إسلام الغزولى

اعترافات متأخرة لمواقع التواصل الاجتماعى

الجمعة، 02 فبراير 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدى الأيام الماضية طالعتنا الصحف والمواقع الإلكترونية بعدد من التقارير الإخبارية التى تتحدث عن اعتراف من إدارة موقع التواصل الاجتماعى الأشهر " FaceBook " بأنها قد تأخرت فى إدراك تأثير الموقع السلبى على الديمقراطية، وأن إدارة الشركة المالكة بصدد البدء فى اتخاذ عدد من الإجراءات لتنقية حسابات المستخدمين والتصدى للأخبار المضللة والشائعات ونشر الفتن والحقيقة إننا يجب أن نتوقف أمام هذا الاعتراف، فمواقع التواصل الاجتماعى لم تدمر الديموقراطية فحسب، بل دمرت مدنا وأوطانا وشرّدت ملايين اللاجئين وتسببت بشكل مباشر أو غير مباشر فى مقتل مئات الآلاف من الأبرياء، وأشعلت الحروب، وغيرت وجه الكرة الأرضية كلها فى أقل من عشر سنوات فقط.

أطلقت إدارة الموقع الأشهر اعترافها المستفز هذا بسبب السجال الدائر الآن حول الانتخابات الأمريكية الأخيرة، والزعم بأن آلاف الحسابات التابعة للاستخبارات الروسية قد عملت على بث تقارير كاذبة أثرت فى خيارات الناخب الأمريكى فى الانتخابات الماضية، والاستفزاز هنا يأتى بسبب أن إطلاق مثل ذلك التعليق بشأن تأثير مواقع التواصل الاجتماعى على الحرب الأهلية لم يأت بسبب الحرب فى سوريا مثلا وسقوط مئات الآلاف من الأبرياء ما بين قتيل ومصاب ولاجئ مشرد .

مرارا أشرنا إلى أن منصات التواصل الاجتماعى تعج بالعديد من الأخبار الكاذبة والمضللة، والصور الملفقة بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، والتأثير على المواطنين فى منطقة ملتهبة مثل الشرق الأوسط، وقد عايشنا هذا الوضع فى عدد من الأحداث الكبرى فى مصر، منذ بدايات العام 2011 وحتى الآن فكم من صور ملفقة ظهرت وتم تداولها على أوسع نطاق بين مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، واكتشفنا بعدها أنها مشاهد تمثيلية، أو ثبت أنها من أحداث أخرى تمت فى مكان آخر، وليس هناك داعى لأن نتذكر عشرات الصور التى نشرت لفض اعتصامى رابعة والنهضة، ومئات المقاطع المصورة الملفقة التى نسبت زورا للقوات المسلحة المصرية فى أحداث مختلفة ثم تبين أنها للقوات المسلحة العراقية والسورية أو لمن ينتحلون صفة جنود وضباط مصريون، وجرت العادة أن يقابل هذا الحديث بالتشكيك، وهوجم أصحابه باعتبارهم من أنصار نظرية المؤامرة - وكأنها ليست حقيقة -، لكن اليوم تدور الدوائر لنرى كيف يدير أصحاب النوايا الخبيثة مواقع التواصل الاجتماعى لصالحهم، وكيف يهدمون الأوطان، وكيف يتعامى أصحاب المصالح عن حقائق الأمور .

الواقع إننى أتمنى أن يتوقف رواد مواقع التواصل الاجتماعى أمام هذا الاعتراف المهم، وأن يسألوا أنفسهم من يدفع فاتورة الخراب الذى نال أوطاننا جراء التوجيه السيئ والإستخدام الإجرامى لمواقع التواصل الاجتماعى، دعونا نتابع خلال الأيام القليلة المقبلة ما سيحدث مع إدارة الموقع الأشهر عالميا والأكثر إنتشارا، وكيف ستحاسب النظم الديموقراطية إدارة الشركة .

دعونا نعى حجم المخاطر وإن لا ننساق خلف أصحاب النوايا الشريرة راغبة العبث بمصائرنا ومستقبل أبناءنا. أن أهم درس يمكن أن نتعلمه من هذا الاعتراف المستهتر أن ندرك كم الفخاخ التى نصبت للدولة المصرية، وكم التضليل الذى تعرّضنا له جميعا ومع ذلك حافظنا على وطننا ورابطة جأشنا، ولا يفوتنا أن نحمد الله الذى أراد لهذا البلد أن تفلت من مصير دموى وخراب لا قبل لنا به.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة