يطلق عليها مصطلح "دلع بنات" وأسباب لا ترقى لطلب الطلاق لمن يسمع عنها، ولكنها شكلت كارثة وأزمة لمن عاشوا فيها، مع تكرارها بشكل مستمر، ما أدى إلى طلب الانفصال بعد أن غاب التفاهم والود وأصبح العنف الزوجى والانتقام سيد الموقف، رغم قصر الفترة التى تراوحت بين أيام كحد أدنى وشهور كحد الأقصى.
من خلال دفاتر محاكم الأسرة نتعرف على أشهر دعاوى الطلاق السريعة التى أطلق عليها البعض "دلع بنات" واتهموا مقيمها بعدم المسئولية.
رحمة: البيه المحترم حارمنى من "السجاير".. لكن أخته تدخن معندوش مانع
"رحمة ح" تبلغ من العمر27 عاما وهى مستقلة ماديا وتعمل بأحد البنوك بوظيفة "مدير" ومسئولة عن أكثر من 23 موظفا تشرف عليهم وتعاقبهم إذا أخلوا بخطط التطوير التى تطمح لتنفيذها، تزوجت من"مصطفى" رجل أعمال حر بعد قصة حب قصيرة المدة مثل زواجهم تماما.
قالت رحمة: بعد 15 يوما زواج، فى طلب التسوية للخلع الذى أقيم ديسمبر الماضى رقم 4765: أعتمد على نفسى وعافرت ونجحت وسافرت وتعرفت على عادات شعوب مختلفة وأخذت منها الذى يتناسب مع وضعى وكنت أنظر للزواج على أنه تحصيل حاصل وأن الحياة الحقيقية فى الحرية ومستقبلى فى العمل الذى أحبه.
وتابعت: تزوجت بعد مغامرة فاشلة لا ترقى حتى للحب وجدت نفسى مع زوج معقد يسمح لنفسه وأخته بأشياء ويرفضها لى ويعنفنى رغم علمه قبل الزواج بطريقتى فى الحياة من تدخين وخروج ليلا والسفر بمفردى لأكتشف إنه رجعى ويستحيل أن أضيع حياتى معه.
نرمين: بيفسح "صاحباته" لكن أنا لأ.. وبيتكسف منى
"نرمين ش" أصيبت بالبدانة بعد الزواج بسبب الضغط النفسى الذى عاشت به فى كنف زوج أنانى و"بتاع بنات" على حد وصفها لتنتهى قصتها بعد 7 شهور زواج.
قالت فى دعوى الخلع رقم 1077 لسنة 2017: الاهتمام ومراعاة شعورى ليس بالمطلب الكبير ولكنى وقعت مع زوج يعامل الجميع بحنية أو"سهوكة" ومعى فهو "دبش" لا يتلفظ إلا بكلمات كالخناجر جعلتنى أشعر بالسخط على جسدى وحياتى وألزم غرفتى.. وكان يصطحب صديقاته للخروج والسهر والسينما وعندما أطلب منه يحدثنى أنه يشعر بالإحراج منى لبدانتى رغم أنه سبب رئيسى فيها بسبب الضغط النفسى والعصبى الذى جعلنى أصل إلى 95 كيلوجراما.
سها: حماتى عقدتنى
"سها" تبلغ من العمر 21 عاما تملك قدرا محدودا من الجمال ولكنها فى عين زوجها "م ع" ملكة ولكن كيد الحموات عظيم لم يتركها فى حالها وجعلها تتخلى عن حب العمر بعد 5 شهور زواج بحسب وصفها.
وأكدت سها فى دعوى الطلاق للضرر رقم 6632 لسنة 2016 والتى ستنظر جلساتها بشهر مارس: تزوجت فى سن صغيرة وأنا أدرس بالجامعة بعد وقوعى فى حب الدكتور الذى أخذت برفقته كورسات وعشت أجمل سنة قبل الزواج رغم حقد حماتى وغيرتها بشكل مبالغ منى والذى لازمنى بعد الزواج لدرجة مرضى جسديا ومحاولتى الانتحار بسبب سخريتها من شكلى وإحراجى أمام زوجى وأصدقائى رغم بشاعة ملامحها وأخلاقها.
مريم: كأنى متجوزة واحدة صاحبتى
"مريم م" تزوجت لمدة 3 أسابيع من زوجها "نشأت.ع"، وهرعت للهرب من جحيم الحياة الزوجية بسبب خيانته وعدم احترامه لها والإساءة اللفظية لتمكث بعدها سنة كاملة فى منزل أهلها تبحث عن مخرج من قبضة زوجها وتطلب الخلع.
وقالت فى دعواها رقم 632 التى أقيمت أول الشهر الحالى: "مقدرش أشوف خيانته بعينى وأسكت، بعد الزواج اكتشفت إنه شخص مريض بعضلاته وصحوبية البنات والاهتمام بشكله كنت بحس إن نايمة جنب صحبتى من كتر الماسكات اللى بيحطها على وشه عشان يعجب الستات حتى لو كانوا متجوزين ويأخدنى أنا كوبرى عشان ميتقفش".
نريمان: مش عاوزنى أصاحب "ولاد"
"نريمان م" طلقت مرتين فى 11 شهر من زوجها " تامر ج" وفى المرة الثالثة وقفت تطلب الخلع بسبب رفض زوجها علاقتها مع أصدقائها بالعمل والدردشة فى الشات معهم - على حد وصف الزوحة.
وذكرت فى دعوى الخلع التى أقامتها شهر أغسطس الماضى رقم 17565: أعمل مدربة "كابلز" على خوض تجربة الخطوبة والزواج "أيوه باب النجار مخلع" فشلت فى الحفاظ على حياتى الزوجية بسبب عقلية زوجى المريضة وشكه الدائم فى وإتهامى بخيانته إذا ابتسمت فى وجه أخيه حتى، مما جعله يعتدى على كثيرا بالضرب والسب وأصبحت أخاف منه وألجأ للهرب من منزله ومنزل أهلى وأبحث عن العيش بحرية وأمان.
خبير علاقات زوجية: اختلاف الثقافات وتدخل الأهل والأصدقاء سبب الخلافات
وعن كيفية تفكير الرجل والمرأة فى الحياة الزوجية، يقول خالد شهاب محامى الأسرة وخبير العلاقات الزوجية: يختلف تفكير الرجل عن تفكير النساء فى نقاط عديدة ومتباينة فالرجل عملى التفكير والمرأة عاطفية التفكير وهذا يرجع إلى التكوين النفسى والجسمانى .
وتابع: يظن السيدات بعد الزواج أن الرجل يتعامل بنفس طريقتهن بالمشاعر والأحاسيس متناسيات اختلافهن بحسب طبيعة تكوينهن النفسى والجسمانى، لذا فيجب على النساء أن يفهمن كيف يفكر الرجل حتى تستطيع المرأة أن تتعامل معه.
ويلخص خبير العلاقات الزوجية أهم الأسباب المؤدية إلى الطلاق: منها التسرع فى عملية الخطبة والزواج، وكذلك فى عقد القرآن فلا يجرى التأكد من تطابق العادات والتقاليد سواء البيئة الفكرية أو الاجتماعية، عدم قدرة الزوجين أو أى منهما على التكيف مع الآخر، والعناد فى التمسك بالرأى حتى لو كان خاطئا، إذ يجب على الطرفين أن يتقبل كل منهما الآخر، وان يستوعب أحدهما الآخر، خصوصا فى المرحلة الأولى من الزواج التى تعتبر اصعب مرحلة فى عملية التكيف الاجتماعى.. وتدخل ذوى أحد الزوجين أو كليهما فى شؤون الزوجين وهو عادة ما يحدث بسبب ضعف شخصية الزوج أو الزوجة أمام مواجهة مشاكلهما وعدم مواجهتها بل الهروب بها إلى الأهل، اختلاف الثقافة بين الزوجين، وتدخل الرفاق والأصدقاء فى الحياة الزوجية .
