باسل الخطيب: فيلم "الأب" قصة حقيقية مستوحاة من حصار مستشفى جسر الشغور

الجمعة، 13 أكتوبر 2017 08:00 ص
باسل الخطيب: فيلم "الأب" قصة حقيقية مستوحاة من حصار مستشفى جسر الشغور المخرج باسل الخطيب
حاوره على الكشوطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ينافس المخرج السورى باسل الخطيب فى مسابقة نور الشريف للفيلم العربى بمهرجان الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ 33 ، وذلك من خلال فيلمه الجديد "الأب" الذى يأتى بعد ثلاثية أفلامه "المرأة السورية فى زمن الحرب" وقدمها قبل سنوات، وضمت أفلام "مريم والأم وسوريون"، وهو العمل الذى شارك باسل الخطيب فى كتابة سيناريو العمل وضاح الخطيب، من تصوير أحمد عبدالله وبطولة أيمن زيدان وروبين عيسى ويحيى بيازيد.

وتدور أحداث الفيلم عام 2015 حول إبراهيم الأب الذى يحاول تأمين خروج أهله وعائلته إلى مكان آمن بعد أن وقعت قريتهم فى قبضة تنظيم داعش بسوريا إذ احتمى بأحد المستشفيات لكنها تسقط فى أيدى التنظيم.

المخرج باسل خياط مع الزميل على الكشوطى
المخرج باسل الخطيب مع الزميل على الكشوطى

"اليوم السابع" التقت المخرج باسل الخطيب بعد عرض فيلمه ضمن فعاليات المهرجان، ودار حوار حول أحداث العمل وتعاونه مع مؤسسة السينما فى سوريا وعن التهديدات التى تلقاها هو وزوجته أثناء تصوير الفيلم فى سوريا.

 

ـ فى البداية لماذا تحرص دوما على مشاركة أفلامك ضمن مسابقات مهرجان الإسكندرية ؟

أعشق الإسكندرية ولدى بها ذكريات جميلة لا تنسى وأشعر أنها بيتى وأهلها أهلى، إضافة إلى أننى حصلت من قبل على جائزة أفضل مخرج عن فيلم "سوريون" بمسابقة نور الشريف للفيلم العربى، وهو ما يدفعنى للمشاركة دوما بالمهرجان.

المخرج باسل الخطيب
المخرج باسل الخطيب

 

ولماذا فضلت المشاركة فى المسابقة من خلال فيلم "الأب" وما الذى دفعك لتقديم هذا العمل بعد ثلاثية المرأة السورية فى زمن الحرب؟

 

ثلاثية المرأة السورية فى زمن الحرب ضمت " مريم والأم وسورين"، كان القاسم مشترك بينهم هو المرأة السورية ومعاناتها في الحرب المستمرة حتي الآن وتعانى منها، وأردت تقديم شئ مختلف وأبحث عن قصة حقيقية حدثت بالفعل، لأن مهما كانت مخيلة المخرج أو المؤلف غنية ولديه مصادر وإبداع وخيال، لكن الواقع والحياة تقدم خيارات وقصص أغنى بكثير من أى مخيلة لدى المؤلف، وبالتالى اتجهت للواقعية واختارت حادث حصار مستشفى جسر الشغور بسوريا، لأستوحى منه واقعة أليمة في تاريخ الحرب بسوريا،  ووجدت أننى لن أجد أفضل من تلك القصة لتكون العامود الفقرى لأحداث الفيلم.

جانب من فيلم الأب
جانب من فيلم الأب

 

وهل معنى ذلك أنك لن تضيف أى حبكة درامية للأحداث وكل ماشهدناه بالفيلم أحداث حقيقية؟

 

أى عمل فني لا يكتمل إلا بتدخل المؤلف وإضافة لمسات درامية، حتى لو كان العمل واقعيا ولكن تبقى إضافة اللمسة الدرامية هى التى تتضافر فى أحداث العمل الواقعية.

صورة من الكواليس
صورة من الكواليس

 

ولماذا فضلت أن تكون ألوان الفيلم قاتمة وباهتة؟

فضلت أن تكون ألوان الفيلم والصورة تميل إلى اللون الداكن والقاتم واختيار اللون كان موظف، ليخدم المناخ البصرى للفيلم ككل وتدور أحداثه فى أجواء "تراجيدية"، ودرجة الإضاءة واللون كان تخدم هدف الفيلم للتأثير على المشاهد وحتى يشعر الجمهور أنه جزء مما يشاهده، وليس مجرد متفرج.

 

إلا توافقنى فى أن الفيلم يحمل الكثير من المباشرة فى طرح المعلومة للجمهور؟

لابد أن نفرق بين المباشرة فى الفن و بين ما أريد تقديمه من حقائق أود أن يعرفها الجمهور، وأنا إجمالا ضد المباشرة فى الفن وخاصة في مجال السينما، ولكن عندما يكون هناك رسالة لها بُعد وطنى وإنسانى فأقدمها، ودائما أحاذر ألا أقع فى المباشرة ، إلا  فى  لحظات معينة أشعر فيها أنه لابد أن أقدم جرعة من المعلومات ويكون بها مباشرة مثل حديث الأب مع الأطفال والذى كان به مكاشفة وجدانية حرصا علي مستقبلهم.

 

تعاونك الدائم مع مؤسسة السينما فى إنتاج أعمالك سببه توافق أهدافك مع المؤسسة أم أنه المنفذ الوحيد بعد انعدام الإنتاج السينمائى بسوريا؟

الإنتاج الخاص في هذه الظروف التى تمر بها سوريا يعتبر مغامرة كبيرة، خاصة وأن المنتج الخاص يبحث عن ربح، أما مؤسسة السينما في سوريا ليس من أولوياتها الربح المادى، وإنما أهدافها أهداف استراتيجية وثقافية تتماهى بدرجة كبيرة مع الخطاب الوطنى، ونجاح الأفلام التي قدمتها مؤسسة السينما فى سوريا خلال الفترة الأخيرة يعود إلى أن الأفلام التى قدمت كانت فى حالة توافق بينها وبين الخطاب الوطني للدولة وليس السياسى.

 

وهل تلك الأفلام التى تنتجها المؤسسة مردود علي الأرض؟

نعم بالتأكيد لها مردود حقيقي وإلا ما كانت استمرت المؤسسة فى دعم السينما السورية فى ظل الظروف الإقتصادية التا تعيش فيه سوريا ، لأنه من المؤكد أن هناك أولويات للدولة، فالبنية التحتية تحتاج لإعادة إعمار بعد أن دمرت بالحرب، وهناك عشرات الآلاف من أسر الشهداء يحتاجون لرعاية، ولكن تقديرا من المؤسسة وشعور القائمين عليها بأن إنجاز فيلم سينمائي وعرضه خارج سوريا دليل حياة وقوة.

 

وكيف تستطيع بهذه الميزانية المتواضعة أن تقدم عملا متميزا؟

فريق العمل بالكامل يأتى للتصوير، وهو لا يشغل باله بالجانب المادى تماما، لأنهم مؤمنين بما نقوم به ولديهم حماس وشغف كبير وولاء لسوريا وللعمل الذى يقدمونه لها وعنها، وأذكر أنه أثناء تصوير الفيلم جاءت مجاميع وحضرت سيدة ومعها ابنها لتعمل بالفيلم وهو الطفل الذى قطعت ساقه بسبب الحرب، وعندما شاهدته قررت الاستعانة به فى الفيلم وبالفعل كتبنا له خط درامى وساهم بشكل كبير في إنجاح العمل وتوصيل رسالته.

 

وما هي حقيقة تلقيك تهديدات أثناء تصوير الفيلم ؟

فى سوريا نواجه عدوا شرسا "لديه أيدولوجية" وبالفعل تلقيت تهديدات أنا وزوجتى ويوميا كنت أبحث تحت سيارتى عن عبوة ناسفة ، لأنهم يتابعون الفنانين ويعرفون ما الذى يقدمونه، وهو بالتأكيد لا يتوافق مع أفكارهم وبالتالى يحاولون إرهابنا وتخويفنا ، وفى النهاية أقوم بعملي الذى أؤمن به وأعلم جيدا أنه قد يكون له ثمن وهذا هو خيارى حتي النهاية .

 

وما هو تعليقك علي من يطلقون عليك صفة موال للنظام السوري؟

لا أعلق ولا أقول شئ حتي لا أعطى اهتمام لأن الحقيقة أصبحت واضحة ومعروفة ولدينا فى الشام نقول " ما بنشيله من أرضه بنتركه علي الأرض" وهو ما يعنى أننا لا نعلق على الأشياء التى ليس لها وزن أو قيمة بالنسبة لنا ولتفكيرنا ومعتقداتنا.

 

أخيرا ما هو مشروعك السينمائى المقبل؟

أخوض تجربة إخراجية جديدة من بطولة الفنان السورى القدير دريد لحام فيلمى وهو متحمس جدا لتلك التجربة، وأعتبر الفيلم بمثابة تكريم لتاريخ دريد لحام وسيكون به نزعة ساخرة وهو المنهج الذي يحب أن يقدمه دريد في أغلب أعماله.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة