محمود حمدون يكتب : وجوه الخاسرين

الجمعة، 20 أبريل 2018 10:00 م
محمود حمدون يكتب : وجوه الخاسرين كوتشينة - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شاحب البشرة ينتعل صندلا مع بنطال أزرق وقميص كان أبيض اللون فيما مضى. رأس ماله طاولة خشبية قديمة يقيمها على مسندين يحملهما على كتفيه , ومعهما ثلاثة ورقات من أوراق اللعب في جيبه .
 
يضع طاولته ثم ينادي المارة وروّاد المقهى للحضور , ُخرج الثلاثة ورقات , يخلطها بسرعة أمام المشاهدين , ثم يطلب تحديد الورقة التي تحمل صورة " الولد " من بينها , ينقسم الحضور لمجموعات ثلاثة كل واحدة تراهن على ورقة من الثلاث الملقاة على وجوهها , ينتظر حتى تهدأ النفوس وتشرأب الرؤوس مستطلعة بحثا عن " الولد".
 
يتفحّصهم جدياً فيرى طمعا متأصلا ورغبة عارمة في الفوز السهل السريع , آنذاك يضع شرطه الوحيد لنيل جائزته , أن يضع كل راغب مبلغاً من المال على الورقة التي يراهن عليها , يندفع الجميع لإخراج ما بجعبتهم من مال سعيا وراء حلم في مكسب كبير يتخفّى وراء ورقة لعب  .
 
 يتمعّن في الوجوه قبل أن يكشف أوراق اللعب أمامهم, ثم  بصوت حازم : خلطت الأوراق أمامكم ورأيتم بأعينكم الورقة التي تحمل " الولد " وهي تتأرجح يمينا ويسارا , ذّكرهم بأن الحياة مكسب وخسارة ثم يكشف عن كل ورقة ببطء شديد بينما علامات الحسرة والخيبة ترتسم على وجوه الخاسرين واللهفة ممزوجة بشبق الأمل على وجوه المنتظرين .. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة