وائل عبد الودود حسين يكتب: وداعاً محبوبة الجماهير

الخميس، 30 نوفمبر 2017 02:00 م
وائل عبد الودود حسين يكتب: وداعاً محبوبة الجماهير شادية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وأنا أكتب هذه الكلمات لا أدرى هل قلمى الذى يكتبها أم حبى وإعجابى بها كفنانة وإنسانة هو الذى يسطر هذه الكلمات التى لا تساوى شيئاً أو تأتى فى حقها أو قدرها كأسطورة وقمة فى عالم الفن شيئاً، وعندما أقلب قنوات التلفاز وأرى فيلماً أبيض وأسود أو ملون أو حتى مسرحية وأو حتى أغنية لها لا أتخيل مدى السعادة والراحة النفسية عندما أجدها فأنا أعلم أننى أمام إبداع فنى لا حصر ولا حدود له إنها الجميلة الشقية الهادية الدلوعة المبدعة خفيفة الدم وصوتها الرائع اللى شبه الحلم فى أغنية أو حتى فى فيلم بنورها المبهج وحضورها الجذاب معبودة الجماهير صغير وكبير قدم السعد وبشرة الخير على كل من يعمل معها.

 

نجمة من نجوم القمة القريبة من القلب كأنها حبيبة, أم, خالة أو عمة إنها الحيوية التلقائية البعيدة عن التقليد والتصنع, جمال طبيعى مش زائف ويخدع تشوفها تدوب من نظرة حلوة تعشق صوتها من كوبليه أو غنوة  تعيش الحب والغرام والرومانسية والهيام, قلبها الصافى متعلق بربها حبها للوطن بيجرى فى دمها شربنا منها حب مصر ومعناه وعشنا على أغانيها عشق الوطن وهواه.

 

تراها تتشكل وتتقلب بين الفرح والحزن بين الملهاة والمأساة تدرك أن الغنوة فى أفلامها تكون فى مكانها، أفلامها ذات طابع خاص تصل إلى أعماق قلوب الناس وتمتلك مفاتيحها، مفتاح التبسم اللين والتواضع ومفتاح الصدق فى المشاعر والإحساس فترى أفلامها ناضجة مبهرة ومتطورة.

 

فى فبراير 34 اتولدت بنت من أجمل بنات حواء فاطمة (فتوش) آخر العنقود سكر معقود من أنشاص فى الشرقية ورحلة عمر من الشرقية لعابدين ومن عابدين لشبرا ومن شبرا للزمالك، الأب أحمد شاكر مهندس زراعى والأم خديجة طاهر من أصول تركية والبنت شقاوة خفة ظل وحيوية اتعلمت النظام والدقة والطاعة وتحمل المسئولية وخدت منهم الطيبة والحنية، الأب كان يعشق الطبيعة متأملا ومحبا للقراءة، كان صاحب صوت جميل ويعزف على العود والبيانو لكنه خجول ووصل صوت الأب لفتوش وهو بيدندن حبت الغنا وكانت تغنى فى غرفتها كانت تعشق أم كلثوم ولحب والد شادية لكوكب الشرق قرر أنه يروح ببنته لسماع صوتها بدأت تغنى وبدأت فى المدرسة بنشيد "الجامعة" دا غير الأناشيد الوطنية أعجبت بها كوكب الشرق ونصحتها تبحث عن طريقها الصحيح منذ صغرها ولا تتأخر، وأن تختار ما تحس به.

 

تأثرت شادية بأختها الكبيرة المطربة عفاف شاكر، التى بدأت الغناء فى الإذاعة ومثلت بعض الأدوار الصغيرة وكانت تذهب معها، حبت الغنا والفن وخدت بعض الدروس الفنية فى الغناء والموسيقى على يد الملحن القدير فريد غصن والعازف محمد الناصر، وتدربت على الإلقاء والتعبير وتنويع الأداء الصوتى على يد الفنان الكبير عبد الوارث عسر.

 

محمد فوزى، وجت الفرصة الأولى لـ"شادية" لما أعلنوا فى استوديو مصر عن الحاجة لفتيات صغيرات من هواة التمثيل والغناء للمشاركة فى عمل جديد للمخرج الكبير أحمد بدرخان، والمخرج أحمد كامل مرسى عندما وقفت للتمثيل والغناء أمامهما، سخر منها المخرج أحمد كامل مرسى وأخبرها أنها لا تصلح للفن، وطلب منها الذهاب إلى طبيب لأجراء عملية "اللوز"، إلا أن المخرج أحمد بدرخان كان على النقيض من زميله وتحمس لها وقدمها للمخرج حلمى رفلة، الذى تبناها فنيا وأطلق عليها اسمها الفنى الذى اشتهرت به "شادية" وقدمها فى دور قصير فى فيلم "أزهار وأشواك" بعدها خضعت شادية لاختبار الكاميرا لتقف فى أول دور بطولة على الشاشة أمام المطرب والملحن محمد فوزى فى أول فيلم من إنتاجه "العقل فى إجازة" وذلك بعد نجاحه كمطرب وممثل فى عدد من الأفلام.

 

بدأ يتخطفها المنتجون ويسعى لها المخرجون ويلجأ إليها كبار الممثلين شادية الوادى والكلمات المرأة المجهولة الفيلم الأشهر ونقطة التحول المهمة فى مسيرتها السينمائية التى هزت أرجاء الوطن العربى بأدائها البارع حتى عرض فى سينمات الاتحاد السوفياتى.

 

حياة شادية الخاصة كانت قصة حب رومانسية كقصص الحب، التى جسدتها على الشاشة. كرمتها الدولة والعديد من المهرجانات السينمائية ونالت اعمالها العديد من الجوائز الدولية، ووصلت شهرتها لليابان عندما قدمت فيلما من انتاج مشترك بين اليابان ومصر اسمه على "ضفاف النيل"، شاركها فيه نجم السينما اليابانية يوجيروا ايشيتارا، وقالوا ان وجهها يتميز بقدرة فائقة على التعبير، فضلا عن كونها خير من تمثل مصر، ونجح الفيلم عندما عرض فى اليابان مثلما نجح فيلمها "شىء من الخوف" عندما طلبته السينما اليابانية، ليتم عرضه مدبلجا هناك.

 

معبودة الجماهير نادية قدم الخير بنت الشاطئ فى أمواج بلا شاطئ حمامة السلام بين الروح والجسد قالت للفن ارحم حبى حياتى أنت وكان موعدا مع الحياة وحب من نار أقوى من الحياة طب وأشكى لمين دا الهوا مالوش دوا.

 

التلميذة الهاربة دليلة عاشت فى بنسيون ميرامار مع الفن الجميل الهارب برغبات ممنوعة على ضفاف النيل وكانت القاهرة فى الليل بعيون سهرانة فى ربيع الحب ولوعة الحب فى عش الغرام رأت اللص والكلاب على الطريق وقالت يسقط الاستعمار مصر أغلى من حياتى.

 

عاشت لواحظ شباب امرأة  كامرأة فى دوامة قالت ظلمونى الناس أيام شبابى لا تسألنى من أنا فأنا امرأة عاشقة للمسة حنان لا أحب أن أكون مع السبع أفندى اللى مشغول بغيرى فى ليلة الحنة على سماعة التليفون ولا أرضى أن أكون الزوجة السابعة أو الزوجة 13 وتشوفنى تقول ده عفريت مراتى ولا تكون حماتى قنبلة ذرية أو ريا وسكينة وعلى فكرة الستات مابيعرفوش يكدبوا أولادى هم أمال الغد لكن حذار من غضب الوالدين.

 

أحب أن أكون أنا الحب أنا وحبيبى بين قلبين واوعى تفكر الحقونى بالمأذون دى أجمل ليلة من عمرى واعزفوا لحن الوفا على شاطئ الذكريات أحب الرجل الذى يقول كرامة زوجتى، وأن يقبل أن تكون مراتى مدير عام واوعى شرف البنت دا الظلم حرام ولسانك حصانك واوعى تجرح قلوب العذارى ولا حتى بائعة الخبز ايها اللص الشريف، وألا يكون حظك هذا الأسبوع قليل البخت واوعى الشك يا حبيبى أو شىء من الخوف ولا حتى تقول نص ساعة جواز أو ساعة لقلبك وكده كده فى الهوا سوا هتلاقى عاصفة فى الربيع هبت فنحن لا نزرع الشوك.

 

ثم فى النهاية وبمنتهى الفرح وفى وداع فى الفجر وفى ليلة العيد أحلى من ألف ليلة وليلة الدنيا حلوة والصبر جميل وفى ليلة من عمرى نزل عدل السماء وكان العقل فى إجازة قبلها لا همها كلام الناس وقالت اشهدوا يا ناس أنا لست ذات الوجهين انا ظلمت روحى وقالت كلمة الحق لله مليش حد أنت حبيبى ومعاَ للأبد كانت المعجزة تركت اضواء المدينة ووادى الذكريات وقالت للفن ودعت حبك.

 

قالت ألو ألو إحنا هنا وأحب الوشوشة وأحب بكرة وأموت فى بكرة إحنا الثلاثة آه يا اسمرانى اللون أما عليك يا حبيبى كلام أحلى كلام ده القلب معاك يا سارق من عينى النوم وإن راح منك يا عين ولو أغمض عينى وافتحها وليه يا زمان ليه ليه؟ م الصبحية مستنية ما يكونش ده اسمه الهوى أنا عندى مشكلة أنا كنت فين أنا تحت البلكونة أنا مخاصماك ما تهونشى عليه ما تقولش بكرة معلش النوبة دى ملكش فى الطيب نصيب.

 

آه يا سلام لو تعرف أنت أول حب  الحب الحقيقى بس مكسوفة مكسوفة منك فارس أحلامى خلاص مسافر مع ألف وهستناك وقولو لعين الشمس متحماشى ده القلب معاك ثانية بثانية وإن راح منك يا عين والنبى وحشتنا يا سارق من عينى النوم ويا سلام على حبى وحبك خمسة فى ستة بتلاتين يوم يا حبيبى عود لى تانى يا حسن يا خولى الجنينة ولما تيجى على عش الحب بس قبلها يا دبلة الخطوبة وسوق على مهلك سوق سوق على ستين سبعين سونه يا سونسن  شبكنا الحكومة وشباكنا ستايره حرير وشهر العسل شهر الهنا معرفش بحبك ليه يا اخى حبينا بعضنا حبيبى اهو هو مين قالك تسكن فى حارتنا مش هوا ده اللى اسمه الهوى انا زينة بسبوسة بسبوسة وانا اسمى إيرما لادوس من سكس ابيلى وشرباتى والا يا سكر رنة قبقابى واحد اتنين.

 

يا أم الصابرين ماما يا حلوة يا أمى يا أم الصابرين وسيد الحبايب يا ضنايا إنت وعلى بلدى يا بلد الاحرار بلدى يا بلدى يا حبة عينى ادخلوها سالمين ودينى مطرح ما تودينى دى مصر نعمة ربنا ده مصر اليوم فى عيد يا حبيبتى يا مصر.

 

وكأن الفنانة الكبيرة بآخر أعمالها خد بأيدى تنادى الله أن تختم حياة فنية خالصة حافلة بالنجاح والتميز وانقطعت لطاعة الله وعبادته.

 

رفضت كل التكريمات التى عرضت عليها بعد اعتزالها إيمانا منها بأن التكريم يأتى من الله  ,لم تضعف امام كل الاغراءات فهى صاحبة ارادة منقطعة النظير ولم تسع يوما للقب تناله وتفرضه على الناس بمصاحبة الاعلام، بل كانت واحدة من قلائل ممن حباهم جماهيرهم بالعديد من الالقاب النابعة من مشاعرهم تجاهها مثل، دلوعة الشاشة العربية، محبوبة الجماهير.

 

واعتادت شادية أن تحيط مشروعاتها الخيرية بالسرية، لكن لها نشاطا فى جمعية مسجد محمود بالمهندسين، وملجأ للأيتام بالهرم، بجانب مساعدات تصل لحالات إنسانية تظهر على شاشة التليفزيون.

 

قليلون هم من تركوا مثل هذا التأثير فى قلوب أبناء الوطن العربى تلك المرأة الاستثنائية فى حياتنا كانت تهبنا الكثير من العطاء لأن العطاء فى تكوينها ما أحوجنا لمثل هذه القدوة الآن التى كانت لا تحب المقابلات ولا اللقاءات الصحفية أبدا أو الاذاعية.

 

تحية تقدير واجبة للفنانة الجميلة شادية التى أثرت التراث العربى الفنى بمجموعة من الأعمال الفنية الرائعة وزاد حبنا لها عندما قررت الاعتزال بهدوء بدون ضجة أو صخب إعلامى وهذا يدل دلالة قاطعة على أنها أولا إنسانة محترمة تحترم نفسها وفنها وثانيا انها غنية بعفتها عن الأموال التى من الممكن أن تأخذها نظير ظهورها للجمهور مرة أخرى نسأل الله ان يرحمها ويجعل مثواها الجنة.

 

رحلت المتعبدة، الهادئة، المطمئنة عن الدنيا لكى تنعم بالهدوء والاستقرار بعيداً عن صخب الحياة والفن والأضواء, رحلت وستظل بأعمالها الفنية والإنسانية على قمة هرم الفن العربى الراقى... وداعاً محبوبة الجماهير.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة