"كذب المنجمون ولو صدفوا".. يخدعون زبائنهم بحبل الوصال ودهان شعير وحبر أحمر وريشة طائر.. دجال السائحين: أكل العيش مر ومحدش اشتكى منى.. وخبراء: قانون العقوبات لا يجرم أفعالهم وأقصى عقوبة الحبس 3 سنوات

الإثنين، 06 فبراير 2017 11:14 م
"كذب المنجمون ولو صدفوا".. يخدعون زبائنهم بحبل الوصال ودهان شعير وحبر أحمر وريشة طائر.. دجال السائحين: أكل العيش مر ومحدش اشتكى منى.. وخبراء: قانون العقوبات لا يجرم أفعالهم وأقصى عقوبة الحبس 3 سنوات أادوات دجل وشعوذة
كتب أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت الآونة الأخيرة ضبط عشرات المشعوذين والدجالين، بعد أن توجيه الأجهزة الأمنية عدة ضربات موجعة لهم، للقضاء على هذه الظاهرة المتأصلة فى المجتمع المصرى لطبيعة الموروث الثقافى والشعبى، ومن هذا المنطلق، ومن باب الوصول إلى معرفة الأسباب وراء الانتشار الرهيب ووجود عقوبات رادعة لتحجيم هذه الظاهرة والقضاء عليها.

شعبان سعيد المحامى

شعبان سعيد المحامى

لا يوجد مادة فى قانون العقوبات تجرم السحر والشعوذة والدجل بشكل مباشر، ويتم التعامل مع هذه الجرائم بموجب المادة 336 من قانون العقوبات، بهذه العبارة بدأ شعبان سعيد المحامى بالنقض، حديثه لـ"اليوم السابع" مؤكدًا على أن العقوبة المقررة لجرائم الدجل والشعوذة والنصب تبدأ من 24 ساعة حبس إلى 3 سنوات.

 

وأبدى المحامى بالنقض، رضاه عن العقوبة مشددًا على أنها رادعة وكافية للجريمة، مطالبا المحقق بتأكد من توافر جانب الرضا والقوة فى الجرائم الخاصة بتعرض بعض السيدات القاصرات فى العلم والثقافة والدين لعمليات ابتزاز جنسى بغرض الإنجاب.

 

وتابع سعيد: "إذا ثبت أن المشعوذ مارس الجنس مع ضحاياها دون رغبتهم وتحت القوة أو باستخدام المخدر فأن القضية تتحول من جنحة نصب إلى جناية هتك عرض وقد تصل إلى جريمة اغتصاب"، منوهًا أن هناك بعض المترددات على الدجالين لأكثر من مرة على الرغم من تعرضها لممارسات جنسية وحرصها إلى العودة مرة أخرى، لافتًا إلى أن تلك الحالات تكون العلاقة الجنسية بالرضا بين الطرفين ولا يوجد بها أركان جريمة الاغتصاب بالقوة.

 

وطالب المحامى بالنقض، بالتفريق بين أمرين فى ظهور بعض المفسرين للأحلام وظهور الدجالين على وسائل الإعلام، مؤكدًا على أن تفسير الأحلام من العلوم التى لها أساس دينى، وهناك أحاديث نبوية تتحدث عنها، لكن الدجالين الذين يتم استضافتهم على بعض القنوات للقيام بالسحر والشعوذة ليس عليهم جرم واضح ولا يدخل فى نطاق النصب لعدم وجود مجنى عليه، مطالبًا بمحاسبة مستضيفيهم وفقا لقانون الإعلام الجديد لعدم الاعتماد على هذه المواد لجذب المواطنين.

 

وفى السياق ذاته قال طاهر أبو النصر المحامى بالنقض، إن جرائم الدجل والشعوذة تندرج فى نطاق جرائم النصب والاحتيال.

 

وأوضح أبو النصر، لـ"اليوم السابع" أن تطبيق القانون بشكل عام على الجميع هو الذى يخلق نوع من الردع العام، مؤكدًا على أن الأهم من تعديل النص فى قانون العقوبات ملائمة العقوبة وضع آلية لتطبيق القانون.

 

وحمل المحامى بالنقض رجال الأزهر وعلماء الدين والأطباء مسئولية مواجهة هذه الموجة من المشعوذين والدجالين الذين ينتشرون على وسائل الإعلام والقنوات الخاصة للترويج لأفكارهم، باعتبار أن هذه المنطقة الخاصة بالعلاج الروحانى وتفسير الأحلام منطقة شائكة ومجال تماس مع الجانب الدينى.

 

وفى سياق متصل، قالت الدكتورة سامية الساعاتى أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الدجل والشعوذة مادة لن تنضب حتى نهاية العالم، مضيفة: "العجز والخوف هما القدمين الذى يقف عليهم السحر والشعوذة باقين إلى أمد الدهر، دائما الأشخاص يتعرضون للخوف من المستقبل والعجز سواء البدنى أو النفسى لذلك فأنهم يسعون إلى هؤلاء الدجالين للاستعانة بهم فى تهدئة النفس".

 

سامية الساعاتى استاذة علم الاجتماع
سامية الساعاتى أستاذ علم الاجتماع

 

وأكدت الساعاتى، على أن الدين والإيمان والعلم هم سلاح محاربة تلك الظاهرة والتقليل من ضراوتها ولكن لن تقضى عليها، مضيفة أن الدجل منتشر فى دول العالم الأول والدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، متابعة: "ورجال الفضاء يضعون تمائم فى جيوبهم خلال رحلاتهم إلى الفضاء بالرغم من درجة علمهم وثقافتهم" – حسب قولها.

 

وشددت أستاذ علم الاجتماع، على ضرورة عدم محاربة هذه الظاهرة، بالإضافة إلى دراستها لمعرفة درجة تأثيرها على المواطنين لما لها من دور وظيفى خاصة وأن الموروث الثقافى لدينا قائم منذ الفراعنة على دراسة السحر والعلم؟

 

وكشفت الساعاتى، عن تلقيها  من سحرة جراء تأليفها كتاب "السحر والمجمتع" عن أول خريطة سحرية للمصريين، وكشف عن عدم وجود فارق بين العالم والجاهل والمثقف والأمى حول هذه الظاهرة، مشددة على ضرورة تحجيم ظهور الدجالين والمشعوذين على وسائل الإعلام بغرض المقابل المادى، مضيفة: "المصيبة إن تخريب العقول وتغيبها أصبح ديلفرى يصل إلى كل بيت دون الحاجة إلى الذهاب إلى المشعوذين".

 

دجال السائحين: أكل العيش مر ومحدش اشتكى منى

ومن أبرز الوقائع التى تم ضبطها خلال شهر يناير 2017، "دجال السائحين"، حيث برع الشاب " خليل. خ " 31 سنة، وشهرته "إبراهيم النسر"، فى إجادة اللغات الأجنبية واستغل هذه الميزة فى عمل إجرامى بعدما استطاع جذب عدد من السائحين من خلال أسلوبه وطريقته فى الدجل والشعوذة، حيث لقب بأشهر دجال ومشعوذ تخصص فى النصب على السائحين العرب وممارسة الأعمال المنافية للآداب مع بعض السيدات من ضحاياه، حتى بلغ صيته لمباحث شرطة السياحة والآثار والتى ألقت القبض عليه وبعرضه على النيابة العامة قررت إحالته للمحاكمة العاجلة محبوسا.

 

تبين من تحقيقات النيابة، قيام المتهم بإنشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى باسم "الشيخ إبراهيم النسر" لأعمال الدجل والشعوذة، واستعداده لجلب الحبيب وإرجاع المطلقات وعلاج البرود الجنسى، وزواج العانس، وفك السحر بجميع أنواعه، وذاع صيته فى الفنادق الكبرى بين السائحين.

 

واستخدم مواقع التواصل الاجتماعى للترويج عن نفسه بغرض ممارسة الدجل والشعوذة، بالإضافة ممارسة الرذيلة مع السائحات العرب بدعوى علاجهن من البرود الجنسى وإعادتها إلى زوجها سعيدة، مستخدما فى ذلك أدوات خاصة بالسحر أبرزها مادة حمراء مكتوب عليها "زئبق".

 

وعثر بحوزة المتهم على "زجاجة مسك أبيض، وزجاجة زيت أحمر يستخدمها فى النصب على أنه زئبق أحمر، وبعض الأحجار، ومسحوق لبان دكر، وبخور على شكل ثعابين وعقارب، وسبحة خشبية كبيرة، وبيض".

 

وبمواجهته اعترف قائلا: "أكل العيش مر، وأنا بشتغل من بدرى ومحدش اشتكى منى".

 

 "حبل الوصال ودهان شعير وحبر أحمر وريشة طائر" أدوات دجال الوايلى

 

وفى أواخر شهر يناير 2017 أيضا ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة القبض على دجال يقوم بالنصب على المواطنين وإيهامهم بقدرته على تسهيل قضاء حوائجهم بدعوى أعمال السحر والشعوذة.

 

استغل ياسر.ع.م.ع. 49 سنة عاطل، من جهل أهل منطقته لإيهامهم بقدرته على حل مشاكلهم اليومية من خوف ومرض وأتخذ من مسكنه مكانا لمزاولة أعمال السحر والشعوذة والنصب على المواطنين.

 

وعثر بداخل مسكنه على 4 كتب خاصة بأعمال السحر والشعوذة، أبرازها "حبل الوصال الخاص بحفلات الزفاف، وبخور بأنواع مختلفة، ودهان شعير، وزيت زيتون، وحبر أحمر، وريشة طائر، ومبخرة كبيرة الحجم".

 

15 صورة فوتوغرافية لفتيات على هاتف دجال السيدة زينب

وخلال شهر يناير أيضا ألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، القبض على "عمرو.ح" 45 سنة عاطل؛ لاتهامه بممارسة أعمال السحر والشعوذة والنصب على المواطنين بالسيدة زينب.

 

كشفت تحقيقات النيابة العامة اتخاذ المتهم من مسكنه مكانًا لمزاولة نشاط مخالف للقانون وممارسة أعمال الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين، وعثر بحوزته على أحجار كريمة، وحجر على شكل سمكة، وزيت قرنفل ومسحوق أبيض اللون مجهول المصدر، وزجاجة بداخلها سائل أحمر اللون معد للكتابة على الأوراق باللون الأحمر.

 

كما تم ضبط زجاجة بنية اللون بداخلها سائل أحمر اللون معد للكتابة على الأوراق، وعدد 9 تعويذات مدون عليها بالخطوط الحمراء، و15 صورة فوتوغرافية لفتيات وهاتف محمول، ومبلغ مالى قدره 1100 جنيه، وزجاجة مدون عليها "زيت إسرائيلى مطحون"، وعدد 5 أكياس بلاستيكية شفافة اللون بداخلها مساحيق مختلفة الألوان والأشكال تستخدم فى أعمال السحر والشعوذة.

 

كما تم العثور على أحد المواطنين يدعى "محمود.ح" 52 سنة ميكانيكى، داخل منزل المتهم، وبسؤاله عن سبب تواجده، أقر بأنه حضر للمتهم لحل المشاكل الأسرية بينه وبين زوجته عن طريق أعمال السحر والشعوذة مقابل مبلغ مالى 3000 جنيه.

 

اعترف المتهم بحيازته للمضبوطات لمزاولة أعمال السحر والشعوذة، والنصب على المواطنين، عقب إيهامهم بقدرته على تسهيل وقضاء حوائجهم ورد الاعتداءات.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة