"كنت أعمى والآن أبصر".. الكنائس تقرع أجراسها فى احتفال الأقباط بأحد التناصير.. أطفال يدخلون المسيحية بمعمودية دير القديس سمعان الخراز ويحتفلون بالزفة بعد صلوات القداس.. والكاهن يؤكد: الصوم يجدد الروح

الأحد، 25 مارس 2018 12:49 م
"كنت أعمى والآن أبصر".. الكنائس تقرع أجراسها فى احتفال الأقباط بأحد التناصير.. أطفال يدخلون المسيحية بمعمودية دير القديس سمعان الخراز ويحتفلون بالزفة بعد صلوات القداس.. والكاهن يؤكد: الصوم يجدد الروح دير القديس سمعان الخراز
سارة علام - محمد العاصى - تصوير: كريم عبد العزيز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى السادسة صباحًا قرع دير القديس الأنبا سمعان الخراز أجراسه التى تشق جبل المقطم، ليستقبل المصلين فى قداس أحد التناصير أو أحد المولود أعمى، وهو واحد من آحاد الصوم الأربعينى المقدس المعروف باسم الصوم الكبير.

 

فى قلب الدير الذى تحفر صورة قديسه فى قلب الجبل بينما يطل المسيح من أعلى ويبعث رسائل سلامة للمارة والعابرين، تدخل خمس أسر شابة، آباء وأمهات، قرروا أن يمنحوا أطفالهم سر المعمودية ليدخلوا به المسيحية فى هذا اليوم المقدس.

 

الأقباط يفضلون تعميد أولادهم فى أحد التناصير

يقول القمص بطرس سمعان كاهن كنيسة القديس الأنبا سمعان الخراز، إن الأقباط يحبون تعميد أولادهم وبناتهم فى هذا اليوم المعروف باسم أحد التناصير أو أحد المولود أعمى، ووفقا للفكر الأرثوذكسى فإن المعمودية هى ولادة ثانية وجديدة للروح.

يذكر القمص بطرس قصة هذا اليوم فى الإنجيل والتى تعود إلى معجزة إعادة البصر للأعمى على يد السيد المسيح، فقال الرجل "كنت أعمى والآن أبصر" وهى معجزة تشير إلى النور الذى تخلقه المعمودية فى روح من يحصل على هذا السر المقدس.

 

فى طقس التعميد.. صلوات تقرأ وشيطان يطرد

إلى جوار جرن المعمودية، وقف القس بجلبابه الكهنوتى الأسود، وأتته النساء تباعا تسلمه الأطفال الرضع لكى يدخلون المسيحية، عبر طقس التعميد الذى يمارس تخليدًا لذكرى تعميد المسيح فى نهر الأردن حين كان شابًا على يد يوحنا المعمدان.

 

تبدأ طقوس التعميد بصلاة تسمى "صلاة تحليل المرأة"، بعدها تخلع الأم ملابس الطفل ثم تحمله على يدها اليسرى وتنظر إلى  الغرب وترفع يدها اليمنى وتردد وراء الأب الكاهن عبارات جحد الشيطان: "أجحدك أيها الشيطان وكل أعمالك النجسة، وكل جنودك الأشرار، وكل شياطينك الرديئة، وكل قوتك، وكل عبادتك المرزولة، وكل حيلك الرديئة والمضلة، وكل جيشك وكل سلطانك وكل بقية نفاقك، أجحدك.. أجحدك.. أجحدك، ثم ينفخ الكاهن فى وجه الطفل 3 مرات وهو يقول: اخرجى أيتها الروح النجسة".

تنظر الأم ناحية الشرق وطفلها على يدها اليسرى، واليمنى مرفوعة إلى أعلى وتردد خلف الكاهن: أعترف لك أيها المسيح إلهى، وبكل نواميسك المخلصة وكل خدمتك وكل أعمالك المعطية الحياة.

 

ثم يسألها الكاهن ثلاث مرات قائلاً: هل آمنت على هذا الطفل؟

فتجاوبه ثلاث مرات: آمنت.

 

يمسك القس المكلف بالتعميد الطفل، تخلع أمه ملابسه وتعيده لصورة ولادته، يدهن الكاهن جسده بالزيت المقدس، وهو نفس الزيت الذى دهن به جسد المسيح، ثم يقرأ عليه بعض الصلوات، يمسك الكاهن الطفل بيديه من تحت إبطيه ووجه الطفل إلى الغرب.

 

ينزله إلى الماء بهدوء رويدًا رويدا حتى لا يصاب الطفل بالخوف والفزع، إلى أن يغطسه فى الماء تمامًا وهو يقول، أعمدك يا كاراس باسم الآب: وهذه الغطسة الأولى ثم يصعده من الماء وينفخ فى وجهه.

 

ثم يغطسه ثانية وهو يقول بسم الابن: وهذه هى الغطسة الثانية ثم يصعده من الماء وينفخ فى وجهه.

ثم يغطسه ثالثة حتى يغمره كله فى الماء وهو يقول بسم الروح القدس: وهذه هى الغطسة الثالثة ثم يصعده من الماء وينفخ فى وجهه مرة ثالثة.

 

الآباء والأمهات يتسلمون شهادات التعميد من الكنيسة

يسلم الكاهن الطفل إلى أمه من الناحية اليمنى وتكون واقفة على يمين الكاهن ممسكة بفوطة كبيرة نظيفة لتستقبل فيها الطفل وتنشف جسده من الماء استعدادًا لدهنه بالزيت مرة أخرى، وبعدها سيرتدى الصبى الذكر ملابس البطريرك حيث التونية البيضاء والعمامة فوق رأسه، بينما ترتدى الفتيات ملابس العروس البيضاء، وتطلق الأمهات الزغاريد فور التعميد وتقف لتتلقى تهانى دخول أطفالهم المسيحية، بعدها سيكون على الكاهن تسليم الأمهات شهادات تعميد مثبت فيها تاريخ معمودية الطفل ومكان التعميد واسمه وهى الشهادة التى يثبت بها انتمائه للطائفة الأرثوذكسية وتظل معه طوال حياته.

 

الأطفال المعمدون ينطلقون فى زفة الشمامسة

بعدما ارتدى الأطفال ملابسهم الجديدة، الصبى فى زى البطريرك والفتاة فى ملابس العروس البيضاء، سيأخذهم الكهنة فى زفة للشمامسة بعدما تنتهى الكنيسة من صلوات القداس الإلهى التى ترفع كل يوم فى أيام الصوم الكبير.

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة