خالد ابوبكر يكتب : ترجع بالسلامة ياريس .. السيسى فى واشنطن .. احترام لمصر فى حربها على الإرهاب .. ورسالة اعتدال وسماحه لكل الشعوب والاديان .. ونفس المسافة بين البيت الأبيض والكرملين

الثلاثاء، 04 أبريل 2017 04:00 م
خالد ابوبكر يكتب : ترجع بالسلامة ياريس .. السيسى فى واشنطن .. احترام لمصر فى حربها على الإرهاب .. ورسالة اعتدال وسماحه لكل الشعوب والاديان .. ونفس المسافة بين البيت الأبيض والكرملين خالد أبو بكر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تأتى زيارة الرئيس السيسى بدعوة رسمية من الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية زيارة رسمية، وللقاء ترامب فى البيت الأبيض، فمنذ ثمانى سنوات لم يقم أى رئيس مصرى بزيارة رسمية للولايات المتحدة الأمريكية، وزيارة السيسى للأمم المتحدة، ولقاء أوباما لم تكن زيارة رسمية لأمريكا، وإنما زيارة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والعالم ينظر إلى السيسى نظرة مختلفة تمامًا عن تلك التى كان ينظرها يوم 30 يونيو، فقد استطاع وبجدارة تصدير مشهد الاعتدال فى الخطاب والسماحة لكل الشعوب، ولم يفرق فى الحرب على الإرهاب بين عربى أو فرنسى أو إنجليزى، وهى لغة يفهمها العالم المتحضر تمامًا ويحترمها، وقد أجادها الرئيس السيسى.

والنجاح الحقيقى الذى حققه الرئيس السيسى وإدارته ملف العلاقات الخارجية يكمن فى شهرته بقوته وجرأته فى مكافحة الإرهاب، فكرًا وحربًا، وهذه الشهرة تتم تنميتها فى أكثر من مناسبة، وأصبح موضوع تجديد الخطاب الدينى مهمة يتولاها الرئيس وينادى بها فى كل الأوقات، وينقلها عنه العالم، فتلاحظ أن كثيرًا من الزعماء والسياسيين يضربون به المثل فى جرأة محاربة الإرهاب، وأيضًا فى دعوته المستمرة لتجديد الخطاب الدينى.

والعلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للبلدين، ولكن يجب أن تكون إدارة ملف العلاقات الأمريكية بقدر كبير من الحرفية والحذر الشديد، فى وجود الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب.

 لكن ما أهم الملفات التى يحملها الرئيس السيسى فى هذه الزيارة؟

أولًا: الشخصية المصرية فى التعامل مع الإدارة الجديدة : على مدى عقود كانت هناك شبه تبعية مصرية للنظام الأمريكى، وكانت للإدارة الأمريكية علاقات وطيدة بمبارك، الذى كان يعتبر أن ذلك أساس للبقاء فى الحكم، وكان لا يخفى على أحد ارتكاز مصر على الولايات المتحدة فى كثير من الملفات. اليوم يجلس السيسى أمام ترامب بعد أن قطع شوطًا تاريخيا فى العلاقات مع موسكو، وهناك تفاهم كبير جد بين الرئيس السيسى والرئيس بوتين، إلا أن هذا الأمر لم يمنع الإدارة المصرية من أن تؤكد فى كل مناسبة أنها لا تسير مع تيار بعينه، ولا تتبع قوة عظمى معينة، وأنها تحرص على علاقاتها بأمريكا كما تحرص على علاقاتها بروسيا، وهذا هو النهج الجديد الذى سيضعه السيسى أمام الإدارة الأمريكية الجديدة، وما أصعب المهمة، فهناك من المواقف ما يحتاج إلى قرار يبين المواقف وسياسة الاستقلال التام عن القوتين العظميين أمر سيتعرض لاختبارات عنيفة، حتى وإن نجحنا فيها حتى الآن.

ثانيًا: التعاون المصرى الأمريكى عسكريًا واقتصاديًا: مازالت أمريكا هى الشريك الاستراتيجى الأول لمصر فى تمويل الأسلحة، على الرغم من أننا فى الفترة الأخيرة حرصنا على تنويع مصادر السلاح، سواء من فرنسا أو روسيا، إلا أن واشنطن مازالت هى المورد الأساسى للسلاح المصرى، ولا أعتقد أن هناك مساعدات اقتصادية كبيرة يمكن أن تذكر عدا موضوعات التسليح، وهذا الملف أيضًا هو أحد أهداف هذه الزيارة، إذ لابد من إعادة التعاون الاقتصادى المصرى الأمريكى، لا سيما أن مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط مرتبطة تمامًا باستقرار مصر.

ثالثًا: القضية الفلسطينية: لعلكم لاحظتم فى الفترة الأخيرة اجتماعات مصريه متعددة الأطراف، لبحث موضوع القضية الفلسطينية، وهذا دور لا مفر منه يجب على مصر القيام به، حتى وإن لم تكن الأمور على ما يرام مع القيادة الفلسطينية الجديدة، فمصر والسعودية والأردن دول أخذت على عاتقها الحديث عن هذه القضية مع الأمريكان، والعالم العربى أيضًا ينتظر نتائج فى هذا الملف، ولا يمكن لرئيس مصرى إلا يتحدث عن هذه القضية فى أية مناسبة دولية.

رابعًا: الحرب على الإرهاب وجماعة الإخوان: وأعتقد أن إدارة ترامب ستستمع أكثر ما تتكلم فى هذا الموضوع، فنحن فى مسرح العمليات، ونحن من نواجه، ولدينا الكثير من المعلومات، والتعاون المصرى الأمريكى فى هذا الشأن مهم للجانبين. أتخيل أن تطلب مصر دعمًا لوجستيًا فى هذا الملف، وأن تكون هناك مصارحة حقيقية لمعرفة الدول التى تمول هذه الجماعات، وسيكون من الذكاء كل الذكاء الربط بين ذلك وبين ما تقوم به جماعة الإخوان الإرهابية من عمليات فى مصر، وهنا يجب مطالبة الإدارة الأمريكية بتعاون واضح فى هذا الملف، ولا يمكن التفرقة بين نشاط هذه الجماعة الإرهابية وبين باقى الجماعات الإرهابية، سواء فى سيناء، أو تلك التى تقوم بنشاطات متعددة فى أوروبا.

هذه هى أهم الملفات، وغيرها الكثير، التى بالتأكيد لابد أن تتطرق إليها المباحثات المصرية الأمريكية، والبعض يهيأ له أن ترامب وقت الترشح والانتخاب سيظل هو ترامب بعد أن دخل البيت الأبيض.. الحقيقة أن أمريكا دولة مؤسسات، فهناك ورقة سيتم وضعها أمام الرئيس ترامب، يجب عليه أن يذكرها كما هى للرئيس السيسى، هذه الورقة يتم إعدادها الآن، وستشمل:

1 - موضوعات تخص الأقباط فى مصر.

2 - المنظمات الدولية العاملة فى مصر، وتمويل بعض المنظمات المحلية،

3 - بعض المحاكمات، لاسيما لبعض من هم على علاقات وطيدة بأمريكا.

4 - الحديث عن حرية الرأى والتعبير.

وأرى أن من هذه الملفات ما يمكن أن نقبل الحديث فيها، وأخرى يجب، وأقول يجب ألا نسمح لأحد أن يتطرق إليها، وهو ما سيخلق الشخصية المصرية الجديدة، وأتخيل أن تكون هناك لقاءات على مستوى القمة بين الرئيس السيسى والزعماء العرب بعد زيارة واشنطن.

إن زيارة البيت الأبيض هى مباراة سياسية من طراز رفيع، سيمثل الفريق المصرى فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى قائدًا، ويعاونه الوزير خالد فوزى، رئيس المخابرات العامة، وسامح شكرى، وزير الخارجية.

وسيكون الرئيس الأمريكى ووزير خارجيته ونائبه الذى له دور لا يستهان به، ممثلين للطرف الثانى.

ولا شك أن للسفارة المصرية فى واشنطن دورًا كبيرًا الآن فى طرح الرؤى على الرئيس، وفى شرح جميع المعطيات الحالية فى ظل الإدارة الأمريكية الجديدة.

أتوقع من الرئيس خطابًا واضحًا محددًا مكتوبًا بعناية فائقة، به رسائل قوية ومحددة، وهذا أهم بكثير من أى مظاهر شعبية أخرى مع تأكيدى على أهميتها.

من الطبيعى أن تكون هناك لقاءات تليفزيونية أمريكية مع الرئيس، نرجو أن يكون قد تم الاستعداد لها تمامًا، والحقيقة أنه ليس لدينا فى مصر ما نخشى الحديث عنه.

طبعًا وبكل المعانى، الدعم الشعبى للرئيس فى شوارع واشنطن مهم جدًا، ولن تستطيع فهم هذا الأمر إلا إذا عايشت واحدة من زيارات الرئيس إلى الولايات المتحدة، وقد كنت من الذين عايشوا أول زيارة للرئيس السيسى إلى أمريكا، وأول خطاب ألقاه فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا تتخيل حجم المواطنين المصريين الذين أتوا من كل الولايات الأمريكية كى يقفوا فى الشوارع لساعات فى انتظار مرور موكب الرئيس لثوان قليلة، أن هؤلاء وطنيون بمعنى الكلمة، أذكر أن هناك أسرًا كاملة تحركت من كندا إلى نيويورك كى تؤازر الرئيس فى زيارته، ووجود هؤلاء بهذه الأعداد أمر مهم جدًا، لاسيما أن جماعة الإخوان الإرهابية تقوم بحشد أنصارها، وتصدر منهم ألفاظ وتصرفات سرعان ما تذوب أمام هذا الحشد الهائل من المصريين المؤيدين للرئيس، لكن يبقى واجبًا على كل مصرى مؤيد سيتواجد فى أمريكا فى هذا التوقيت، سواء كان إعلاميًا أو شخصية عامة أو مواطنًا مصريًا، أن يتحلى بالمظهر اللائق، وألا نسرف فى أمور شكلية، وأن نضع فى اعتبارنا أن كل منا هو سفير لبلده فى هذه الزيارة.

السيسى فى اختبار حقيقى، هل سينجح فى الحفاظ على الاستقلال المصرى فى القرار؟ هل سيحصل على دعم أمريكى مطلق فى الحرب على الإرهاب أم أن هناك فاتورة لابد أن تدفع؟

أسئلة ستجيب عنها هذه الزيارة، المصريون جميعهم يثقون فى رئيسهم، وفى وطنيته وعزة نفسه وإيمانه بكرامة وطنه، وفى حياة الدول أشخاص يأتون كى يقودوا، ورغم ضيق الحال فكبرياؤهم يمنعهم أن يكونوا تابعين.

ذهب زعماء كثيرون إلى واشنطن، ومنهم من انحنى كى يحافظ على كرسى الرئاسة، واليوم السيسى فى واشنطن وقد أجلسه على كرسى الرئاسة الملايين من شعبه، ودون إرادة قوى كثيرة أجنبية، فهو يجلس فى واشنطن ليس مدينًا لأحد بأى شىء، وإنما مدين لشعبه الذى أعطاه ثقة لم يعطها لزعيم قبله.

أتوقع أن تأتى هذه الزيارة بثمار كثيرة فى الأيام القليلة المقبلة، وأعتقد أيها المواطن المصرى أنك تشعر وبحق أنك الآن يحترم العالم قيادتك، ولست تابعًا لأحد، وأنك وقيادتك تلقى الاحترام، سواء فى البيت الأبيض أو الكرملين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة