ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قال خلال اجتماع المجلس الوزارى السياسى – الأمنى المصغر أمس، أنه فى أعقاب طلب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كبح البناء فى مستوطنات الضفة الغربية، سيكون من الصعب تنفيذ قرار بناء مستوطنة جديدة لمستوطنى بؤرة عمونا الاستيطانية العشوائية (قرب رام الله) سابقا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعين اطلعا على تفاصيل الجلسة، أن نتنياهو قال للوزراء إنه كما يبدو لن يكون مفر من العثور على حل آخر لمستوطنى عمونا، فى ضوء الالتزام الذى قطعه لهم ببناء مستوطنة جديدة.
وقال أحد المسؤولين أن نتنياهو أكد بأن الموضوع الرئيسى الذى يحاول دفعه أمام الرئيس ترامب هو مواجهة التهديد الايرانى وأن هذه المسألة مطروحة فى مقدمة جدول الأولويات وعلى حساب قضايا أخرى، كانشاء مستوطنة جديدة.
وكان نتنياهو قد استعرض خلال جلسة الحكومة التى عقدت قبل جلسة المجلس الوزارى المصغر، نتائج زيارته إلى واشنطن واجتماعه بالرئيس ترامب، وسأل الوزراء نفتالى بينت واييلت شكيد واورى اريئيل رئيس الحكومة عما سيؤول إليه مصير المستوطنة الجديدة التى وعد بإقامتها لمستوطنى عمونة، وأكدوا أنه يجب تنفيذ هذا الالتزام.
وعمل نتنياهو خلال دقائق طويلة على الشرح للوزراء بأن ترامب على استعداد للتوصل إلى تنسيق كبير مع إسرائيل فى المسائل الأمنية الاستراتيجية، وأوضح لهم أنه رغم ضرورة العثور على حل لمستوطنى عمونة إلا أن اقامة المستوطنة ليست مطروحة فى مقدمة جدول الأولويات. وقال "مع كل الاحترام لعمونا، يجب الآن التركيز على التنسيق مع ترامب فى موضوع إيران، هذا هو الموضوع المطروح فى مقدمة جدول الأولويات، لا يهمنى عدد التغاريد التى سيكتبها الناس هنا على تويتر".
وقال نتنياهو لأعضاء المجلس الوزارى المصغر إنه يوجد خلاف بين اسرائيل وإدارة ترامب فى موضوع البناء فى المستوطنات، وأنه تم تشكيل طاقم مشترك برئاسة السفير الاسرائيلى لدى واشنطن، رون دريمر، ومبعوث الرئيس ترامب لشؤون المفاوضات الدولية جيسون جرينبلات، لمحاولة التوصل إلى تفاهمات.
ويشار إلى أنه بعد أول لقاء بين نتنياهو وأوباما أيضا فى مايو 2009، تم تشكيل طاقم مشترك لموضوع البناء فى المستوطنات. وبعد نصف سنة من تشكيل ذلك الطاقم وافق نتنياهو على تجميد البناء جزئيا لمدة عشرة اشهر.
بدورها، قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" فى عددها اليوم إنه فى تعقيب ديوان نتنياهو على قول رئيس الحكومة، بأنه سيكون من الصعب تنفيذ قرار بناء مستوطنة جديدة لمستوطنى عمونا، جاء بأن رئيس الحكومة لم يتراجع عن اقامة المستوطنة، وإنما يريد عمل ذلك من خلال التنسيق مع إدارة الرئيس الأمريكى ترامب.
فى هذا السياق أعربت مصادر فى حزب الليكود عن تقديرها بأن الائتلاف الحكومى الحالى لن يصمد إذا لم يتم توفير حل لمستوطنى عمونة يعتمد على الالتزام نحوهم. وفى هذا الموضوع، تظاهر مستوطنو عمونا أمام دار الحكومة، أمس، وطالبوا باحترام الاتفاق الموقع معهم، وإقامة مستوطنة جديدة لهم.
