نورا عبد الفتاح تكتب: "رئيس الاتحاد" بدون رئيس وبدون اتحاد

الجمعة، 14 يوليو 2017 02:00 ص
نورا عبد الفتاح تكتب: "رئيس الاتحاد" بدون رئيس وبدون اتحاد  نورا عبد الفتاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

عبارة رئيس اتحاد الملاك، تنم عن شخص ذو هيبة ووقار، توحى بالجاذبية والتميز، تعطى إحساسا بالسيطرة وفرض الأوامر والأحكام.

كما أن اتحاد الملاك أيضٱ مسمى ذو بريق، أقوى ما يميزه أنه اتحاد، من التوحد والانسجام كما من العبارة الشهيرة" الاتحاد قوة".

هناك فقط بعض التعديلات على مدلول كل مسمى من هذين المسميين، ولكن المدلول الواقعى فرئيس اتحاد الملاك، عادة ما يكون إما أكثر السكان تسلطٱ أو أكثرهم فراغٱ، أحيانٱ يتم تقسيم مسئوليته على كل شقق العقار بالتناوب ونادرٱ ما يتم اختياره وغالبٱ ما يتم فرضه فرضٱ من قبل الشخص نفسه، حيث يرى فى نفسه أنه أعقل السكان أو الأكثر خبرة أو الأقدر على حل مشكلات المجموعة.

بعضهم ينشغل بحل المشكلات التى تحل بالعقار انشغال حقيقى ويجتهد بشدة فى إيجاد مخارج لكل أزمة.

الغالبية منهم يستغلون اللقب فى فرض سيطرتهم وممارسة جميع عقدهم ويأمرون وينهون ويتحكمون بل ويذلون شركائهم فى السكن وكأن العقار ملكهم، أعرف رجلٱ من هؤلاء، كان يقنع حراس العقار ورجال الأمن، أنه " صاحب العمارة"، وكان الوحيد الذى يضع سيارته أمام بوابة الدخول ولا أحد يفتح فمه، مع الوضع فى الاعتبار أن "جراج السيارات" على بعد مترين من البوابة، كان يختار الحارس على " كيف كيفه"، ويطرده كذلك على " كيف كيفه"، ولا أحد غير الله يعلم أسباب قبوله للحارس من البداية ولا سبب تسريحه فى النهاية .

كل هذا يتم فى عقارات تدعى" تمليك"، أى أن كل ساكن يملك شقته فهى ليست ملكٱ لهذا الرجل العجيب غالبٱ، الذى يعتبر نفسه " صاحب العمارة"، كما أخبرتك، فكونه مسئولٱ يعطيه الحق فى أن يستجيب السكان لاقتراحاته لا لأوامره، وأن يدفعون المبالغ المستحقة عليهم كاملة ويقدرون مجهوده أن وجد، ولا شىء غير ذلك، أما أن يتحول الأمر إلى سوء معاملة منه أو تعالى على الجيران أو يحل مشكلات تروق له والتى لا تروقه يتركها بالقرون دون حل، أو يترك المشكلة قائمة وينتظر حتى يتوسل له ويتذلل له جميع السكان ويركعون أمامه حتى يعطف عليهم ويحل مشكلة هو جزء منها، فهذا كثير.

لقد تحول من رجل يعالج المشكلات إلى رجل يربى جميع السكان.

ويأتى الدور الآن على المدلول الواقعى لعبارة "اتحاد الملاك"، التى من المفترض أن تعطى انطباعٱ بالائتلاف والاتفاق، الارتباط والامتزاج، التآلف والتكتل، إلى أن يصبح الحال أقرب إلى التفرق والتجزؤ، الانشقاق والانقسام، التشتت والتنازع.

فلا يتفقون على قرار قط، بعضهم لا يكلم الآخر وبعضهم لا يدفع ما عليه دفعه من مبالغ مقابل المياه التى شربها ونظف نفسه وبيته بها، ومقابل الحارس الذى يحرس بيته وينظف عقاره ومقابل كهرباء المصعد ومصابيح الإضاءة داخل العقار، ويقول بكل جبروت " مش دافع" !!!!

بكل الأسى والأسف أجد أن سوء أخلاق أغلب السكان يتناسب طرديٱ مع سوء أخلاق المدعو" رئيس اتحاد الملاك"، فهى دائرة مغلقة لن يخرجوا منها إلا بمجاهدة أحدهما لعقده والتغلب على سوء طباعه، لأن كل منهما يقود للآخر.

يحضرنى دائمٱ كلما تذكرت هذا المسمى مقولة " مارتن لوثر كينج":"علينا أن نتعلم كيف نعيش معٱ كأخوة أو نفنى معٱ كحمقى"، لأننا غالبٱ بهذا الشكل، سنفنى معٱ كحمقى.

ليصبح " رئيس اتحاد الملاك" بدون رئيس وبدون اتحاد، هم فقط ملاك !!.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة