فى ذكرى ميلاده.. أثرى: نجيب محفوظ اكتشف القاهرة التاريخية أدبيا وإنسانيا وأثريا

الإثنين، 11 ديسمبر 2017 12:05 م
فى ذكرى ميلاده.. أثرى: نجيب محفوظ اكتشف القاهرة التاريخية أدبيا وإنسانيا وأثريا نجيب محفوظ
أ ش أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر اليوم  106 سنوات على ميلاد الأديب العالمى نجيب محفوظ، الذى ولد فى 11 ديسمبر عام 1911، ويعد أحد أهم وأكبر مؤرخى مصر الاجتماعيين وأفضل من قدم الحارة المصرية بآثارها وتراثها المادى والمعنوى فى أعماله الفنية سواء الأعمال الأدبية أو فى أفلامه السينمائية.

وأكد الأثرى سامح الزهار المتخصص فى الآثار الإسلامية والقبطية، فى تصريح مع مندوب وكالة أنباء الشرق الأوسط بهذه المناسبة، أن الأديب العالمى نجيب محفوظ استحضر روح التاريخ القديم الذى سكن بوجدانه وقدمه فنياً، ربما لأنه ابن تلك المناطق العتيقة التى وصفها بقلمه وهو فى أقصى حالات تجلياته الأدبية، موضحا أنه قدم لنا القاهرة التاريخية بشكل رائع حتى أنه فى بعض الأحيان يعود المتخصصون وعلماء الآثار إلى ما كتبه محفوظ لاستلهام تلك الفترة التاريخية مع عمل بعض المقارنات بين حالة الأثر الذى قدمه فى زمنه وبين وقتنا الحالى.

وأوضح أن نجيب محفوظ اكتشف القاهرة التاريخية أدبياً وإنسانياً وأثرياً، وتجلى هذا تحديدا فى رواياته وتحديداً فى ثلاثيته (بين القصرين - قصر الشوق – السكرية) فعلى سبيل المثال استخدم محفوظ قصر الأمير بشتاك المملوكى وكان بيتاً لأهم شخصياته وهو السيد أحمد عبد الجواد وهو نموذج رائع للعمارة المدنية المملوكية لصاحبة الأمير سيف الدين بشتاك الناصرى أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون.

وأضاف إنه قدم كذلك فى ثلاثيته بعض الأماكن الأخرى من شارع المعز والذى كان يسمى حينها بين القصرين فقدم المنطقة المحيطة بجامع برقوق بكافة تفاصيلها حيث كان المحل التجارى الخاص بـ "سى السيد" يقع أمام مسجد برقوق ولا توجد متاجر أخرى فى هذا الجزء من الشارع وباقى المحلات توجد إلى الجنوب على مسافة تقرب من 300 متر فى النحاسين.

وأشار إلى أنه من بين المناطق التى قدمها محفوظ منطقة بيت القاضى وهى المنطقة التى ولد فيها وتحديدا حالياً البيت القائم رقم ٨ بميدان بيت القاضى، وهو يقوم على ذات المساحة وذات المكان على ناصية درب قرمز حيث الحارة التى أسهمت فى تكوينه، كما قدم وصفا دقيقا أدبيا وسينمائياً لقبو قرمز وهو الكائن أسفل مسجد ومدرسة مثقال التى أنشأها الأمير سابق الدين مثقال مقدم المماليك السلطانية الأشرفية نسبة للأشرف شعبان سنة 762هـ وقد خصصت لدراسة الفقه على المذهب الشافعى .

وبين أن هذا القبو هو الذى ظهر أسفله شخصية السيد أحمد عبد الجواد وأسرته وهو يعانى من أزمة قلبية، مؤكدا أن محفوظ من خلال هذا المشهد قدم رؤيته حول تراجع مفهوم القوة وإن طال وخلد بهذا المشهد هذا القبو الرائع الذى لا يوجد منه فى القاهرة سوى اثنين فقط.

وأكد أن محفوظ حرص على أن يبرز فى أعماله كتاب الشيخ بحيرى الكائن فى حارة الكبابجى القريبة من درب قرمز وهو الكتاب الذى تعلم فيه القرآن الكريم والقراءة والكتابة فى سن الرابعة، كما قدم محفوظ آثار منطقة القاهرة التاريخية ونسجها فى الدراما فى عدد من أعماله المميزة مثل رواية خان الخليلى وزقاق المدق وغيرها...إلى جانب أعماله الأدبية التى تتناول التاريخ المصرى القديم وآثاره مثل عبث الأقدار ورادوبيس وكفاح طيبة وغيرها .

وقال الزهار" كنت أتمنى أن يكون متحف نجيب محفوظ فى منطقة شارع المعز حيث نشأته وحياته وارتباطه بها وكان وجود متحف له فى تلك المنطقة سيكون أفضل بكثير من اختيار تكية "محمد بك أبو الدهب"، وقد وافقنى فى هذا الرأى كل مريدى "المجالس المحفوظية" وعلى رأسهم الراحل الأديب جمال الغيطاني، ولكن يبدو أن هناك أمورا قد منعت ذلك ولذلك فلا بأس من استكمال متحفه الذى اقتربنا من افتتاحه الجزئي".

وأضاف" إنه كعادة المفاجآت المحفوظية التى تصحب كل ما ارتبط باسمه فقد اكتشفت وزارة الآثار صهريجاً للمياه فى مكان متحفه المزمع بتكية "محمد بك ابو الدهب" عبارة عن خزان للمياه تحت الأرض، حيث كان ضرورياً وجود خزان مياه لخدمة البشر والمنشآت طوال العام وأيضاً وجود سبيل وحوض للدواب، لافتا إلى أن وزارة الآثار على عهدة المشرف العام على شئون المناطق أوضحت أن الاكتشاف جاء مصادفة عند تركيب المصاعد وأنه لن يؤثر على استكمال المشروع".

وطالب الأثرى سامح الزهار، الدولة متمثلة فى وزيرى الآثار والثقافة بسرعة الانتهاء من المرحة الأولى من متحف هذا الأديب الذى كما قدم لنا أدباً راقياً ملهماً، وقدم لنا تأريخاً لآثارنا الإسلامية فى القاهرة التاريخية بعين المحب وهذا فقه العاشقين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة