سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 8 مايو 1250.. لويس التاسع يغادر مصر بعد فك أسره بفدية ونقل فلول حملته الصليبية المهزومة

الإثنين، 08 مايو 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 8 مايو 1250.. لويس التاسع يغادر مصر بعد فك أسره بفدية ونقل فلول حملته الصليبية المهزومة لويس التاسع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داهم المرض لويس التاسع ملك فرنسا وهو فى الثلاثين من عمره، فنذر أن يقوم بحملة صليبية جديدة إذا نجا من المرض، ووفقاً للدكتور محمد حلمى أحمد فى كتابه «مصر والشام والصليبيون» عن «طبعة خاصة - القاهرة»: «نجا الرجل فبدأ فى التخطيط للوفاء بنذره، وباركته البابوية، وبدأت بحملة دعائية لم يقدر لها النجاح إلا فى فرنسا»، وفى عام 1248 تحركت حملته وهى «السابعة» فى تاريخ الحملات الصليبية التى «بدأت أولى حملاتها عام 1097 إلى الشام، وبلغ عددها ثمانية، أربعة منها نحو الشام «الأولى والثانية والثالثة والسادسة»، واثنتان ضد مصر «الخامسة والسابعة»، والرابعة ضد القسطنطينية، والثامنة نزلت بشمال إفريقيا، حسبما يؤكد الدكتور سعيد عبدالفتاح عاشور فى الجزء الأول من كتابه «الحركة الصليبية - مكتبة الأنجلو المصرية - القاهرة».
 
كان «لويس التاسع» يجمع فى شخصه وفقاً لحلمى: «الحزم، الشجاعة، القسوة، الفدائية، الصمود، والإخلاص لهدفه، حتى إن المؤرخين أطلقوا عليه «القديس لويس» لكنه افتقد بعد النظر وسلامة التقدير العسكرى للكثير من المواقف، وهذا العيب تحديداً أثر على حملته التى تجمعت فى قبرص ونالت هزيمتها فى المنصورة وتم أسره فيها، ويذكر «حلمى» أنه «صحب معه زوجته واثنين من إخوته وعدداً من كبار النبلاء، وفى قبرص عقد اجتماعا للقادة لبحث موضوع اتجاه الحملة إلى القدس أم مصر؟، ورجحت كفة الاتجاه إلى دمياط فى مصر مباشرة، لتكون بداية الطريق إلى القاهرة».
 
وصلت الحملة قبالة دمياط يوم 4 يونيو 1249، ونزلت فوراً إلى البر وأمامها لويس التاسع يخوض المياه الضحلة وهو يرفع سيفه ودرعه فوق رأسه، حسب تأكيد الدكتور قاسم عبد قاسم فى كتابه «ماهية الحروب الصليبية» عن «عالم المعرفة - الكويت»، مضيفاً: «انسحب المدافعون عن المدينة بسرعة بعد أن ظنوا أن سلطانهم الملك «الصالح أيوب» المريض قد مات «أجريت له جراحة بتر الساق»، وفى أعقاب فرار الجنود والفرسان، فر السكان المذعورون، وهكذا سقطت دمياط دون قتال «6 يونيو 1249».
 
يؤكد «حلمى» أن الملك الصالح أيوب جمع القادة الذين كانوا مكلفين بحماية دمياط، وعددهم ستون ضابطا كبيرا وأمر بشنقهم جميعا على أعواد الشجر، وتوقف الصليبيون بعد ذلك عن مواصلة التقدم من دمياط انتظارا لإمدادات جديدة بينما تراجعت القوات المصرية إلى المنصورة، وانتقل «الصالح» نفسه إلى المدينة ليصبح وسط جنوده وليشارك بنفسه من فراش المرض فى توجيه المعركة»، ورصد مكافآت كبيرة لمن يجيئه برؤوس عدد من الصليبيين، وقام بعض المتطوعين بهجمات سريعة على مواقع الأعداء أزعجتهم وأربكتهم وأسروا عددا منهم أرسلوه إلى القاهرة، وعرضوا بها لرفع الروح المعنوية فى أهلها، وفى أثناء ذلك توفى الملك الصالح أيوب يوم 20 نوفمبر 1249، وأخفى نبأ وفاته زوجته شجرة الدر حتى تتم إجراءات استدعاء ابنه «توران شاه» ليتولى السلطة مكانه.
 
اشتدت المقاومة ضد القوات الصليبية، ويؤكد «قاسم» أنه بينما كانت تتقدم نحو المنصورة فى سرعة، كان الأمير بيبرس الذى صار فيما بعد السلطان الظاهر بيبرس ينظم الدفاع عن المدينة بشكل جيد، واستطاع بيبرس هزيمة الصليبيين، وتم أسر لويس التاسع فى قرية «منية عبدالله» شمال المنصورة، وكان مع لويس فى الأسر أخواه الكونت شارل والكونت ألفونس وانتقلوا إلى دار القاضى فخر الدين بن لقمان فى المنصورة، ويذكر الدكتور محمد سعيد عمران فى كتابه «تاريخ الحروب الصليبية» «دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية»، أنه بعد بضعة أيام فتحت أبواب المفاوضات لفك أسر لويس، وانتهت إلى أن يسلم الملك الفرنسى مدينة دمياط فدية عن نفسه، ويدفع مبلغ «ثمانمائة بيزنط» فدية لأسرى الصليبيين، ويطلق سراح أسرى المسلمين الذين فى حوزته، وأسرى المسلمين فى الشام، وأن يعمل الصليبيون على حفظ الأمن والاستقرار فى جميع البلاد التى تحت أيدى الصليبيين فى بلاد الشام، وأقسم الطرفان على احترام شروط الصلح، ومن فارسكور تم نقل لويس ومن معه من الأسرى فى سفن إلى دمياط، وانتظر لويس لبعض الوقت حيث كانت زوجته تعانى آلام الوضع، وأرسل بعض قواته إلى دمياط لتسليمها للمسلمين فى يوم 7 مايو بعد أن ظلت لمدة عام تحت سيطرة الصليبيين، وفى يوم 8 مايو «مثل هذا اليوم» عام 1250 أقلعت سفن الفرنج حاملة فلول الحملة الصليبية السابعة متجهة إلى عكا بعد أن أنهكتها الهزائم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة