كيف أنقذ السكاكينى باشا قناة السويس من الفئران أثناء حفرها؟

الخميس، 22 نوفمبر 2018 03:43 م
كيف أنقذ السكاكينى باشا قناة السويس من الفئران أثناء حفرها؟ حبيب السكاكينى
كتب خالد إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الجميع يعرف قصر السكاكينى الموجود فى القاهرة وهو القصر الخاص بحبيب السكاكينى أحد أشهر الشوام الذين عاشوا فى مصر فى أواخر القرن الـ 19، وله العديد من الاسهامات فى الإنشاءات المصرية، حيث كانت تربطه علاقة قوية بالخديوي إسماعيل وأيضا بابا الفاتيكان، وأيضا تمتعه برضا الباب العالى .

 

القصة بدأت مع الأزمات والمشاكل التى تعرضت لها قناة السويس أثناء حفرها، حيث توقف العمل الضخم بسبب استفحال خطر الفئران وانتشارهم واستوحشها لدرجة أنها أفسدت الآلات والمعدات والتهمت طعام نحو 20 ألف عامل، و حينما فشلت كل الطرق و المبيدات فى القضاء على تلك المعضلة، اضطر "فرديناند ديلسيبس " لوقف العمل بالقناة.

عرف حبيب السكاكيني بالأزمة، فذهب إلى " ديلسيبس " ليقدم له حلا لتلك المشكلة وهو وضع قطط جائعة للفئران فلاقى اقتراح السكاكيني قبولا شديدا و تم شراء واصطياد أعداد غفيرة من القطط جُمعت وتم تجويعها، بعدها أطلقوها على أماكن تجمع الفئران فانتشرت تمحو اسراب الفئران و تلتهمها  ولم تمض أيام حتى اختفت اسراب الفئران تماما و تم الإنتهاء من امرها، فكافأ " ديلسيبس " حبيب السكاكيني بمنحه وظيفة رئيس ورش تجفيف عموم البرك والمستنقعات في مصر.

حبيب السكاكينى
حبيب السكاكينى

وكانت بالقاهرة وقتها عدة برك مثل الأزبكية والفيل والرطلي والناصرية والفوالة وقرموط والشُقاف وقمر، ورغم منافع تلك البرك في معظم أيام السنة، الا عند انحسار المياه عنها بعد الفيضان تتحول الى مياه راكدة مكونة مستنقعات ذات رائحة كريهة ، فما أن تولي حبيب باشا منصبه حتى بدأ فى ردم البرك، مدفوعا بفرمان الباب العالى الذى ينص على أنه يجوز إعطاء البرك والمستنقعات المملوكة للدولة إلى من يتعهد بردمها، وعليه فقد قام حبيب السكاكينى بردم بركة الشيخ قمر و حمل الشارع الواصل بين ميدان الظاهر بيبرس إلي الشارع المؤدي إلى غمرة اسم سكاكيني الذي يتوسطه ميدان السكاكيني و الذى بنى فيما بعد على الطراز إيطالى عام 1897 .

وصلت انجازات السكاكينى إلى الخديوى إسماعيل فقام بتكليفه بالمشاركة كمقاول فى إنشاء دار الأوبرا المصرية بالقرب من حديقة الأزبكية، و بالفعل شارك حبيب السكاكيني في إنشاء ذلك الصرح العظيم و بعد 3 أشهر فقط من العمل تم افتتاح الأوبرا مساء 29 نوفمبر 1866 و كان اكبر مشروع ثقافى فى الشرق، فكافأه الخديو اسماعيل بالأموال.

ذاع صيت السكاكيني حتى وصل الى الأستانة فقام السلطان "عبد الحميد" بدعوته ، للاصطياف مع أسرته مقيماً في معيته في قصر الدولما علي ضفاف "البوسفور" .

كما قام بابا الفاتيكان بتكريم السكاكينى بمنحه لقب "كونت" تقديرا لأعماله الخيرية و منها بناء ملجأ لآلاف الأيتام وشراؤه لقصر "لينو دي بيفور" الموجود حالياً بشارع الفجالة و الذي تم إهداؤه لجمعية الروم الكاثوليك كما قام بتشييد مقبرة للروم الكاثوليك في مصر القديمة.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة