قال الباحث الأثرى على أبودشيش باحث فى الآثار المصرية إن المتخصصين فى علم الأعشاب عند الفراعنة كانوا دائما التجول فى الحقول والصحارى لجمع النباتات الطبية، التى استخدموها فى علاج الأمراض، كما قاموا بزراعتها فى حدائق خاصة لتسهيل عملية العلاج وكلمة الصيدلة مأخوذ من الفراعنة و(فارماكا) وتعنى مانح الشفاء.
وأوضح الباحث الأثرى على أبودشيش أن مصر القديمة اشتهرت بعقاقيرها ووفره سمومها وعرفوا معظم الأمراض، ومن خلال ذلك لقد ابتكروا طرق للعلاج عن طريق البيئة وما فيها من أعشاب فكانت طرقهم فى العلاج لا تختلف كثير عما نحن فيه الآن فقد استعلوا الأمزجة والمراهم والحقن الشرجية ووضعوا فيها العقاقير واهتموا بالعلاج العشبى أكثر من غيره وكان هذا الدواء من أهم أركان العلاج.
وتابع كان هؤلاء القوم يستعملون كل النبات وورقة وبذوره أو فاكهته أو عصيره أو جذوره وكان السائل الذى تتعاطى فيه وتحضر فيه العقاقير هو الماء أو اللبن أو السهد أو النبيذ أو الجعة.
أما عن الدهان والمروخ، قال باحث الآثار المصرية، فإن أغلب وصفاتها تحتوى على الشهد أو الصمغ أو الراتنج أو الشحوم الحيوانية وكانوا يتعاطون هذه العقاقير بشكل مسحوق أو منقوع أو مغلى.
أما عن العلاج الموضوعى فكان للتدليك أو الدهان أو بشكل لبخ، وكثيرا ما وصفوا الحبوب والأقراص المستحلبة والأقماع، وكانوا يذكرون آخر كل وصفة طريقة الاستعمال، فيقولون يؤخذ الدواء ليلا ونهارا قبيل أو بعد الغذاء، وتوصلوا أيضا إلى علاجى خارجى عن طريق الأقماع.
وصفات الفراعنة تبدأ باسم المرض فقالوا مثلاً
علاج لقتل ثعبان البطن وعلاج لإيقاف الإسهال وعلاج لإنبات شعر الأصلع وفى نهاية كل وصفة يذكون كيفيه التحضير مثل الغلى أو السحق، قشر الرومان لقتل دوده الإسكارس، والخروع لعلاج الجروح وإنماء الشعر، واستخدموا رشه النسر نقاطه تنقط بها قطرة العين. وتداوى بالبخور لأمراض الشرج كما تداوى بالا بخره لأمراض الجهاز التنفسى، وكبد الثور المشوى لعلاج العشى الليلى وثمره النبق ضد الصرع، وصفوا العسل لعلاج التهاب العينيين ولتحسين الأبصار وعلاج الحروق، وكانت المراهم مزج العقار بدهن الحيوان وكانت المروخ عبارة عن مزج العقار مع زيت الزيتون أو زيت الخروع.
ومن أهم العقاقير النباتية: العنب والبلح والخيار والبصل والكرات والقمح والشعير.
ومن أهم العقاقير الحيوانية زيت السمك والضفدع والكبد وعسل النحل.
