تفاصيل ليلة دامية خطف فيها لواء متقاعد وأمين شرطة مفصول سمسار عقارات من كافيه بأكتوبر وقتلوه بالقناطر الخيرية.. صاحب المقهى يكشف ما حدث فى اللقاء الأخير بين الجناة والضحية بسبب "المخدرات"

الإثنين، 20 مارس 2017 10:06 م
تفاصيل ليلة دامية خطف فيها لواء متقاعد وأمين شرطة مفصول سمسار عقارات من كافيه بأكتوبر وقتلوه بالقناطر الخيرية.. صاحب المقهى يكشف ما حدث فى اللقاء الأخير بين الجناة والضحية بسبب "المخدرات" المجنى عليه
كتب أحمد الجعفرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"اقتلوا شوقى" ذلك كان القرار الأخير الذى توصل إليه لواء متقاعد وأمين شرطة مفصول، بعدما فشلوا فى الوصول إلى حل للخلافات المالية الطاحنة التى نشبت بينهم وبين سمسار عقارات يدعى "فريد شوقى"، على صفقات مخدرات تورطوا فيها جميعاً، وكان ذلك القرار بمثابة حكم بالإعدام على التاجر الذى وجد نفسه بين عشية وضحاها محاصراً بين 6 أشخاص أوسعوه ضرباً ولكماً، واقتادوه داخل سيارة ملاكى وذهبوا به إلى أحدى المناطق النائية بالقناطر الخيرية، وهناك أنهوا حياته بدم بارد.

 

المجنى عليه فريد شوقى
المجنى عليه فريد شوقى

 

انتقل "اليوم السابع" إلى المكان الذى شهد المشاجرة التى نشبت بين "فريد" والجناة قبل دقائق من خطفه، وهو على بعد أمتار قليلة من المقهى الذى اجتمعوا فيها فى محاولة بائسة لوضع حل لخلافاتهم، بالحى الثامن بمدينة 6 أكتوبر وبالتحديد أمام كامبوند "فاملى لاند".

 

صاحب المقهى يروى تفاصيل الليلة التى خُطف فيها "فريد" من أمام "الكافيه"

 

الكافيه الذى شهد الواقعة
الكافيه الذى شهد الواقعة

 

التقينا فى بداية مشوارنا برجل سورى الجنسية اتضح لنا ذلك فى البداية من ملامحه ولهجته التى تختلف عن العامية المصرية، وأكد لنا هو ذلك فيما بعد، وتبين أنه صاحب المقهى الذى اجتمع عليه الجناة بالمجنى عليه قبل ساعات من خطفه، والذى قال: إن علاقته بالمجنى عليه بدأت منذ ما يقرب من عام ونصف، حينما بدأ التوافد على المقهى للجلوس عليها، وتوطدت علاقاتهما شيئاً فشىء إلا أنها لم ترتق لأكثر من علاقة بين "قهوجى" وزبون دائم، مشيراً إلى أنه يوم الواقعة حضر المجنى عليه بصحبة أحد أصدقائه الذى اعتاد رؤيته معه فى مرات قليلة ماضية، وظلوا جالسين لفترة على إحدى الطاولات خارج "المقهى".

 

وتابع أثناء حديثه، لـ"اليوم السابع"، أنه فى غضون الساعة الـ10 مساءً، حضر 6 آخرين لا يعرف هوياتهم، مستقلين سيارتين ملاكى، واصطحبوا المجنى عليه إلى خارج المقهى، وحدثت مشادة عنيفة بينهم تطورت إلى مشاجرة، تعدوا خلالها على "فريد" بالضرب المبرح، فحاول الاستنجاد بالمارة، وحينما تجمع الناس وحاولوا حمايته من أيديهم، تدخل عدد منهم وتصدوا لهم، وأخبروهم أنه نصب عليهم فى مبالغ مالية، وأنهم سيصطحبونه إلى قسم الشرطة لتحرير بلاغ ضده، بعدها اصطحبوه معهم فى سيارة ملاكى واختفوا.

 

عامل: المتهمون حاصروا المجنى عليه بالسيارت ومنعوا المواطنين من حمايته

 

المكان الذى خطف منه الضحية
المكان الذى خطف منه الضحية

 

وعلى بعد أمتار قليلة من المقهى يوجد محل حلاويات شهير، التقينا هناك بشاب فى منتصف الثلاثينيات من عمره يدعى "محمود.س" ويعمل بالمحل منذ عدة سنوات وهو شاهد عيان على الواقعة، الذى أكد صحة الراوية التى ذكرها صاحب المقهى، وأضاف أن المتهمين كان بينهم ما يقرب من 3 أشخاص يبدوا أنهم "بودى جاردات" وهذا ما اتضح إليه من خلال قوتهم الجسمانية، وطريقتهم فى تأمين الطريق، مشيراً إلى أنه كان هناك سيارتين تابعتين لهم، إحداهما كانت تراقب الجهة اليسرى من الطريق، والأخرى كانت على الجانب الآخر تراقب حركة السير فى الجهة اليمنى، لمنع المواطنين من حمايته، وعلى الرغم من ذلك لم يكونوا يملكون أى أسلحة، وأنه بعد عدة ساعات من خطفهم فريد، عاد اثنان منهم وأخذوا سيارته الملاكى.

 

تحقيقات النيابة: المتهمون قتلوا المجنى عليه وألقوا بجثته فى القناطر الخيرية

 

فريد شوقى المجنى عليه .
فريد شوقى المجنى عليه

 

وكشفت تحقيقات النيابة الجزء الباقى من قصة خطف "فريد" ومقتله، حيث اقتاده المتهمون بعدما وضعوه عنوة داخل السيارة وتوجهوا به صوب طريق المحور، وحينما وصلوا إلى شارع شهاب بالمهندسين حاول المجنى عليه الاستنجاد بقائدى السيارات بعدما نجح فى فتح باب السيارة ولوح لعدد من المارة لكن دون جدوى، وأفادت التحقيقات، أنه تم العثور على جثة المجنى عليه مقتولًا بمنطقة القناطر الخيرية بالقليبوية، إثر تلقيه ضربة قاضية أعلى مؤخرة رأسه من سلاح نارى.

 

كما كشفت التحقيقات أن المتهمين الرئيسيين المتورطين فى تلك القضية، هما لواء مدنى متقاعد وأمين شرطة مفصول، تورطا مع المجنى عليه فى صفقات تجارة مخدرات، ودخلوا نتيجة لذلك فى خلافات مالية طاحنة، دفعتهما لأن يجتمعوا به فى أحدى الكافيهات فى محاولة أخيرة منهما لحل تلك الخلافات، وحينما وصلا إلى طريق مسدود قررا قتله، ونجحت الأجهزة الأمنية فى إلقاء القبض عليهم، وقررت النيابة حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

 

دقائق أمام منزل "فريد" وروايات الأهالى ..

 

محرر اليوم السابع بموقع الجريمة
محرر اليوم السابع بموقع الجريمة

 

الأوضاع أمام منزل "فريد" الذى أقام فيه لمدة 15 عاماً، كانت تتسم بالحزن، الجميع يبكيه فقد كان بمثابة الابن أو الأخ أو الأب لكل جيرانه، وفقما أكد أهالى منطقته بالحى العاشر بمدينة 6 أكتوبر، ففور وصولنا إلى العقار الذى كان يقطن فيه، فوجئنا بنعى علقه جيرانه أشاروا فيه إلى مكان اقامة عزاء المجنى عليه، حاولنا الوصول إلى أقرب معارفه فأدلنا البعض على محل موبايلات يملكه ابن خالته "محمد فاروق"، وصلنا إلى هناك واستقبلنا "فاروق"، الذى عبر عن حزنه لفقدان "فريد" بتشغيل آيات من القرآن الكريم طوال الوقت.

 

ابن خالة "فريد": كان تربطه علاقات بعدد من قيادات الشرطة ولم يتورط فى تجارة مخدرات

 

فريد شوقى بصحبة طفلته الصغيرة
فريد شوقى بصحبة طفلته الصغيرة

 

ويقول محمد فاروق الذى يبلغ من العمر 37 سنة، إن ابن خالته كان يعمل فى مجال العقارات منذ عدة سنوات، وبدأ ذلك النشاط بالعمل فى شركة "دارك" العقارية، بمنطقة حدائق الأهرام وميدان الرماية، وخلال تلك الفترة تعرف على عدد من الضباط ولواءات الشرطة الذين خصصت لهم العديد من العقارات السكنية فى تلك المنطقة، وتوطدت علاقاتهم به ودخلا فى علاقة عمل كبيرة.

 

وتابع "فاروق"، فى حديثه لـ"اليوم السابع"، أنه تقابل مع ابن خالته يوم اختطافه، وأكد له وجود خلافات بينه وبين أمين شرطة يدعى "عصام.ش"، وشخص آخر يدعى "الصباحى" لواء طيار مدنى متقاعد، إلا أنه لم يحدد طبيعة تلك الخلافات، وأكد له أنه متوجهاً للقائهم من أجل انهاء تلك الخلافات، إلا أنه لم يعُد حتى علم باختطافه وظهور جثته فى منطقة القناطر الخيرية، مشيراً إلى أنه كان يخشى على لقاء "فريد" بهؤلاء الأشخاص وحاول نصحه لأنه يعلم أن هؤلاء الأشخاص، وفق قوله، "يأخذون حقهم بذراعهم".

 

ونفى "فاروق" عن ابن خالته أن يكون متورطا فى نشاط غير مشروع، كما أكدت التحريات الأولية للمباحث والتى أشارت الى تورطه فى تجارة المواد المخدرة، وأنه قتل نتيجة خلافات مع الجناة على صفقة مخدرات، قائلاً: فريد لم يكن له نشاط غير مشروع وهو ميسور الحال ولا يحتاج لأن يسير فى ذلك الطريق، مؤكداً أن عمله فى العقارات كان يدر عليه دخلاً كبيراً، أكبر بكثير من الدخل الذى كان من الممكن أن يحققه أذا تورط فى عمليات اتجار غير مشروعة.

 

جيران المجنى عليه: أقام بيننا 15 عاماً وكان حسن الخلق ولم نصدق مقتله بتلك الطريقة

 

المنطقة التى كان يسكن فيها
المنطقة التى كان يسكن فيها

 

فور انتهاء حديثنا مع "فاروق" حاولنا التواصل مع الجيرن، وللمصادفة لم نجد كبيراً أو صغيراً فى المنطقة إلا وله ذكرى ولو صغيرةً مع "فريد"، ومن بين هؤلاء تحدثنا مع "أم آية" سيدة فى الثلاثينيات من عمرها، وتملك محل خياطة فى العقار الذى يقطن فيه المجنى عليه، والتى قالت: إن أسرة فريد جاءت إلى مدينة 6 أكتوبر منذ أكثر من 15 عاماً، وطوال تلك الفترة لم يكن بينهم ثمة خلافات مع أحد، مشيرةً إلى أن والد المجنى عليه يتسم بحسن السيرة والجوار، وكان دائماً ما يصل جيرانه ويودهم، مشيراً الى أن فريد الأبن الأكبر على 3 أشقاء، وهو متزوج منذ عدة سنوات ولديه طفلان.

 

العقار الذى كان يقطن فيه المجنى عليه
العقار الذى كان يقطن فيه المجنى عليه

 

"لم أصدق مقتله بتلك الطريقة البشعة"، هكذا بدأ شعبان الأزهرى 57 عاماً صاحب محل "تنجيد" بالعقار المجاور لعقار المجنى عليه حديثه، هو رجل يبدو عليه ملامح الهدوء والأتزان، وفور أن وصلنا إليه رحب بنا بابتسامة هادئة، وأكد لنا انه يعرف أسرة "فريد" منذ أن كانوا يقيمون بمنطقة إمبابة فى الجيزة قبل 15 عاماً، وانهم ساعدوه فى الإقامة وفتح مشروع تجارى فى مدينة 6 أكتوبر منذ 5 سنوات، وانه حينما علم بخطفه ومقتله لم يصدق ما حدث له، خاصة أنه لم يكن له أى عداءات، وأن الجميع كانوا يكنون له الاحترام، وهو كان دائم الإحسان ومساعدة الناس ولم يكن يترك أحد فى ضيقة أبداً.

 

نعى المجنى عليه أمام منزله بأكتوبر
نعى المجنى عليه أمام منزله بأكتوبر









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

Osama

فعلا

بلطجه وصياعه ومفيش قانون بيطبق يبقي الناس ليها حق تعمل اكتر من كده

عدد الردود 0

بواسطة:

سيد

اين الامن ؟

لو فى اكمنة شرطة فى الطريق ما كان حدث مثل هذة الجرائم.

عدد الردود 0

بواسطة:

طرازان

سوق السلاح

لو كان فعلا فريد شوقي بيتاجر في الحشيش و بيقتل في الشباب زي ما ساعد محمود المليجي في قتل صلاح يبقي لا تجوز الرحمه عليه و الهي يتحرق في نار جهنم علي فحم كوك

عدد الردود 0

بواسطة:

عاشق مصر

الله يعينك ياريس

ياريس عشان البلد دي تنضف بجد يجب عدم دخول هؤلاء المجرمين السجن بل الاعدام

عدد الردود 0

بواسطة:

Ali

غابه

الجريمه يوم بعد الآخر في ازدياد.

عدد الردود 0

بواسطة:

يسري ابو الوفا

اين هيبة الدولة

بصرف النظر على طبيعة الخلاف ، ومهنه كل واحد من أطراف الصراع ،سواء كانت شريفة او غير ذلك؛ أن يحدث اختطاف لشخص ما ويستغيث في منطقة غير نائية ؛ في شارع مزدحم وليس هناك اي رد فعل من الشرطة رغم إمكاناتها والسلطات الواسعة المخولة لها ؛ فأعتقد انه ليس هناك هناك قانون وأصبحت غابة .

عدد الردود 0

بواسطة:

تامر

تعليق 3

امين -

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

نعم

اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين ايديهم سالمين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد علي

لسة فية امل !

نلاحظ في الاونة الاخيرة تزايد القبض علي ظباط شرطة منحرفين وهو مايعني رفع الغطاء عن القلة المنحرفة في هذا القطاع المهم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة