كرم جبر

لماذا أحب المصريون جمال عبدالناصر؟

الأحد، 23 يوليو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أحب المصريون جمال عبدالناصر، لأنه قال لهم: «ارفع رأسك يا أخى لقد انتهى عهد العبودية»، واتسم خطابه السياسى بإعلاء الكرامة والكبرياء، فتحملوا الصعاب والأزمات والتفوا حوله، وهتفوا باسمه، وغنوا له «يا جمال يا حبيب الملايين»، ولم يستحوذ رئيس حكم مصر على مثل هذا الكم من الأغانى الحماسية، وعندما يثق الشعب فى رئيسه يفوت فى الصعب ويواجه المخاطر، ويصطف حول هدف أعلى، هو مصر الأبية العالية القامة والهامة، وتختفى النعرات السياسية والاجتماعية والدينية، ويحتمى الجميع تحت راية العلم والنشيد.
 
وأحبوه لأنه كان مدافعا عن مصالحهم وانحاز للطبقات الشعبية، ولم يكن فى عصره أصحاب الكروش المنتفخة بالجشع والطمع، وحطم الرأسمالية المتوحشة، وأطلق الطاقات الكامنة والسواعد القوية، فقضى على مجتمع النصف فى المائة، المتوارث من النظام الملكى، وظهرت طبقة جديدة أخذت مكانها تحت الشمس، من أبناء العمال والفلاحين، وعظم ما أسماه الرأسمالية الوطنية، التى كانت درعا فى مواجهة الأزمات، وأفشلت الحصار الاقتصادى الذى فرضه الغرب، للنيل من النظام الثورى الذى يهدد مصالحم فى المنطقة. 
 
وأحبوه لأنه وهب حياته لتحرير فلسطين، وجعلها قضية العرب الكبرى، التى تلتف حولها مختلف الأنظمة من المحيط إلى الخليج، وجعلها شعار القومية العربية، مات جمال عبدالناصر أكلينيكيا بعد هزيمة يونيو 1967، وواقعيا فى سبتمبر 1970، وأدرك أن شعار إلقاء إسرائيل فى البحر صار مستحيلا، وتراجع الطموح القومى إلى تحرير الأرض العربية من دنس الاحتلال، بعد هزيمة كبرى نفذت كالسهم الحاد فى قلب عبدالناصر.
عاش من أجل فلسطين.. ومات أيضا من أجلها.
 
أيلول الأسود هو الذى تسبب فى موت عبدالناصر، وكان محطة سوداء فى تاريخ الفلسطينيين والأردنيين والسوريين معا، فالفلسطينيون طمعوا فى الأردن، واستباحوا سيادته وأراضيه، ولم يراعوا حق الضيافة فى بلد أحسن معاملتهم، وأنشأوا دولة داخل الدولة تمنح التأشيرات، وتفرض الجمارك وتفتش المدن والمطارات، واستهانوا بالجيش الأردنى، وقتلوا أحد الجنود، وقطعوا رأسه، ولعبوا بها الكرة أمام أهله، وحاولوا خلع الملك حسين، ودبروا مؤامرات لاغتياله مرتين، وحولوا شوارع عمان إلى ميادين للحرب الأهلية.
 
أما الملك حسين، فربما يكون معذورا فى الاستعانة بالولايات المتحدة لتحمى دولته، وإرسالها سفنا حربية ووحدات من الأسطول إلى المنطقة، وتدحرجت كرة النار التى أحرقت الجميع، بحرب الإبادة والتصفية الدموية الشرسة للفصائل الفلسطينية فى الأردن، وتشريد عائلاتهم وحرق مخيماتهم، وكان الرئيس عبدالناصر المسخن بجراح هزيمة يونيو، لا ينام الليل والنهار، وبذل جهدا خرافيا أدى إلى انسداد ما تبقى من شريانه التاجى، وخروج حالته عن سيطرة الأطباء، وفاضت روحه لبارئها بعد أن نجح فى توقيع اتفاق القاهرة، من أجل حقن الدماء الفلسطينية.
 
التاريخ مجموعة من الدوائر السوداء، وأيلول الأسود كان محطة مظلمة أيضا فى تاريخ سوريا، التى تجنت على عبدالناصر، بتوريطه فى حرب 67 التى لم يكن مستعدا لها، ولعبت دور المنقذ الشرير فى حرب الفصائل الفلسطينية ضد الجيش الأردنى، وأرسل حافظ الأسد وزير الدفاع السورى فى ذلك الوقت، معظم جيشه إلى الأردن للحرب بجانب الفلسطينيين، ليس حبا فى سواد عيونهم، ولكن لإشعال جبهة القتال بعيداً عن الجولان، ولم يأمر بسحب قواته من الأردن، إلا بعد إنذار إسرائيلى باحتلال سوريا، التى لم تكن تحميها أية قوات، ولم يتحمل قلب عبدالناصر هذا التآمر العربى المهين.
 
مات جمال عبدالناصر فى الساعة السادسة والربع مساء يوم 28 سبتمبر 1970، وكان عمره 52 عاما و8 أشهر و13 يوما، ولم يكن يعانى من أمراض مستعصية، يمكن أن تؤدى إلى الموت فى هذه السن المبكرة، سوى السكر الذى أصيب به بعد هزيمة يونيو، ونجح الأطباء فى السيطرة عليه، بجانب تصلب الشرايين، وهى أمراض يتعايش معها من هم فى السبعين والثمانين، ولكن الحقيقة هى أن مشاكل العروبة هى التى قتلت عبدالناصر مع سبق الإصرار والترصد.
صدمة الموت المفاجئ لعبدالناصر، جعلت البعض لا يصدق أبداً أن وفاته طبيعية، حتى بالنسبة لأفراد عائلته، وفى تصريحات صحفية أثارت جدلا صاخباً، أعربت ابنته السيدة «هدى» عن اعتقادها بأن والدها قتل بالسم، وإن كان ذلك قد حدث فإن الذى فعلها- فى رأيها- هو السادات، ولكنها استدركت: «لست متأكدة ولا أملك دليلا»، ولم تتوقف هواجس قتل عبدالناصر بالسم عند تلك الرواية، فقد سبقتها اتهامات بأن الطبيب الخاص بعبدالناصر الدكتور على العطفى، كان يدلكه مستخدما السم بعد أن جندته إسرائيل، ولكن ثبت بعد ذلك أن هذا الطبيب لم يدلك عبدالناصر ولم يدخل غرفة نومه أصلا.
 
وظهرت وثيقة سرية بريطانية سنة 94، تقول إن السوفيت تورطوا فى إعطائه علاجاً بالأوكسجين، أثناء رحلته للعلاج فى موسكو، وهم موقنون أنه سيموت بعد ثلاثة أشهر، والعلاج بالأوكسجين يعطى لرواد الفضاء بنسب وضغط معين، لتعويض نقص الأوكسجين لبعدهم عن الجاذبية الأرضية، ويعطى للمرضى فى الحالات المتأخرة فى تضخم عضلة القلب والمشاكل العميقة فى الرئتين، ولكن الأطباء المعالجين لعبدالناصر كذبوا هذه الوثيقة، مؤكدين أن هذه الأعراض لم تظهر على عبدالناصر مثل انفجار الرئتين، نتيجة النسبة الخاطئة التى تتحدث عنها الوثيقة.
 
أسلم عبدالناصر الروح وقلبه معلقا بفلسطين وشعبها، وكان المشهد الأخير فى مطار القاهرة بعد أن ودع أمير الكويت، وقبله كل الزعماء العرب الذين حضروا القمة الطارئة لوقف مذبحة أيلول الأسود، وعاد إلى بيته وطلب كوب عصير، شربه ومات، تاركا ورائه عشرات من علامات الاستفهام حول أسباب الوفاة، تقرير الوفاة الرسمى يقول: إنه تعرض لصدمة قلبية نتيجة تلف عضلة القلب، ولم يوضح التقرير أسباب تلف عضلة القلب، لكنها آلام وأزمات العروبة، الأشد تأثيرا من أمراض القلب والسكر.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

عبد الناصر

تاريخ عظيم لزعيم عظيم

عدد الردود 0

بواسطة:

سياسى غلبان جدا جدا

حب متبادل

أحب عبد الناصر الشعب فأحبه عشق شعبه فعشقه الشعب .ربما مع تجربة جديدة استطاع ان ينهض بمصر زراعيا وصناعيا وتعليميا ولكن نتيجة لبعض الأخطاء غير المسئولة سرقت اهداف الثورة وتحولت الأمور الى اقطاع مع مرور الزمن يوم جميل فى تاريخ مصر والأمة العربية .الشعب الاصيل الفطرى الجميل البسيط اللى مش متعلم باين من تعليقاته السيطة ولكنه نبض للمواطن البسيط .على كل الاحوال نجحت الثورة ولكن لم تحقق كل الاهداف .واخيرا .اتمنى ان يكون هناك وزيرا للتعليم الفنى يستطيع اتخاذ قرارات حاسمة وسريعة تعيد للتعليم الفنى رونقه .اتمنى ان يستمع الى اقتراحاتى .بأن يكون مجموع التعليم الفنى لا يقل عن 220 درجة فى مجالاته الثلاقث التجارى والزراعى والصناعى وأن يتم تخفيض المواد الثقافية بما يتيح سد العجز فى التعليم العام وتعيين كوادر ادارية جديدة وسد العجز فى التعليم الفنى فى التخصصات عن طريق تعيينات جديدة العاء الكنترولات بالنقل والدبلومات داخلية على مستوى الادارة حوافز لا تقل عن 1500 جنيه شهريا لمدير المدرسة بالتعليم الفنى وان يوضع فى منصب مدير ادارة المدرسة نسبة من الارباح لادارة المدرسة والعاملين بالورش الغاء الكتب الدرسية واستبدالها بمنج الكترونى لكل مادة من على النت مما يوفر المليارات .وغيرها الكثير ..كلى امل ان تكون هناك قرارات سريعة جدا لأن المؤتمرات الخاصة بالتعليم الفنى من 30 سنة مجبتش جديد كلها رقص وتطبيل وتصفيق حاد ..كل التهنئة لمصرنا الحبيبة ولامتنا العربية بعيد الثورة ..وجعل مصرنا الحبيبة فى تقدم ورخاء وازدهار

عدد الردود 0

بواسطة:

الأسكندراني

(((( لماذا ...لماذا ))))

...و...و صباح الخير ....أحب المصريون عبد الناصر للأسباب الآتيه ......القضاء على الرأسماليه الوطنيه ....وإنشاء القطاع العام الخاسر ...ملجأ الأونطجيه والكسالى ...نزع ملكية الأراضي الزراعيه واعطاؤها لمن لايستحقوها ....فلم يراعوها حق رعايتها وبوروا معظمها وصارت مزارع مبانى اسمنتيه ....فلقد اعطى من لايملك أرضا لمن يستحق ....فتم تفتيت الاراضي الزراعيه ....تدمير التعليم .....بالمجانيه ...فأصبح مأوى لبلطجيه كسالى ودروس خصوصيه أنهكت الاسره المصريه ...مستنقع اليمن الذي اوحلنا ....ثم الهزيمه المره المخزيه فى 67 و....و.....و......أشياء كثيره تستدعي أن نحب هذا ....الزعيم .....هذا ماكتبه التاربخ ...فنحن لانكتب التاريخ ...فالتاريخ ليس امي اوجاهل انه يكتب نفسه بنفسه ...ونحن فقط نقرأه ...ونتناقله جيلا بعد جيل ..............والله يرحمه ....ويرحمنااااااا .........وخلااااااااااص .

عدد الردود 0

بواسطة:

الأسكندراني

((((( كرم جبر )))))

((( أجبر خاطرنا ..ونقطنا بسكاتك ))) !!!

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي

ما بين الكراهية والحب

نبدأ بمن يكرهون الزعيم فهم أما خريجي مدرسة الاخوان الكارهه والحاقدة على عبد الناصر بسبب عدم اعطائهم الفرصة للأنقضاض على مقاليد الحكم او بسبب حفيد اقطاعي خسر الفدادين والعزب بقانون الاصلاح الزراعي او وريث رأس مالي تأممت شركاته او مابين هذا وذاك ممن يحقدون على ابناء الغلابة ممن استفاد بقطعة ارض زراعية او ابن فلاح بسيط تعلم بالمجان واعتلى اعلى المناصب .... أما اذا قلنا لماذا يحب الناس عبد الناصر طبعا هناك الكثير من الاسباب ذكرها الكاتب ولكني هنا اضيف ( الحب من عند الله ) حب بالفطره عندما تجد شعوب بلاد اخرى كانت لا ترى ولا تعرف حتى صورة عبد الناصر وتحبه بل وتتغني به فهناك شعوب عربية وشعوب افريقية واسيوية وامريكية جنوبية

عدد الردود 0

بواسطة:

حفاة الوطن

احب الناس عبدالناصر لانه انحاز الى الفقراء وحقق العدالة الاجتماعية وهو ما نفتقده حاليا !!

6 مبادئ لثورة 23 يوليو جقق عبدالناصر 5 منها بينما لم يعد متبقيا منها حاليا سوى مبدأ واحد وهو بناء جيش وطنى قوى وهو الذى حمى مصر وقت الشدائد اما باقى المبادئ فهى لم تحقق بعد فنجد ان زعيم الاغلبية بالبرلمان ملياردير لشعب غالبيته من الفقراء وغالبية نواب البرلمان من الاثرياء انفقوا الملايين من اجل الكرسى بينما كنت ترى بعض اعضاء مجلس الشعب ايام عبدالناصر مواطن فقير لا يمتلك سيارة لم يكن ايامهم حيتان الفساد ولو ان مواطنا تعرض للظلم وهدد بالشكوى لعبدالناصر تجد الموظف يستعطفه حتى لايشكوا لعبدالناصر اما الان يقول لك الموظف اعلى مافى خيلك اركبوا لانك لو اشتكيت منه سيرد بنفسه على الشكوى ويقول ان الشضاكى لايستحق !!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

لماذا أحبوا عبد الناصر

أحبوه لأنه وظف الإعلام والقوه الناعمه من الفنانين والعوالم للوصول للشعب السطحي المغفل الذي لا يفهم مما كان يفعله هذا المستبد الذي ضيع البلاد والعباد وأدعوكم لقراءة كتاب كلمتي للمغفلين لجلال كشك كنت من أشد المعجبين بهذا الديكتاتور وكنت أجلس أمام قناة الجزيرة اللي فاقعة مرارتكم لأنها تقول الحقيقة وفاضحة الخسيسي وعصابته اللي سارقه البلد كنت أجلس أمامها كل جمعة لأسمع الهالك هيكل في برنامج تجربة حياة ليحكي عن الزعيم الملهم عبد الناصر وكان يزداد إعجابي له كل حلقة ولكن بعد ما حدث في 3 يوليو 2013 وإنقلاب الخسيسي المشئوم عرفت كم كنت مغفلا لكي أحب هذا الظالم والمستبد والقاتل والذي أسس للدولة العسكرية الفاشية في مصر بإنقلاب 1952 ومن يومها ومصر في إنحدار مستمر وأصبحنا في ذيل الأمم في التعليم والصحة والإقتصاد وأصبحنا نعيش على المعونات والمساعدات من كل الدنيا بسبب هؤلاء العسكر الجهلة الذين تولوا حكم البلاد وهم ليسوا أهلا لها فكيف بعسكري ذو عقل محدود يدير دولة كبيرة مثل مصر بل وصل الحد إن مثل هذا التافه والمسمى بالخسيسي يصير رئيسا جاء على ظهر دبابة لكن عندي أمل أن يفيق هذا الشعب العظيم من غفوته وأن يكنس هذه القذارة التي جثمت على صدر مصرنا الحبيبة من هؤلاء الخونه الذين تنازلوا عن التراب الوطني والذي حرر بدماء شعوبنا وإعلامكم الحقير الدنئ سوف يكنس معهم وتعود مصر نظيفة تشرق من جديد

عدد الردود 0

بواسطة:

الأسكندراني

((((( الأفساد الزراعي )))))

....و....و المعروف ظلما وبهتانا بالاصلاح الزراعي ....فلقد أعطى من لايملك أرضا لمن لايستحق ...فلم يراعوها حق رعايتها ....وتنازعها الورثه ....فتم تفتيتها ....وبيع أغلبها أراضي للبناء ....لزراعة اعمده اسمنتيه ....ريف كان يضاهي الريف الانجليزي ....ونهر ..ورياحات ...وترع أعذب ماءا ...من الدانوب ..والسين ..واللوار ....والآن اصبحت مكبا للنفايات ..وكل يوم ..كل يوم ..كل يوم ...تطالعنا اليوم السابع عن الشكوى المره من امتلاء الترع بالقمامه والحيوانات التافقه ..والزباله .....لو الاراضى أستمرت بيد اصحابها ماكان يجرؤ شخص يرمي فيها قشايه ...اوعود حطب ....ومنهم من ترك الزراعه ...وباع القيراطين الورث المفتت ..وجم المدن ....يعني نصيبه وخراب ديار .........وحلوان .....جنة الله فى الارض ....بالعقليه الثوريه تحولت الى ماهى عليه الآن .............مصنع للحديد والصلب بحلوان ؟؟!!! هوه حلوان فيها مناجم حديد ولا حتى قرب منها ....ده الحديد فى الواحات البحريه ...واسوان ..وحتى كميات غير تجاريه .وطبعا مصنع الحضيض ...محتاج فحم كوك ...فنعمل جنبه مصنع كوك ....لما بقت دندره .......كانت .....عنتريه ...وعنجهيه ....ومشاريع غير مدروسه ........وهاهو مصنع الحضىض واقف مش شغال وحتى مش عارفين نبيعه ..واهو ناس رايحه وجايه الشغل ...و....و.....و.....و......و....لهذا نحبه ........الله يرحمه ...ويرحمناااااااااا........ونقرأ كويس التاريخ ....فالتاريخ لايكذب عندما يتكلم ....ولايتجمل ..ولكن نحن لانجيد القراءه .................وخلاااااااااص .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة