عندما يغادر شخص ما مكانه الذى استمر فيه وقت من الزمن ، وعاش وسط مواطنين من جميع الطبقات ، أكل من أكلهم ، وشرب من شربهم سيكون الحكم عليه وعلى أسلوبه من خلال المواطنين أنفسهم ومن عاش بينهم ، هذا ما وجدناه فى اللواء مصطفى مقبل مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج الذى انتهت فترة عمله فى محافظة سوهاج .
الصغير و الكبير عرف هذه الشخصية من أخلاقه الكبيرة ، والتى لمسها الجميع من خلال لقاءاته بالمواطنين فى مناسبات عديدة منها المصالحات التى كان يقودها مع اللواء خالد الشاذلى مدير المباحث الجنائية ، والتى قطعا هما الاثنان شوطاً كبيراً فى إنهاء العديد منها .
وجدت حزناً شديداً فى أعين مواطنى سوهاج ، خاصة بعد سماع خبر إنهاء فترة اللواء مقبل ، فصدق المثل المعلوم للجميع القائل " تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن " .. وهذا ما حدث مؤخراً خلال حركة تنقلات وترقيات وزارة الداخلية التى أعلن عنها اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية.
من القليل فى زماننا أن يجتمع الغالبية العظمى من أبناء بلدة فى الصعيد على شخصية ما خاصة لو كانت هذه الشخصية أمنية وقيادة كبيرة فى وزارة الداخلية ، والسبب قُربه من المواطن البسيط والذى أحس بالأمن فى عهده ، بالإضافة إلى التعامل الراقى الذى شهده المواطن من رجل الشرطة.
ساهم اللواء مصطفى مقبل مدير أمن سوهاج السابق فى العديد من المصالحات الثأرية بالمحافظة وقراها ، بمشاركة قيادات أمنية أخرى ، و كان يحرص كل الحرص على الحضور والمشاركة فيها ، حتى ولو كان ذلك على حساب أهله والبعد عنهم ، لم يدخر جهداً فى ذلك ، حتى أن مواطنى بعض القرى كانوا ينتظرون نهاية جلسة الصلح ليتسابقوا على مصافحته.
ليست نهاية الرحلة يا سيادة اللواء ، و إنما ستكون فترة التقاط الأنفاس ، لاستكمال المشوار فى مكان جديد ، لا نعلمه الان ، ونتمنى أن نراك فى موقع أخر هام للاستفادة من خبراتك الامنية والإنسانية والتنفيذية التى سيفتقدها الشارع السوهاجى ربما لفترة ليست بعيدة .. ننتظرك رجلا مدنياً تنفيذياً ، فى أرض المعارك التى يتقدم من خلالها الوطن .. أعتقد ان الرحلة لم تنته، وسيكون لها فصول جديدة ، وإن كانت على صعيد أخر ..
أخيرا ومن القلب .. شكرا .
