وكيل أمن الدولة السابق يكشف ما فعله الإخوان بمصر فى كتاب "الحصاد الأسود"

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 05:31 م
وكيل أمن الدولة السابق يكشف ما فعله الإخوان بمصر فى كتاب "الحصاد الأسود" الحصاد الأسود
كتب محمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشف كتابٌ صدر مؤخراً فى الأسواق والمكتبات، عن أسرار مخططات ما يُعرف بـ"الربيع العربي" وأجندته المؤامراتية التى اعتبرت مصر جائزتها الكبرى، وتم الاستعداد لإسقاطها عبر ما حدث فى 25 يناير 2011، قبلها بسنوات، وفق ما عُرف بـ"الشرق الأوسط الكبير" ونواته الأولى التى نشرت لأول مرة فى مجلة "كيفونيم" الفصلية العبرية فى عددها الصادر 14 فبراير 1982 تحت عنوان "خطة من أجل إسرائيل فى الثمانينيات" للصحفى والدبلوماسى الإسرائيلى السابق أوديد يينون.

 

وركَّز الكتاب الذى جاء تحت عنوان "الحصاد الأسود.. ما فعله الإخوان بمصر" لمؤلفه اللواء عبد الحميد خيرت، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، ورئيس مجلس إدارة المركز المصرى للبحوث والدراسات الأمنية، على فضح مخطط تنظيم الإخوان وجماعته فى مصر، للقفز على أحداث 25 يناير، والوصول للسلطة، بالعمالة مع أجهزة مخابرات غربية، كانت إمارة قطر محطة مهمة فى التآمر وتنفيذ المخطط من خلال أوهام قياداتها، ومعها أداتها "قناة الجزيرة"، التى باتت ـ وفق الأجندة ـ صوت التنظيم الدولي، ومنصة الجماعة الإرهابية لضرب استقرار مصر وكل منطقة الشرق الأوسط.

 

ومن خلال 9 أبواب، ضمَّت 41 فصلاً، تنوعّت ما بين سرد جذور المؤامرة الكبرى، وكبار عملائها ونخبتها السياسية ودكاكينها "الثورية" تناول اللواء خيرت، خفايا اللعبة الدولية والإقليمية والتواطؤ الداخلى من قبل جماعة الإخوان ورموزها الإرهابية لضرب مؤسسات الدولة المصرية، وعلى رأسها جهاز الشرطة، لتسهيل المهمة لبثِّ سمومهم تمهيداً لقمع بقية المؤسسات الأخرى (الجيش/ القضاء/ الإعلام/ الأزهر/ الكنيسة)، ومن ثمَّ كبت الشعب وترويضه عبر مخططات الأخونة والتمكين، لتحقيق حلمهم فى حكم البلاد لما لا يقل عن 500 عام كما اعترفوا لاحقاً.

 

وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، اعترف فى مقدمة الكتاب، بأنه لا يؤرخ لهذه المرحلة، ولكن يحاول أن يجعل الجميع نفهم ونستوعب حقبة "الربيع العربى" إقليمياً ومن منظار ما حدث فى مصر يحاول لفت الانتباه إلى أهمية معرفة الإجابة على السؤال الأخطر: هل ما حدث فى 25 يناير 2011 "ثورة شعبية"، أم مجرد "موجة" احتجاجية عادية، تواجد مَن "يشحن" لها قبل أن يستخدمها نحو هدفٍ أبعد وأشد لؤما، يطال الوطن الكبير، دون أن يغفل الدور السرِّى لمراكز  الـThink Tank، التى ظاهرها مؤسسات فكرية بحثية، بينما هى بالأساس مراكز لجمع المعلومات وتدريب النشطاء و"الحركات الثورية" على أعمال التخريب والعنف والفوضى.

 

وبخبرة أكثر من 35 عاما فى متابعة عناصر تيارات الإسلام السياسى فى مصر، يحاول اللواء خيرت فى كتابه إيضاح لماذا اختيار يوم 25 يناير بالذات موعداً لبدء الموجة الفوضوية، وتحويلها من ذكرى وطنية تخلِّد بطولة قسم شرطة الإسماعيلية عام 1952 ضد الاحتلال، لتكون طعنة فى خاصرة الدولة الوطنية باسم "الثورة"، وكيف كانت عملية "التحويل الذهنية"، هدفاً فيما بعد لجماعة الإخوان الإرهابية للقضاء على كل المناسبات الوطنية فى الذاكرة المصرية.. وتزويرها وأخونتها وصناعة تاريخ آخر خاص بهم.

 

ومن هذه النقطة، ينطلق الكتاب ليوضح وبالتفصيل: كيف كانت 25 يناير عنواناً للبلطجة السياسية والدينية.. التى أدت فى النهاية لوصول مرشح الإخوان محمد مرسى للسلطة، مع شرح موثق لكل ما حدث خلال العام الأسود من فترة حكم المرشد، من تجاوزات مهينة لكل ما هو مصرى، وبالأساس ترسيخ مفهوم الإرهاب الفكرى والترهيب المعنوى ليكون مقدمة منطقية نستطيع أن نفهم من خلالها ما يجرى حالياً من إرهاب دموى على يد الجماعة وميليشياتها التكفيرية والإجرامية.

 

وبكثير من التفاصيل، يسرد لنا اللواء خيرت، بطولات شباب الضباط الذين تصدوا لمخطط الجماعة، وعرضوا أنفسهم للخطر فى وقت صعب لا يقبل الحياد، لنفهم كيف انحازت الداخلية لحضن الشعب رغم كل ما تعرضت له من تشويه ومؤامرات، ونعى أكثر من خلال مجريات أحداث هذه الأيام، كيف أن نفس شباب الضباط والأفراد هم وقود الحرب الحالية على عناصر التنظيمات الإرهابية.

 

وبالتوازى مع ذلك، يشرح أيضاً دور الكتلة الصامتة "حزب الكنبة"، وفى القلب منها المرأة المصرية، وبروزها كفاعل رئيسى فى عملية عزل مرسى وإزاحة نظام حكم المرشد فى مصر، فى ثورة 30 يونيو 2013 التى أهالت التراب على المشروع الإخوانى فى الشرق الأوسط، وألقت به إلى "مزبلة التاريخ" كما وصفها الكاتب.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة