هناك كتب معينة يجب على الجميع الاطلاع عليها، أو على الأقل معرفتها واعتمادها كمرجع يمكن الرجوع إليها عند الحاجة، ومن هذه الكتب " التفكير من الألف إلى الياء" تأليف نايجل واربرتون، والذى صدرت ترجمته العربية عن مركز نماء وقام بترجمته كل من هالة عباس وأسامة عباس.
ويأتى الكتاب ليكون بمثابة مقدمة فى التفكير النقدى، بصورة مبسطة وتطبيقية، وبطريقة معجمية ألفبائية، حيث يقدم بعض الأدوات الأساسية للتفكير فى أى مسألة تفكيرًا واضحا، كما أن هذه أدوات يمكن إعادة استخدامها فى أى مجال يتطلب التفكير القويم الواضح.
والكتاب، يمثل دليلًا إرشاديًا تطبيقيًا لكل المجالات الحياتية التى يقدم فيها الناس حججًا وأدلة لدعم نتائج تفكيرهم، وبالتالى فإن المؤلف ينصح باعتباره مرجعًا دوريًا فى ضبط قواعد التفكير والحجاج والبرهنة العقلية، حيث سيحتاج المرء لمراجعته من حين لآخر لتقويم تفكيره واحتجاج.
وفى المقدمة يقول المؤلف "يقدم الكتاب بعض الأدوات الأساسية فى التفكير فى أى مسألة تفكيرا واضحا، ومن الممكن أن تطبق الأساليب والموضوعات المذكورة فى الكتاب على أى مجال يتطلب التفكير بشكل واضح، ولها تطبيقات مباشرة فى معظم التخصصات الأكاديمية، وفى أى مجال من المجالات الحياتية التى يقدم فيها الناس ححجا وأدلة لدعم النتائج".
ويوجد أربعة أنواع رئيسية من المدخلات فى التفكير، أولها تشير إلى الأساليب المعتادة المستخدمة فى النقاش، مثل الاحتجاج بالاشتراك فى الذنب، ثم المدخلات التى تشير إلى أخطاء الاستدلال التى يسهل الوقوع فيها، مثل الخلط بين علاقة الارتباط والسببية ومغالطة فان جوخ، كما تناقش بعض المدخلات أساليب الإقناع وأساليب التهرب، مثل أسلوب رفض المواقف المفترضة، وإجابة السياسى، وأخيرا، تناقش بعض المدخلات العوامل النفسية التى قد تعرقل عملية التفكير النقدى مثل التمنى.
أما عن كيفية استخدام الكتاب يقول المؤلف "إذا اكتفيت بالتلقى السلبى لمحتويات هذا الكتاب فلن تتحسن قدرتك على التفكير بشكل واضح تحسنا كبيرا على الأرجح، فاهم ما فى الأمر هو تطبيق هذه الأفكار على حالات جديدة، يمكنك أن تقرأ هذا الكتاب من الغلاف الى اللغلاف أو أن تنتقل من نقطة إلى أخرى.
