ناجح إبراهيم

عيد الأم.. بين ظاهر النص ومقاصده

الثلاثاء، 21 مارس 2017 11:11 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الأعياد التى لا تشتمل على نسك وعبادة فهى تسمى أعياداً مجازاً لعودتها كل عام

 
يحرم بعض أصحاب التدين الظاهرى الاحتفال بـ«عيد الأم»، وحجتهم فى ذلك ما ثبت عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنه لما هاجر إلى المدينة وجد الصحابة أن يهود المدينة يحتفلون بيومين يلعبون فيهما، أى يتخذونهما عيدًا «فأرادوا الاحتفال بهما فقال لهم صلى الله عليه وسلم: «إن الله قد أبدلكم يومين خيرًا منهما يوم الفطر والأضحى». ويستدلون به أن الإسلام لا يعرف سوى عيدين هما الفطر والأضحى، وبالتالى فإن الأعياد الأخرى لا يجوز الاحتفال بها، ومنها الأعياد الاجتماعية مثل عيد الأم وعيد اليتيم وعيد العلم وعيد الفلاح أو العمال، والوطنية مثل عيد الثورة وعيد النصر وغيرهما.. فضلًا عن الأعياد العقائدية للملل الأخرى ويحتج هؤلاء الدعاة بأن الأم يجب تكريمها فى العام كله وليس فى يوم واحد.
 
وفى المقابل، نرى أن المسلمين عوامًا وخواصًا يحتفلون بعيد الأم، ويشعرون بأثره الفعال فى تربية الأجيال على بر الأمهات، وتذكير الناس بفضل الأم. حيث نرى المسلمين يتسابقون فرادى وجماعات لبر الأمهات وصنع الخير معهن وتعويض ما قصروا فيه معهن طوال العام، وهم فى كل عام يستمعون إلى تلك الفتاوى التى تحرم الاحتفال بـ«عيد الأم»، ولكنهم لا يلتفتون إليها ولا يقتنعون بها.. ويستمرون فى الاحتفال بهذا اليوم، ويرون أن ترك الاحتفال به يحرمهم ويحرم أمهاتهم من خير وبر كثير، ويحرم أولادهم من غرس هذه القيمة العظمى فى نفوسهم. وهكذا يستمر الحال فى كل عام هؤلاء يفتون بالتحريم، وعموم المسلمين المصريين لا يرون فتاواهم تمثل الشريعة أو روح الدين من وجهة نظرهم، فيستمرون أيضًا فى الاحتفال بهذا اليوم.
 
وهكذا تسير الأمور، فلا هؤلاء الدعاة توقفوا قليلًا لإيجاد صيغة شرعية لهذا الأمر تجمع بين الواجب الشرعى والواقع العملى، وتحقق بر الأمهات، أو يعرضوا بديلًا جيدًا عنه يقنع سائر المسلمين به. أما عموم المسلمين فلم يقيموا حوارًا مع هؤلاء الدعاة حول فتواهم وأثرها السيئ فى منع هذا الخير العميم الذى يملأ البيوت بهجة وسعادة وينشر بر الأمهات لدى جميع الأولاد الصغير قبل الكبير والفقير قبل الغنى وفى كل البيئات، حتى أن الرواج التجارى للهدايا يكون فى يوم عيد الأم أكثر منه فى أى يوم آخر بما فيها أيام الأعياد الدينية. هذه الإشكالية تتكرر والتصدى لها يكون شائكًا، ولكنه أفضل من إهمالها وتركها.
 
وقبل الفصل فى الأمر يهمنى أن أذكر القارئ ببعض القضايا الشرعية: أولاً: إننى أتفق مع هؤلاء الدعاة فى أن الإسلام لا يعرف سوى عيدين اثنين هما «الفطر والأضحى». ثانيًا: أن مسمى العيد فى الشرع ينطبق على أمرين مهمين: النسك والعبادة: مثل تكبيرات العيدين وصلاة العيد والإفطار قبل الخروج للمسجد فى عيد الفطر والذبح بعد الصلاة فى عيد الأضحى.. إلخ.. فأى عيد لا تكون فيه نسك وعبادة فهو فى الحقيقة ليس عيدًا بالمعنى الشرعى الذى قصده الرسول «ص» فى الحديث الذى أشرت إليه آنفًا حتى وإن كانت فيه فرحة عامة. الفرحة لعموم المسلمين: وهذه الفرحة تعم النساء «حتى الحائض والنفساء» والأطفال والشيوخ والأسر جميعًا، ليشهدوا الاجتماع الإسلامى النادر الجميل الذى لا يتكرر فى العام إلا مرتين. ثالثًا: أن الأعياد التى لا تشتمل على نسك وعبادة لا تعد أعيادًا فى الشريعة، سواء كانت هذه العبادة صحيحة مثل العبادات فى عيد الفطر وعيد الأضحى.
 
أما الأعياد التى لا تشتمل على نسك وعبادة فهى تسمى أعيادًا مجازًا لعودتها كل عام، وهذه فى حقيقتها ليست أعيادًا بالمعنى الشرعى رغم اشتمالها على فرحة أو برًا أو معروفًا ونحوه، ومن أمثلتها «عيد الأم» وعيد النصر وعيد الثورة وعيد العلم، وهى تشتمل على غرض شرعى صحيح من تكريم الأم أو العلماء الأفذاذ أو المقاتلين العظماء، وهذه كلها مصالح شرعية صحيحة. رابعًا: الاحتجاج بأن مثل هذا الاحتفال لم يحدث فى أيام الرسول «ص» والصحابة والتابعين وتابعيهم احتجاج ضعيف، فليس كل شىء يحدث الآن فى حياتنا قد حدث أيام الرسول والصحابة والتابعين، حتى فى أمور المساجد وطلب العلم وطريقته، وهل كان هناك علم أيام الرسول«ص» يسمى أصول الفقه أو مصطلح الحديث أو علم الرجال ونحو ذلك.. إلخ، وهذا كله يندرج تحت ما يسمى فى أصول الفقه «المصالح المرسلة» وهو ما فيه مصلحة شرعية للناس ولم يأتِ هناك نص بتحريمه أو وجوبه أو ندبه، فالأصل فى الأشياء الإباحة، بخلاف العبادة والعقيدة والأبضاع والدماء، فالأصل فيها الحرمة إلا ما أباحه الشرع الحنيف.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الام

بعيدا عن كل الأقاويل .. إلا أكون ابنا بارا وعبدا شكورا .. إذا كانت الكلمه صدقه فماذا يكون البر بآلام..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود صالح

لا والف لا يابرهامى

شاءت الاقدار ان اعيش فترة طويلة فى البلد المصدر لما يسمى السلفية ولن اذكر اسم البلد ليس خوفا ولكن لعدم احراج الموقع مع علمى ان الجميع يعرفة المهم انى رايت كيف يعيش المواطن هناك بالف وجة - وجه يقابل به الناس ذو لحية كثة وجلباب قصير وكلام مدعوم دائما بقال الله وقال الرسول ووجه اخر فى الخفاء يناقض تماما هذا الوجه الظاهرى قبل ظهور الانترنت وعلى جهاز الفيديو اكبر كمية من الافلام الاباحية تفوق مايملكه صانعوها - احتقار شديد للمراة واعتبارها مخلوق غير كامل للاهلية مهما بلغت من العلم وفرض الوصاية عليها حتى فى ابسط الاشياء - فجور عارم حينما يغادر الشخص فيهم بلده مسافرا الى الخارج - استغلال حاجة الناس وخصوصا الاجانب عن هذا البلد بتشغيلهم مايزيد عن ساعات العمل الرسمية بابخس الاجور هذا عدا النظرة الدونية للجنسيات الاخرى فالحقيقة ان هناك شعوب كثيرة تعتقد انها شعب الله المختار - ناتى للعيد الفطر والاضحى وماادراك مالعيد طبعا هو اجازة رسميه يقنصر الاحتفال به على صلاة العيد فقط يخرجون من المساجد لايهنى احد غيره الا اذا كان يعرفه ثم ينسحب الجميع الى منازلهم وتتحول الشوارع كانها المقابر لاحس ولاحركة اللهم الا من بعض الاجانب الذين يصطحبون عاىلاتهم الى الملاهى او الحداىق - الى السيد ياسر برهامى ابدا لن نكون مثل هؤلاء نعيش بالف وجه لن نكون اعداء للبهجة واللهو البرى فكفانا مانحن فيه لم يفرض احد طقوسا او صلوات لعيد الام حتى نقول انه يبتدع فى الدين ليتنا نخترع كا يوم عيدا اجتماعيا نفرح فيه ليخفف عنا مشاكل الحياة والغلاء الفاحش الذى نعانى منه لو فهمت انت ومن معك تركيبة هذا الشعب لارحت نفسك وارحتنانصيحة اذهب الى هذا البلد وعش معهم فهذا الجو يلاىمك وبهذا تكون ارحت واسترحت

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

عيد الام..

المكفرون بتكريم الام.. الله يرحمنا منكم.. تحرمون علينا الاحتفال بتكريم أمهاتنا فى عيد الام وتدخلوننا في جدل سفسطائي لا نهاية له وتستبيحون تكفير الناس وقتل الابرياء ارحمونا منكم ومن فتواكم وياريت من وجودكم اصلا في حياتنا.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة