أحمد إبراهيم الشريف

مسابقات الكتب.. لماذا لا نقلد الغرب؟

الإثنين، 30 أبريل 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشياء كثيرة تحدث فى العالم منها الجيد ومنها ما دون ذلك، ومن الأشياء الجيدة مسابقات الكتب المتنوعة والمختلفة، وأفضل ما فى الأمر أن هذه المسابقات تشارك فيها الجامعات والأكاديميات المختلفة، ويكون جمهورها الطلبة والباحثون، فلماذا لا نقلد الغرب فى ذلك؟
 
من هذه المسابقات التى حدثت مؤخرا، فوز كاتبة شابة تدعى رينى إدد لودج فى استفتاء إلكترونى نظمه الموقع الرسمى لأسبوع الكتاب الأكاديمى، فى المملكة المتحدة، ليفوز كتابها «لماذا لا أتحدث إلى البيض عن العِرق» بلقب أفضل كتاب غير التاريخ من بين قائمة ضمت 20 كتابًا لكاتبات شهيرات فى تاريخ الكتابة بعضهن كتبن منذ مائتى عام. ما الذى ينقصنا لنفعل ذلك، ونصنع أثرا ثقافيا حقيقيا يراه المشتركون فيه ويلمسون أثره؟
 
نتذكر جميعا أنه فى عهد الدكتور جابر عصفور، قامت وزارة الثقافة بعقد نحو أحد عشر بروتوكولا مع الوزارات المختلفة، ومنها وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالى ووزارة الشباب والرياضة، لكننا حتى الآن لم نر انعكاسا حقيقيا لهذه البروتوكولات، فلم نسمع عن مسابقة فى الكتب ولا حتى الثقافة العامة، ولم نر موهوبين فى المدارس، ولا متميزين فى الجامعات، ولم نسمع عن شىء يحدث فى مراكز الشباب. 
 
عندما تم عقد هذه البروتوكولات كنت متفائلا، وظننت حينها أن التواصل بين وزارات الثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالى هو أبسط وأسهل البروتوكولات، لأن الأسئلة التى تجمع بين هذه الجهات واضحة منها: هل يقرأ الأكاديميون شيئا غير تخصصاتهم؟ ما الذى يوجد فى عقول طلبة الثانوية العامة غير السوشيال ميديا والمذاكرة؟ كيف نكشف عن الموهوبين؟ ما المجالات التى تصلح لشباب نشأ فى ثقافة شبه عالمية؟ لكن الواضح أن المسؤولين فى هذه الوزارات لا يحبون تجاوز دائرة التخصص، ولا تزال أفكارهم مرتبطة بالجزر المنعزلة، أعتقد أنهم يحبون العيش فى هذه الجزر.
 
ومع ذلك لم أيأس أبدا ولا أزال أؤكد أن نسبة القراءة فى الجامعات مرتفعة جدًا، وأن الطلبة أكثر متابعة للمنتجات الجديدة من كثير من المثقفين، وأنهم مادة خصبة للمسابقات الثقافية.
 
وعلى الجميع أن ينتبهوا إلى أن المسابقات الثقافية الكبرى فى الجامعات مهمة جدا، فهى سوف تقدم لنا خريطة لما يطلبه الشارع فى الجانب الثقافى، وسيعرف الناشرون أين تتجه الذائقة الآن فتقدم لهم ما يطلبون، وستعرف وزارة الثقافة ما الذى عليها توفيره لصنع بدايات جيدة وضرورية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة