فلسطين على أعتاب "ابرتهايد".. اليمين اليهودى يسارع لدفن "حل الدولتين" وارتياح من تصريحات ترامب مع نتنياهو.. والمتطرفون: نجحنا فى إنزال علمهم عن السارية واستبداله بعلم إسرائيل ودولتهم فى غزة والأردن

الخميس، 16 فبراير 2017 08:01 م
فلسطين على أعتاب "ابرتهايد".. اليمين اليهودى يسارع لدفن "حل الدولتين" وارتياح من تصريحات ترامب مع نتنياهو.. والمتطرفون: نجحنا فى إنزال علمهم عن السارية واستبداله بعلم إسرائيل ودولتهم فى غزة والأردن نتنياهو وترامب فى البيت الأبيض
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى الوقت الذى سارع فيه العديد من وزراء ونواب اليمين اليهودى المتطرف لإظهار ابتهاجهم بالتصريحات التى صدرت عن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى "البيت الأبيض" أمس الأربعاء، واعتبار قوله بأنه سيؤيد أى حل يختاره الجانبان، بمثابة دفن لرؤية الدولتين، وانتظار مستقبل مظلم لفلسطين بتطبيق نظام "ابرتهايد" إسرائيلى عنصرى ضدها.

 
نتنياهو وترامب  (2)

وعلى الفور أعلنت السلطة الفلسطينية تمسكها بهذا الحل فيما تهرب نتنياهو من تأكيد التزامه به، وواصل تكرار هجماته على الفلسطينيين.

 

دفن "حل الدولتين"

 

وفى أوساط اليمين المتطرف ساد الفرح تجاه تصريحات ترامب، وسارع قادته، بشكل خاص فى حزبى "البيت اليهودى" و"الليكود"، إلى الإعلان، عن دفن رؤية الدولتين، وذلك فى أعقاب المؤتمر الصحفى المشترك لترامب ونتنياهو.

نتنياهو وترامب  (1)

وقال وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينت زعيم حزب "البيت اليهودى"، الذى ضغط على نتنياهو لكى يتنصل من الاعتراف بالدولة الفلسطينية: "أنه تم اليوم إنزال علم فلسطين عن السارية واستبداله بعلم إسرائيل.. الفلسطينيون يملكون دولتين: فى غزة والأردن، لا حاجة لدولة ثالثة".

 

وأضاف الوزير المتطرف: "أنا أحيى رئيس الحكومة الإسرائيلية الذى اتخذ هذا القرار الصحيح، وأظهر القيادة والجرأة وحصن أمن إسرائيل وسيادتها".

نتنياهو وترامب  (3)

من جهتها أكدت زميلته فى الحزب وزيرة القضاء المتطرفة أيضا إييلت شاكيد، الالتزام العلنى بعيد المدى لترامب بمنع إيران من الحصول على سلاح نووى فى المستقبل.

نتنياهو وترامب  (1)

فيما قال وزير الأمن الداخلى جلعاد أردان من "الليكود": "إن تصريحات ترامب تثبت أننا فى عهد جديد، فالمواقف التى عبر عنها الرئيس الأمريكى تدل على الفهم بأن حل الدولتين ليس الحل الوحيد لتحقيق السلام، وأنه حان الوقت لقلب المعادلة وتفعيل الضغط على الجانب الفلسطينى".

 

فيما ترجمت وزيرة الثقافة والرياضة ميرى ريجف من حزب "الليكود" تصريح ترامب إلى رسالة عملية، وقالت: "انتهى عهد التجميد، انتهى تجميد الاستيطان فى الضفة الغربية، انتهى تجميد العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، اليوم بدأ فى واشنطن عهد جديد".

 

وقال زميلها الوزير أوفير اوكونيس: "تم أخيرا الانتهاء من الفكرة الخاطئة والخطيرة وهى: إقامة دولة إرهاب فلسطينية فى قلب أرض إسرائيل، الرئيس ترامب أيضا يفهم أن صيغة حل الدولتين لن تحقق السلام فى الشرق الأوسط، وأنه يجب العثور على حلول أخرى من أجل تحقيق السلام"، على حد قوله.

نتنياهو وترامب  (4)

فى المقابل قال رئيس المعارضة الإسرائيلية ورئيس كتلة "المعسكر الصهيونى" يتسحاق هرتسوج: "إنه كان من المخجل رؤية نتانياهو يتلوى ويتلوى فقط من أجل التهرب من فكرة الانفصال عن الفلسطينيين بصورة حل الدولتين، على كل إسرائيلى إبداء القلق إزاء حقيقة المفهوم بأن إمكانية قيام دولة واحدة بين البحر والأردن، تعنى عدم وجود دولة يهودية، هذه كارثة خطيرة جدا، وسنحاربها بكل الطرق الممكنة".

 

وادعت النائب شيلى يحيموفيتش من "المعسكر الصهيونى" أيضا إنه لم يطرأ أى تغيير ملموس على السياسة الأمريكية إزاء إسرائيل، وحسب رأيها فإن "ما سمعه نتنياهو من ترامب لا يختلف بتاتا عن تصريحات سابقة: لقد طالب إسرائيل بوقف الاستيطان وصرح بأنه سيقوم بعمل صعب من أجل صفقة جيدة سيضطر الطرفان إلى تقديم تنازلات فى إطارها، وطلب من إسرائيل إظهار الليونة والتسوية والتنازلات".

 

نتنياهو يتهرب

 

وفى السياق نفسه ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الخميس، أنه خلال اللقاء الذى عقده نتنياهو مع الصحفيين الإسرائيليين إثر انتهاء اجتماعه بالرئيس الأمريكى أمس، تم سؤاله عدة مرات عما إذا تراجع عن خطاب بار ايلان ودعمه لفكرة الدولتين، إلا أنه تهرب من تقديم جواب واضح.

 

كما تهرب نتنياهو من إعلان رأيه بشأن تصريح ترامب بأنه على استعداد لتقبل حل الدولة الواحدة، قائلا: "إن تعريفنا وتعريف أبو مازن للدولة الفلسطينية ليس متشابها، الدولة التى يتحدث عنها ليست مقبولة علينا، لم أغير موقفى، الجوهر لم يتغير، قلت وأكرر أنا لا أريد ضم 2 مليون فلسطينى إلى إسرائيل ولست معنيا بأن يكونوا رعايا لنا، لكنه يجب الاهتمام بألا نكون خاضعين لتهديد دولة فلسطينية فى قلب إسرائيل".

 

فى المقابل وخلافا لسلوكياته الأخيرة بشأن البناء فى المستوطنات، أعلن نتنياهو أنه سيكون مستعدا لمناقشة كبح البناء فى مستوطنات الضفة الغربية مع الإدارة الأمريكية، كما طلب ترامب، لكنه أوضح رفضه العودة لفرض قيود على البناء فى القدس الشرقية، كما فعل خلال فترة الرئيس السابق براك أوباما.

 

وقال نتنياهو إن ترامب أعرب عن استعداده لتطوير العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بشكل كبير، وأنه تم تشكيل عدة طواقم مهنية من أجل ذلك، مضيفا "أن ترامب على استعداد لتطوير العلاقات فى كل مجال، ولذلك فإنه إذا جاء طلب من قبل الرئيس بفحص موضوع البناء فى المستوطنات، فأنا أعتقد أن مصالحنا القومية تحتم التوصل إلى تفاهمات، من المناسب بذل الجهود، لقد اتفقنا على مناقشة هذا الموضوع من خلال محاولة التوصل إلى تفاهمات تتفق مع الطموح لتحقيق السلام والأمن".

 

وأكد نتنياهو للصحفيين أنه خلال اللقاء مع ترامب لم يتم التوصل إلى تفاهمات بشأن البناء فى المستوطنات، وأن النقاش حول هذا الموضوع سيتواصل، موضحا أن قرار بناء 6000 وحدة فى المستوطنات والقدس الشرقية لن يتغير، ولن تتم إعادة فرض قيود على البناء فى القدس.

 

وبخصوص موضوع نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، تهرب ترامب من تقديم جواب واضح خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع نتنياهو، قبل اللقاء، وقال إنه سيسره رؤية ذلك يتحقق، لكنه امتنع عن تحديد متى سيتم ذلك، أما نتنياهو فقال: "فى موضوع السفارة قلت إننى أدعم نقلها إلى القدس، إنه يدرس الموضوع بشكل جوهرى لكنه استمع إلى موقفنا القاطع، إنه يطلب مهلة لفحص الموضوع".

 

التوصل إلى صفقة

 

وكان ترامب قد دعا خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقده مع نتنياهو، قبل اللقاء، إلى كبح البناء فى المستوطنات، قائلا: "كنت أريد رؤية إسرائيل تكبح ذلك قليلا فى هذه الأثناء"، وأعلن إصراره على التوصل إلى سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وبين إسرائيل والدول العربية، وقال: "نحن نريد التوصل إلى صفقة، كل رئيس أراد عمل ذلك لكنه بدأ فى وقت متأخر جدا، أعتقد أننا سنعقد صفقة تكون أكبر مما يفهم الناس هنا".

 

وقال ترامب إنه سيكون مستعدا لتقبل حل الدولتين أو حل الدولة الواحدة طالما وافق الطرفان على ذلك، قائلا: "أنا أفحص موضع الدولتين وموضوع الدولة الواحدة، يمكننى التعايش مع الحلين، ذات مرة كان يبدو أن حل الدولتين هو الحل الأسهل".

 

الاعتراف بضم الجولان

 

وقال نتنياهو للصحفيين فى أعقاب اجتماعه بالرئيس ترامب إنه طلب من الأخير اعترافا أمريكيا بضم هضبة الجولان إلى إسرائيل، وأضاف: "يمكننى القول أن طلبى لم يثير الدهشة".

 

ويشار إلى أن الولايات المتحدة والمجتمع الدولى لم يعترفوا بضم هضبة الجولان إلى إسرائيل فى عام 1981، وتعاملت الإدارة الأمريكية مع الهضبة كأرض سورية محتلة، وحاولت على مدار سنوات دفع مفاوضات بين إسرائيل وسوريا من أجل التوصل إلى سلام يشمل الانسحاب الإسرائيلى من الهضبة.

 

دولة واحدة = ابرتهايد

 

وعلى الجانب الفلسطينى، قالت "هاآرتس" إن ديوان الرئيس الفلسطينى محمود عباس تطرق إلى تصريحات نتنياهو وترامب وأعلن أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بحل الدولتين، داعيا نتنياهو للاستجابة إلى مطالب ترامب والمجتمع الدولى وتجميد البناء فى المستوطنات والقدس الشرقية.

 

وهاجم بيان الرئاسة الفلسطينية استبدال حل الدولتين بمبدأ الدولة الواحدة ذات النظامين، الأمر الذى سيقود إلى تطبيق نظام "الابرتهايد" العنصرى، مضيفا: "السلطة ملتزمة بحل الدولتين حسب مبادئ المجتمع الدولى وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية داخل حدود 67، والقيادة الفلسطينية مستعدة للعمل بشكل إيجابى مع إدارة الرئيس ترامب".

 

فيما قال أمين سر اللجنة التنفيذية فى منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خلال مؤتمر صحفى عقده أمس، أن رؤية نتنياهو بشأن الدولة الواحدة ستقود إلى الابرتهايد، لكن البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة واحدة تحقق المساواة فى الحقوق لليهود والمسلمين والمسيحيين.

 

وأضاف أن القيادة الفلسطينية لا تزال تتبنى حل الدولتين، وأن الفلسطينيين قدموا تنازلات كبيرة فى إطار هذا الحل، وحسب قوله فإن "الإدارات الأمريكية كلها تبنت منذ عام 1967 حل الدولتين، وعلى الإدارة الأمريكية العمل من أجل تطبيق هذا الحل".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة