صور.. الآلاف يحتفلون بمولد القطب الصوفى الشيخ عطية أبو الريش بدمنهور

"مدد يا سيدى أبو الريش مدد.. مدد يا ابن أهل البيت.. مدد يا أبو الكرامات مدد".. بهذه الكلمات يمكن تلخيص سيرة القطب الصوفى الشهير سيدى عطية أبو الريش الذى يقع ضريحه بمدينة دمنهور بالبحيرة، والذى يتوافد عليه الآلاف من مواطنى البحيرة والمحافظات المجاورة، احتفالا بمولده الذى يحل هذه الأيام.

وتتنوع مظاهر الاحتفال بمولد أبو الريش من داخل مسجد العتيق، حيث يعقد الطرق الصوفية حلقات الذكر المميزة حتى الفجر إلى خارجه، حيث صخب الألعاب النارية ومتاجر الحلويات والباعة الجائلين.

وتحولت منطقة أبو الريش بوسط مدينة دمنهور إلى ساحة من الكرنفالات الشعبية التى أبهرت المواطنين، كما انتشرت حول ساحة المسجد ألعاب السيرك المبهجة وموائد الطعام المجانية وحضرات المريدين والأشراف الذين يرجع نسبهم إلى أهل بيت النبوة.

"اليوم السابع" حاول الاقتراب من هذا المشهد الروحانى أكثر لرصد ملامحه المختلفة، والبداية مع القطب الصوفى أحمد محمد سليمان أبو الريش الذى يرجع نسبه إلى الشيخ عطية أبو الريش الذى أكد حضوره شهريا من مدينة المنصورة لزيارة مقام جده الأكبر، وذلك لشغفه الشديد بحب أهل البيت، حيث نجتمع فى رحاب الولى لنصلى على النبى.

وأضاف أن الشيخ عطية أبو الريش هو عز الدين بن يحيى الملقب بأبو الريش، ينتهى نسبه إلى الإمام الحسن بن على -كرم الله وجهه - وقد تزوج من ابنة ملك اليمن وأنجب منها 5 أولاد أكبرهم سيدى قضيب المدفون مع والده داخل مسجده العامر المسمى بمسجد أبو الريش.

وأوضح الشيخ أحمد سليمان أن العارف بالله الشيخ عطية أبو الريش هاجر من أرض الحجاز إلى مصر ليتعلم العلوم الدينية على أيدى كبار الشيوخ والعلماء، وتنقل بين المدن ليستقر به الحال فى مدينة دمنهور التى احتضنته وتشرفت به ليدفن تحت ترابها.

فيما أكد الشيخ صبرى الخوالقة، أحد الأقطاب الصوفية بدمنهور، أن الشيخ عطية أبو الريش ولد عام 311 هجريا بأرض الحجاز وتوفى فى عام 381 هجريا، ولقب بأبو الريش لأنه كان يتخذ من ريش الطيور فراشا وكان له نفحات ربانية وكرامات روحانية عالية منها محاورة الطيور وقدرته على ترويض الطيور والحيوانات المفترسة.

وأكد الشيخ محمود عبد الكريم، إمام مسجد أبو الريش بدمنهور، إتمام كل الاستعدادات الخاصة باستقبال الآلاف من زوار الضريح للاحتفال بمولده حتى مطلع الفجر، مضيفا أن مسجد أبو الريش الذى يتوسط الحى المسمى باسمه هو قبلة لكل الأهالى للائتناس بعبقه الروحانى الفريد، وكذلك تعقد فيه الطرق الصوفية حلقات الذكر والابتهالات الدينية.

وأكدت الحاجة علياء سعد، إحدى المريدات الصوفيات، أن الشيخ عطية أبو الريش له مقام كبير عند كل الطرق الصوفية مثله مثل سيدى أحمد البدوى بمدينة طنطا وسيدى إبراهيم الدسوقى بمدينة دسوق.

وأضافت أن الاحتفال بمولد سيدى عطية أبو الريش ليس مقتصرا على الرجال فقط بل يتوافد علية مئات النساء للتبرك بمقامه، وكذلك الوفاء بالنذور التى قطعوها على أنفسهن، ويتوافد على ضريحه الفتيات الصغار من كل مكان لمعرفتهن بقدره وكراماته.

وقال أحمد عبد العاطى، أحد أهالى حى أبو الريش بدمنهور، إن مولد العارف بالله الشيخ عطية أبو الريش بمثابة عيد لجميع أبناء الحى ينتظرونه كل عام بفارغ الصبر، لأنه يمدهم بطاقة روحانية هائلة تعينهم على أعباء الحياة القاسية، مضيفا أنه لا بد من التفريق بين إحياء مولد الشيخ أبو الريش داخل المسجد بما فيه من قراءة القرآن الكريم وذكر الابتهالات الدينية، وبين الاحتفالات الشعبية خارج المسجد والتى بها بعض المخالفات الشرعية التى لا تتناسب مع الاحتفال بتلك الذكرى الطيبة.

يذكر أن مسجد سيدى عطية أبو الريش بمدينة دمنهور من أبرز مساجد البحيرة، نظرا لقيمته التاريخية وشهرة صاحبه الذى يمتد نسبه إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ويعد مسجد أبو الريش الذى يتوسط الحى الذى سمى باسمه بقلب مدينة دمنهور قبلة لكل الطرق الصوفية، حيث يقيمون الجلسات الدينية والحضرات النبوية لاعتقاده الجازم فى كرامات شيخه الجليل التى غلبت الآفاق.

وتعقد فى رحاب مسجد أبو الريش الكثير من الجلسات العرفية لأهالى دمنهور والأماكن المجاورة، وقد عثر بمسجد أبو الريش على عدد من الكتب النادرة ومنها مخطوط تاريخى للمصحف الشريف يرجع إلى القرن العاشر الهجرى، ويمتاز بالجمع بين النص القرآنى والتفسير وعلم القراءات وينفرد فى الخاتمة بفهرس لحصر الحروف الأبجدية طبقًا لعددها فى القرآن الكريم، والذى يمثل قيمة علمية وفنية وجمالية تجمع بين اللفظ القرآنى والتفسير.