دبلوماسى يابانى: لا نسعى لحرب مع كوريا الشمالية ولا نريد حوارا غير هادف

الأربعاء، 31 يناير 2018 12:25 م
دبلوماسى يابانى: لا نسعى لحرب مع كوريا الشمالية ولا نريد حوارا غير هادف الرئيس الكورى الشمالى
طوكيو يوسف أيوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 
 
كشف مصدر دبلوماسى يابانى، عن أن بلاده لا تريد الدخول فى حرب مع كوريا الشمالية لكنها فى الوقت نفسه لا تريد الحوار من أجل الحوار، لذلك تبحث عن حل، وتدرك أيضا أن كثرة الضغوط قد تأتى بنتائج عكسية، لافتا إلى أن بيونج يانج تمثل أكبر تهديد لليابان والمنطقة، فهى تطلق بشكل دائم الصورايخ وتجرى التجارب النووية وهو أمر مخالف لقرارات المجتمع الدولى بمنع السلاح النووى، ورغم ذلك تواصل بيونج يانج السير عكس الاجماع الدولى.
 
 
وأوضح الدبلوماسى اليابانى المتخصص فى الملف الكورى الشمالى، والذى طلب عدم ذكر اسمه، أن طوكيو مرت بتجارب سابقة أثبتت أن النظام الكورى الشمالي غير ملتزم بأى إتفاق، وقال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "فى عام 1994 أقر المجتمع الدولى بتقديم مساعدات لكوريا الشمالية مقابل إنهائها للبرنامج النووى لكن بيونج يانج أستمرت فى تطوير برنامجها النووى سريا وأجرت أول تجربة، وبعدها فى 2005 أنخرطت اليابان والولايات المتحدة فى إقامة حوار مع الشماليين بمشاركة روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، وكنا نتخيل ان دخول الصين وروسيا سيدفع الكوريين الشماليين للإلتزام بالاتفاق، وصدر إعلان فى 2005 بناء على الاجتماعات السداسية وأقرت كوريا الشمالية بأنها ستنهى برنامجها النووى لكن بعد عامين اكتشفنا إنها مستمرة فى برنامجها وقررت الخروج من الاجتماع السداسى، وبالنسبة لليابان إن كوريا الشمالية تريد كسب الوقت فقط حتى تطور برنامجها النووى، لذلك حان الوقت ليضغط المجتمع الدولى لأن قرار مجلس الأمن لوحده ليس كافيا لإجبار كوريا الشمالية على التخلى عن برنامجها النووى".
 
 
وحول ما يتردد بشأن وحود حوار سرى بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، قال المصدر: "احتمال أن يكون هناك تواصلا بشكل ما بين البلدين، لكن اليابان ترفض أى حوار غير هادف، وفى الوقت نفسه نحتاج إلى شرح وجهة نظرنا للنظام الكورى الشمالي ونتعرف أيضا على آرائه، ويكون ذلك بأى آلية من آليات التواصل"، مؤكدا أنه لا توجد أى نية لدى بيونج يانج للحوار مع طوكيو، وفى كل الاجتماعات الدولية تطرح اليابان وجهة نظرها حتى فى وجود وفود مشاركة من كوريا الشمالية فى هذه الاجتماعات، لكن للأسف لم نتلقى أى ردود إيجابية من النظام الكورى الشمالى.
 
 
ورفض الدبلوماسى اليابانى تحديد شروط بلاده لبدء حوار مباشر مع كوريا الشمالية، مشيرًا إلى أنه حال استجابت بيونج يانج للقرارات الدولية بوقف البرنامج النووى فيمكن فى هذه الحالة الدخول فى حوار مباشر.
 
 
وأشار المصدر الدبلوماسى اليابانى، إلى أن الأوضاع الداخلية فى كوريا الشمالية تواجه صعوبات كثيرة، خاصة فى توفير احتياجات المواطنيين، لافتًا إلى أن طوكيو فرضت عقوبات على بيونج يانج بخلاف عقوبات مجلس الأمن، منها قطع العلاقات التجارية ووقف التحويلات المالية، مناشدًا المجتمع الدولى بقطع العلاقات الدبلوماسية مع كوريا الشمالية، لافتًا إلى أن اليابان لا تعترف بكوريا الشمالية كدولة مستقلة، موضحًا أنه يوجد فى اليابان كوريين ولهم مجتمعهم لكن لا نتعامل معهم كممثلين عن هذه الدولة.
 
 

وحول رؤية اليابان للدور الصينى، قال المسئول: "الصين بدت حذرة جدا مؤخرا فى تعاملها مع الملف الكورى الشمالى، فخلال العامين الماضيين حدثت تطورات فى التهديد الكورى الشمالى، لذلك صوتت الصين فى مجلس الأمن لصالح فرض عقوبات على بيونج يانج، لذلك لا يوجد مفر من الدخول فى حوار يابانى صينى حول هذا الأمر".

 

من جانبه، طالب أداتشى رئيس مكتب المخطوفين برئاسة مجلس الوزراء اليابانية، المجتمع الدولى بإيجاد حل لقضية المختطفين اليابانيين فى كوريا الشمالية، لافتا إلى أن بيونج يانج اعتادت فى السبعينات والثمانينات على خطف اليابانيين وهذا ضد مبادئ حقوق الإنسان وغير مسموح به دوليا، ومر على مشكلة الاختطاف أكثر من أربعين عاما، ولَم تعترف بيونج يانج سوى باختطاف خمسة يابانيين فقط وأعادتهم لليابان واعتذرت عن ذلك قبل 15 عاما، وتحديدا فى سبتمبر 2002، وبعدها أنكرت وجود مختطفين يابانيين اخرين، موضحا انه حسب تقديرات الامم المتحدة هناك 100 يابانى مختطفين فى كوريا الشمالية، بينما تقدر اليابان العدد بـ800 شخص.

 

وأضاف أداتشى، أنه مع العام الجديد أكد رئيس كوريا الشمالية على استمراره فى نهجه القديم بحيازة السلاح النووى وإجراء التجارب النووية، وخلال الشهر المقبل ستبدأ الاولمبياد الشتوية بكوريا الجنوبية التى سيشارك بها الشماليين ورغم ذلك لم يتطرقوا لموضوع المختطفين اليابانيين، وهذا الأمر يحتاج إلى حوار لإنقاذهم لكن الحديث بمجرد الحديث لن يؤدى لشئ، لذلك اختارت اليابان شرح مشاكل المختطفين وما تقوم به كوريا الشمالية ضد الإنسانية للمجتمع الدولى، وقامت الأمم المتحدة بفرض عقوبات على بيونج يانج منها خفض دخول لها بنسبة 90%، وفى سبتمبر الماضى أكد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على قسوة موضوع المختطفين فى كوريا الشمالية وندد بها، وخلال زيارته لليابان فى ديسمبر الماضى زار 17 من أسر المختطفين وطالب بإيجاد حلول لإعادتهم مرة أخرى، لكن مع مرور الوقت يتوفى أسر المختطفين، ونحن نبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى حل.

 

وأكد أداتشى، على أن كوريا الشمالية قامت بعمليات الاختطاف غير القانونية، لاستخدام أوراق المختطفين وبطاقاتهم وهوياتهم من جانب كوريين شماليين للقيام بعمليات تجسس فى الخارج بعدما يقوم المختطف اليابانى بتعليم الكورى الشمالى الثقافات والعادات اليابانية حتى لا يتم كشفه، موضحًا أن كوريا الشمالية تصمم على عدم قول الحقيقة فى هذا الملف خوفا من تسريب أى معلومات عبر المختطفين بعد عودتهم لليابان.

 

الخطف قضية غير إنسانية وتمثل تهديد للمجتمع الدولى، ففى العام الماضى تفجرت قضية اختطاف شخص أمريكى ووفاته فضلا عن مختطفين آخرين، لافتًا إلى أن رئيس الوزراء اليابانى تشيزوا ابى، دائما خلال مشاركاته ومؤتمراته يشدد على أهمية عودة اللاجئين كما أن هناك أربع دول هى الكويت وإسبانيا والمكسيك وإيطاليا سحبوا سفرائهم من بيونج يانج بسبب هذه القضية.

 

وقال رئيس مكتب المخطوفين برئاسة مجلس الوزراء اليابانية، إن الحكومة اليابانية قررت تشكيل لجنة تضم الوزراء المعنيين لمناقشة شئون المختطفين، موضحًا أن هذه المشكلة غاية فى الصعوبة وتؤثر على أمن الشعب اليابانى، لذلك هناك اهتمام شديد بها، لأننا نأمل فى التوصل إلى حل لكى تطمئن الأسر على أبنائها.

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة