايات المتحدة، يبيعون دمائهم مقابل حفنة من الدولارات.
وقال ستيف: "لم يشرحوا وجود أى مخاطر من حدوث تلوث".
وأصيب نحو 4689 شخصا بالهيموفيليا مثل ستيف بفيروس الالتهاب الكبدى الوبائى "سي"، بحسب بى بى سى. وتوفي 2883 مريضا على الأقل خلال عقود.
كما حُقن نحو 1250 شخصا بما عرف فى ذلك الوقت باسم "مضادات حيوية للإيدز"، أو فيروس نقص المناعة المسبب لمرض الإيدز، واضطروا إلى التكيف مع العواقب الصحية المدمرة، فضلا عن وصمة العار التى لحقت بهم.
فى يوليو 2017، وافقت الحكومة البريطانية على إجراء تحقيقات عامة فى الفضيحة، بعد سنوات من حدوثها.
وقالت الحكومة إن التحقيقات تبحث أسباب وفاة الكثيرين، وما إذا كانت الملفات والتفاصيل الأخرى جرى التخلص منها أو حجبت عن عمد منذ عقود.
ويعتقد أن 35 ألف مريض بريطانى آخر، جميعهم غير مصابين بالهيموفيليا، قد يكونوا أصيبوا بهذه الطريقة.
كما تتمتع التحقيقات للمرة الأولى بسلطة طلب الوثائق وإجبار الحكومة ومسئولى هيئة التأمين الصحى للشهادة بعد حلف اليمين.
وسوف يتولى سير بريان لانجستاف، قاضى المحكمة العليا، رسميا التحقيقات التى من المتوقع أن تبدأ مطلع الشهر المقبل على الأرجح، بحسب بى بى سى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة