اللعبة الخطرة للحرس الثورى.. خبراء دوليون لـ"اليوم السابع": الهجوم الصاروخى الإيرانى بدير الزور يعقّد الأزمة السورية.. ومحلل: خامنئى أراد ضرب واشنطن وليس داعش.. و"تحرير الأحواز": العمليات فضحت البرنامج الصاروخى

الثلاثاء، 20 يونيو 2017 11:30 م
اللعبة الخطرة للحرس الثورى.. خبراء دوليون لـ"اليوم السابع": الهجوم الصاروخى الإيرانى بدير الزور يعقّد الأزمة السورية.. ومحلل: خامنئى أراد ضرب واشنطن وليس داعش.. و"تحرير الأحواز": العمليات فضحت البرنامج الصاروخى يعقوب حر التسترى
كتب محمد أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجمع خبراء دوليون متخصصون فى الشؤون الإيرانية بجامعات أوروبية، وسياسيون إيرانيون، على أن الهجوم الصاروخى الذى شنه الحرس الثورى الإيرانى على مدينة دير الزور السورية مساء الأحد، يعقد الأزمة السورية ولا يساعد على حلها، معتقدين أن هذه الصواريخ استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية وليس تنظيم الدولة "داعش".

 

الحرس الثورى يعقد الأزمة السورية

فمن جانبه رجح الباحث المتخصص فى الشؤون الإيرانية بجامعة كيل البريطانية، حمدى ملك، أن تؤدى الضربات الصاروخية التى قام بها الحرس الثورى على مواقع فى مدينة دير الزور السورية مساء الأحد، إلى تعقيد الحرب السورية، وفقا لقوله.

حمدى ملك
حمدى ملك

 

وقال ملك فى تصريحات لـ"اليوم السابع" من مقر إقامته بالمملكة المتحدة، إن الأسباب المعلنة للضربات الصاروخية التى شنها الحرس الثورى على مقر قيادات تنظيم الدولة "داعش" فى دير الزور، هى الرد على الهجمات الإرهابية الأخيرة لداعش فى إيران، فى إشارة منه إلى تفجيرات، الأربعاء الدامى، 7 يونيو، والتى استهدفت مقر البرلمان وسط طهران فضلا عن ضريح الخمينى جنوبى العاصمة.

 

وأضاف ملك أن الأسباب المضمرة من العملية على العكس من الأسباب المعلنة، لأن إيران لها تموضع عسكرى حقيقى فى سوريا وكان من الممكن أن تستخدم أدوات أخرى لمعاقبة داعش كما تدعى، غير أنها لم تفعل ذلك، وهنا دليل على الرغبة الإيرانية فى أن تبعث عددا من الرسائل من خلال تلك الضربات الصاروخية.

 

ورأى الخبير فى الشؤون الإيرانية الذى عاش فى إيران لنحو ربع قرن قبل أن ينتقل للإقامة فى بريطانيا، أن رسائل إيران من خلال تلك الهجمات أولا رسالة داخلية للشعب الإيرانى وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة تلك التى أدت إلى شرخ كبير فى المجتمع، وفعلا أدت هذه الهجمات غرضها بأن وقفت أغلبية الكتل السياسية خلفها، حتى أولئك الذين لا يؤيدون النظام، وهم جبهة الإصلاحيين ومناصريهم، وفقا لقوله.

 

أما الجهة الثانية التى وجهت الرسالة لها فهى المملكة العربية السعودية والدول المتحالفة معها والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد صعود الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى قمة السلطة فى واشنطن وتسلمه مقاليد الحكم وتصعيد أمريكا والسعودية من لهجتيها ضد إيران واتخاذ خطوات موحدة من جانب الدولتين لكبح جماح طهران فى المنطقة.

 

وتابع فى حديثه لـ"اليوم السابع": "يبدو أن إيران تحاول إثبات الوجود وتحذير الدول المناهضة لها من العبث بأمنها القومى من منظورها الخاص".

 

وردا على سؤال "اليوم السابع" حول تداعيات العملية قال إنها تعمق من الأزمة السورية وتعقدها؛ لأن هذا اعتراف واضح من إيران بأنها جاهزة على أن تقدم على خطوات تصعيدية أكثر من تلك التى اتخذتها فى السنوات الأخيرة، وخاصة إذا علمنا أن الهجمات الصاروخية تمت بالتشاور مع غرفة التنسيق الرباعية (الروسية ـ الإيرانية ـ العراقية  ـ السورية).

 

واستطرد قائلا: "كما هو واضح فإن هناك تنافسا فى شرقى سوريا بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جهة، ضد إيران وروسيا والحكومة السورية وحلفائهم من جهة أخرى، وإيران استهدفت من وراء ذلك إمالة كفة التوازنات لصالحها".

 

واختتم تصريحاته لـ"اليوم السابع" بالقول: "كانت تلك الضربة العسكرية تكتيكا ذكيا من جانب إيران فمن جهة لا تستطيع أى جهة إدانة الهجوم على داعش، ومن جهة أخرى تسقط أكثر من عصفور بحجر واحد، لكن المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها سيفكرون جديا فى منع إيران من تكرار هذه الخطوة".

 

رسالة إلى واشنطن

فى السياق رأى المحلل والخبير فى الشئون الإيرانية، ميثم بهروش، إن العملية العسكرية التى استهدفت تنظيم داعش فى دير الزور وقالت السلطات الإيرانية إنها بمثابة هجوم انتقامى ضد جماعة إرهابية كان المقصود منها فى الواقع إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بالرغم من أن السلطات ارتأت أن تضع لها غلافا هو محاربة الإرهاب.

 

وأضاف المحلل الإيرانى الذى يعمل باحثا مشاركا فى مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند فى السويد، والمقيم فى العاصمة السويدية ستكوهولم، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أن العملية العسكرية استهدفت توجيه رسالة ضمنية إلى من وصفهم بـ"الصقور فى إدارة ترامب"، خاصة بعد السياسات العسكرية الأمريكية التصاعدية الأخيرة فى شرقى سوريا.

ميثم بهروش
ميثم بهروش

 

وأوضح أن إيران بهذه العملية تظهر فى الواقع استعدادا جريئا لرفع مستوى مشاركتها فى الحرب السورية، وبالتالى مساعدة نظام الأسد على تحقيق مكاسب إقليمية مهمة فى الشرق القريب من الحدود العراقية، كما فعلت فى الغرب من خلال السيطرة على محافظة حلب من المعارضة فى أواخر عام 2016.

 

وردا على سؤال "اليوم السابع" حول ما إذا كان لهذه الضربة العسكرية تداعيات على المدى القريب فى الحرب السورية خاصة بعد التقارير التى أفادت بأن هناك اتفاقا أمريكيا ـ إيرانيا ـ روسيا لوضع خطوط حمراء لمناطق نفوذ القوات داخل سوريا، قال: "لا ننسى أنه فى وقت سابق من نفس اليوم، أسقط الجيش الأمريكى طائرة حربية تابعة للجيش السورى بالقرب من الرقة فى خطوة غير مسبوقة من أجل الدفاع عن القوات الديمقراطية السورية الكردية والتى تتقدم نحو، الرقة، عاصمة داعش".

 

واختتم المحلل الإيرانى تصريحاته بالقول: "وقعت هذه الحادثة للمرة الرابعة فى شهر واحد بينما استهدفت الولايات المتحدة الأمريكية من خلال التحالف الدولى القوات الموالية للأسد فى سوريا، بما فى ذلك تلك التى تدربها وتدعمها طهران".

 

وأعلن المتحدث باسم قوات الحرس الثورى، العميد رمضان شريف، عن إطلاق 6 صواريخ على مقرات داعش فى مدينة دير الزور السورية مساء الأحد، وأضاف أن العمليات تمت استنادا لمعلومات موثقة وأن الهجمات الصاروخية ضد داعش كانت ناجحة.

 

فضح البرنامج الصاروخى للحرس الثورى

بموازاة ذلك قال يعقوب حر التسترى، المتحدث الرسمى باسم حركة النضال العربى لتحرير الأحواز، إن الضربات الصاروخية التى قامت بها قوات الحرس الثورى الإيرانية ضد مدينة دير الزور مساء يوم الأحد أماطت اللثام عن البرنامج الصاروخى الإيرانى الذى تطوره قوات الحرس الثورى.

 

ورأى التسترى فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" من مقر إقامته بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، أن الصواريخ الستة التى أعلنت مؤسسة الحرس الثورى الإيرانى عن إطلاقها على قيادات داعش فى دير الزور نقلت الحديث عن البرنامج الصاروخى الإيرانى من الحيز النظرى إلى الحيز العملى، بمعنى أنها أبانت أمام الرأى العام الدولى أن الحرس الثورى يمتلك ويطور بالفعل صواريخ قادر على ضرب أهداف بعيدة المدى.

يعقوب حر التسترى
يعقوب حر التسترى

 

وردا على سؤال "اليوم السابع" حول الرسائل التى أراد الجنرال محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى إرسالها من خلال تلك العملية، قال التسترى إن كل الأحداث فى المنطقة تدفع فى اتجاه مشروع عربى ولما رأى الإيرانيون أن المشروع العربى آخذ فى التوسع والانتصار وله القدرة على حشد كل الأطراف الدولية لمناهضة السلوك الإيرانى فى الإقليم خاصة بعد القمة العربية ـ الإسلامية ـ الأمريكية كان أن أرادت إيران إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أنها قادرة على تطوير تواجدها العسكرى فى سوريا ولها القدرة على التأثيرفى اتجاهات الحرب السورية الدائرة منذ أكثر من 6 سنوات.

 

وأضاف فى حديثه مع "اليوم السابع"، فى وقت متأخر من مساء الاثنين، أن تلك الضربات تستهدف أيضا إرسالة رسالة إلى الداخل، مفادها أن السلطات الإيرانية قادرة على حماية مصالحها وحماية تواجدها فى الملفات التى تنخرط بها، خاصة بعد الأخبار المتواترة عن تدخل برى كبير للحرس الثورى ضد البلوش فى محافظة سيستان بلوشستان، وقيام عدد من الفصائل المسلحة الداخلية بتهديد حقيقى لدعائم السلطات.

 

واختتم التسترى تصريحاته بالقول: "يجب على الدول العربية أن تتحرك من أجل كسب الدعم الدولى واستصدار موقف أممى يدين إيران، وفضح البرنامج الصاروخى الذى تطوره مؤسسة الحرس الثوى، وفى عمليات دير الزور الدليل الواضح باعتراف الحرس الثورى ذاته".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة