زعلان.. فرحان.. متوتر.. بتحب.. اعرف كل انفعال بيخرج منك بيروح فين فى جسمك.. الكره يتجه للمخ ويغير الكيمياء.. الغضب يستهدف القلب ويسبب الإصابة بالسرطان.. والتوتر يفتك بالمعدة والعلاج فى الحب والضحك

الانفعالات والمشاعر المختلفة تؤثر على أجسادنا دون وعى منا وتتسبب فى مشكلات مرضية لا بأس بها، فالكره يغير كيمياء المخ والتوتر يؤثر على ضربات القلب وانتظامها وكذلك الخصوبة الخاصة بالمرأة، والغضب قد يؤدى إلى السكتات الدماغية بالإضافة إلى الأزمات القلبية، وعلى جانب آخر يأتى الحب ليعالج الجسم ويقلل نسب الكولسترول السيئ، وكذلك يضبط تغيرات المزاج.

وهناك الكثير من الدراسات التى أجريت على هذا الشأن واعتمدتها الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، والتى توضح ما يفعله كل إحساس نمر به فى صحتنا العضوية وليس فقط النفسية، والتى نقدم لك أبرز نتائجها، وكذلك ننقل تفسير أطباء النفس لبعضها.

من أبرز الانفعالات التى تحدث لنا بشكل يومى هى التوتر، حيث قال الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية، إنه أمر فى غاية السوء وله تأثيرات كبيرة على صحة الجسد بشكل خاص، والتى تشمل شد العضلات خاصة عضلات الرقبة وأسفل الظهر وجفاف الريق وزيادة ضربات القلب والمغص والإسهال والإمساك أحيانا، وذلك بجانب المشكلة الأكبر وهو التأثير على خصوبة المرأة.

ووجدت دراسة أجريت بجامعة ستانفورد الأمريكية أن التوتر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

كما أضاف فرويز أن الشخص عندما يشعر بالكره تتغير كيمياء مخه فيقل الدوبامين والسروتونين ومادة  "HT5"، وهو ما يؤدى إلى زيادة مادة النور أدرنالين، ومن ثم تظهر أعراض جسدية مثل جفاف الريق والزغللة والرعشة وزيادة ضربات القلب، وتزيد معها تقلصات المعدة، بالإضافة إلى أن انقباض عضلات الجسم والتملل فى الحركة والنظرات التى تكون لأسفل.

ولفت فرويز إلى أن هناك أمورا وارد حدوثها أيضا مثل الإصابة بالصداع، وتدهور الحالة النفسية إلى الاكتئاب والتوتر والقلق.

ووفقا لما ذكره موقع "psychologies" البريطانى فأجريت دراسة فى ميشيجان على مشاعر الغضب، خاصة عندما لم يتم التنفيس عنها، ووجدت أن الأشخاص الذين يختبرونها يكون لديهم ضعف نسبة خطر الموت من أمراض مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية أو السرطان.

كما أن التنفيس عن طريق الصراخ والدخول فى نوبات هياج أمر يزيد من مضاعفات أخرى مثل ارتفاع فى ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، مما يزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية بنسبة 19% وفقا لدراسة فى كلية جامعة لندن.

الحزن يسبب الآلام

الحزن والاكتئاب والتشاؤم واللامبالاة كلها مشاعر تؤثر على صحتنا بعدة طرق، حيث يرتبط المزاج المنخفض بمستويات منخفضة من السيروتونين والدوبامين، وهى ناقلات عصبية جيدة فى الدماغ، فالسيروتونين يلعب دورا فى تنظيم تصور الألم فى المخ، ويمكن أن يكون السبب فى 45% من آلام المرضى الذين يعانون من الاكتئاب.

الحب يقلل نسب الكولسترول ويحسن صحة الجهاز العصبى

على صعيد آخر، أظهرت دراسة نشرت فى مجلة أبحاث الاتصالات الإنسانية، أنه عندما يقضى الأشخاص ثلاث جلسات لمدة 20 دقيقة فى الأسبوع يكتبون عن أحبائهم، ينخفض الكولسترول فى الدم فى غضون خمسة أسابيع، فالتعبير عن الحب ومشاعر الحنين لديك نحو شريك حياتك يقلل مستويات الكولسترول.

والوقوع فى الحب يرفع مستويات نمو الأعصاب لمدة عام تقريبا، فوفقا لباحثين فى جامعة بافيا فى إيطاليا فإن الجسم يفرز هرمونات خاصة فى بداية الحب تساعد على استعادة الجهاز العصبى والحصول على الهدوء النفسى وتحسن الذاكرة عن طريق تحفيز نمو خلايا الدماغ الجديدة.

الضحك يحد من هرمونات التوتر ويرفع المزاج

اكتشف الدكتور لى بيرك من جامعة لوما ليندا فى ولاية كاليفورنيا، أن مشاهدة فيلم كوميدى والضحك، يؤدى إلى زيادة البيتا الأندورفين بنسبة 27 فى المائة وهى هرمونات مدعمة للمزاج، كما أن هرمون النمو البشرى، الذى يساعد على النوم والإصلاح الخلوى لخلايا الجسم يزيد بنسبة 87 فى المائة.

ومن التأثيرات الجيدة الأخرى للضحك الحد من مستويات هرمونات التوتر الكورتيزول والأدرينالين، ووجد أطباء القلب فى مركز ميريلاند الطبى بجامعة ميريلاند أن الضحك يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأزمة قلبية من خلال الحد من الإجهاد غير المرغوب فيه.