رغم تجديد الثقة ونفى الاستقالة.. 3 أسباب تؤكد خلافات ترامب وتيلرسون.. الأزمة القطرية فضحت علاقات وزير الخارجية السابقة بـ"رجال تميم"..ملف الإخوان يكشف دوره المشبوه..وتخفيض مساعدات مصر القشة التى قصمت ظهر البعير

الخميس، 05 أكتوبر 2017 03:30 م
رغم تجديد الثقة ونفى الاستقالة.. 3 أسباب تؤكد خلافات ترامب وتيلرسون.. الأزمة القطرية فضحت علاقات وزير الخارجية السابقة بـ"رجال تميم"..ملف الإخوان يكشف دوره المشبوه..وتخفيض مساعدات مصر القشة التى قصمت ظهر البعير ترامب - ريكس - تميم
هانى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعلاقات يسودها التوتر، يطوى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ووزير خارجيته ريكس تيلرسون صفحة شهرهما التاسع داخل الإدارة الأمريكية بعبارات دبلوماسية أكد خلالها الرئيس ثقته الكاملة فى الوزير الغامض، فى وقت نفى فيه الأخير ما تردد عن اعتزامه التقدم باستقالته قبل حلول العام المقبل.

وعلى الرغم من تأكيد ترامب عدم صحة ما يتردد بشأن وجود خلافات بينه ووزير الخارجية ريكس تيلرسون ، وإعلانه على هامش زيارته إلى لاس فيجاس فجر اليوم "ثقته الكاملة" فى المسئول الأول عن سياسات واشنطن الخارجية، إلا أن الكثير من الملفات تكشف بما لا يدع مجالاً للشك أن ما هو قائم من خلافات بين الطرفين أكبر كثيراً من مناطق التوافق.

 

وفى صدارة الملفات التى تشكل محور الخلاف بين ترامب وتيلرسون ، تأتى الأزمة القطرية والتى اندلعت بعدما آثرت دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين التصدى لتحركات قطر الداعمة للإرهاب قبل 4 أشهر، وانحياز الرئيس الأمريكى الواضح لهذا التوجه واتهامه نظام تميم بن حمد بتمويل كيانات وتنظيمات إرهابية ، الأمر الذى قابله وزير الخارجية ريكس تيلرسون بتحركات متناقضة حاول من خلالها التأكيد على أن ما هو قائم بين الدول العربية وقطر "خلاف سياسى" لا يستوجب إلا الحوار .

 

وتبنى وزير الخارجية الذى كان مديراً تنفيذياً لشركة "إيكسون موبيل" النفطية ، وعضواً بارزاً فى مجلس الأعمال الأمريكى ـ القطرى فى منتصف التسعينيات ، الرواية القطرية فى العديد من المناسبات منذ اندلاع الأزمة ، الأمر الذى دفع العديد من مراكز الأبحاث ووسائل الإعلام الأمريكية إلى التحذير من دوره المشبوه فى التأثير على تحركات الرئيس الأمريكى على صعيد السياسات الخارجية، مؤكدين أن علاقات تيلرسون السابقة برجال الأعمال والمسئولين القطريين مثيرة للقلق، وتجعله طرفاً غير نزيهة فى هذا الصراع.

 

ومن الأزمة القطرية ، إلى ملف ادراج جماعة الإخوان على قوائم الكيانات الإرهابية ، جاءت ثانى مظاهر الخلاف بين ترامب وتيلرسون ، ففى الوقت الذى حذر فيه الرئيس الأمريكى مراراً من مخاطر الكيانات الداعية للتطرف وتلك التى تتستر خلف الشعارات الدينية والسياسية لتنفيذ سيناريوهات الفوضى، كان الوزير الأمريكى الموالى لقطر فى صدارة المدافعين عن الجماعة.

فبخلاف انحيازه للرؤية القطرية فى الأزمة مع دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، تعمد تيلرسون فى مناسبات عديدة عرقلة تصنيف جماعة الإخوان كياناً إرهابياً برغم حملة الإدانات الواسعة عبر دوائر واشنطن الرسمية وشبه الرسمية لدور الإخوان التخريبى فى المنطقة ، ودعوة العديد من المسئولين وأعضاء الكونجرس الأمريكى لملاحقة نشاط الجماعة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وقبل توليه منصبه ، وفى وقت كان يسعى خلاله للفوز بتصديق مجلس الشيوخ على ترشيحه لمنصبه الحالى، قال تيلرسون: "القضاء على تنظيم داعش يمثل الخطوة الأولى لوضع نهاية لقدرات جماعات وأفراد آخرين قد يشنون هجمات ضدنا.. وتصفيته ستسمح لنا بتوجيه مزيد من الاهتمام للجماعات التى تتبنى الإسلام الأصولى مثل القاعدة والإخوان". لكن فى منتصف يونيو وبعد إعلان الدول العربية موقفها الرافض لسياسات قطر، عارض تيلرسون صراحة إداراج الإخوان على قوائم الإرهاب بحجة أن للجماعة لديها أحزابا سياسية وممثلين فى حكومات بعض الدول مثل البحرين وتركيا.

 

وفى تقرير لها ، قالت منظمة كلاريون الأمريكية الأسبوع الماضى، إن إدارة ترامب لم تصنف الإخوان جماعة إرهابية كما كان متوقعا، مشيرة إلى أن هذا التصنيف يقع ضمن الاختصاص المباشر لوزير الخارجية ريكس تيلرسون الذى اختار الإخوان وأنصارها فى قطر وتركيا على الدول العربية الأخرى، مشيرة إلى أن حجج وزير الخارجية فى هذا الشأن غير مقنعة.

وسبق لوزير الخارجية الأمريكى الزعم بأن الإخوان جماعة "معتدلة وغير عنيفة"، وأدعى أن الأحزاب السياسية المنبثقة عن الجماعة وتلك التى تشارك فى حكومات بعض دول المنطقة تنبذ العنف والإرهاب فى تكرار للإدعاءات نفسها التى سبق أن روجتها إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما.

 

ويظل ملف المساعدات الأمريكية المخصصة إلى مصر ، آخر مظاهر الخلاف بين الطرفين وأخطرها، ففى الوقت الذى تدشن فيه القاهرة وواشنطن علاقات يصفها مراقبون بـ"التاريخية" على كافة الأصعدة، وعلى الرغم من استئناف مناورات النجم الساطع بين البلدين بعد توقفها لما يزيد على 4 سنوات كاملة، فاجئ تيلرسون الجميع بقرار تخفيض جزء من المساعدات المخصصة إلى مصر فى خطوة وصفتها العديد من وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الأمريكية بغير المفهومة وغير المبررة.

 

 وقبل يومين ، استنكر النائب الأمريكى ستيفين كينج قرار الخارجية الأمريكية بتخفيض المساعدات، مؤكداً أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي تمثل حليفاً رئيسياً فى المنطقة ولديها ثقل هام فى مجال مكافحة الإرهاب الذى تغذيه جماعة الإخوان.

 

وقال كينج فى بيان له الثلاثاء حمل توقيعات أعضاء الكونجرس ترينت فرانكس ولوى جوميرت وروبرت بيتنجر ودوج لامالفا: "لقد شجع الرئيس السيسى بقوة أكبر التسامح مع الأقليات الدينية من خلال تعزيز علاقة قوية وغير مسبوقة مع الطائفة المسيحية القبطية، وبضمان دستورى لإعادة بناء وترميم جميع الكنائس التى تضررت من أعمال الإخوان".

 

وأضاف: "أن مصر تلعب دورا رئيسيا فى مكافحة التطرف ويبدو أن هذه التخفيضات المقترحة فى المساعدات تتعارض مع رغبة ادارة ترامب فى دعم مصر وشعبها فى مكافحة الإرهاب"، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية بخطوتها هذه تضيع فرص تاريخية لتعزيز الجهود الأمريكية لمكافحة الإرهاب فى الشرق الأوسط.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة