4 أسباب وراء اختفاء الإرهاب فى العيد.. ضربات الأمن الاستباقية.. وعمليات التمشيط قضت على زرع العبوات الناسفة.. والتحفظ على شركات الصرافة الممولة لخلايا العنف.. وخبير أمنى:الشعب رفض مبدأ "لأقتلك لأحكمك"

نجحت مصر فى تفادى سيناريو "النفق المظلم" الذى أرادت الجماعات الإرهابية أن تدخلها فيه، ووجهت رسالة شديدة اللهجة لتلك الجماعات، بأنها لن تلتفت إلى مساعيها الرامية إلى اسقاط الدولة، وليس أدل على ذلك من قضاء المصريين عيد الأضحى المبارك فى أجواء احتفالية رائعة، حرصوا خلالها على التنزه فى الحدائق العامة، والسينمات واستقلال المراكب النيلية فى نزهة ترفيهية، أو زيارة الأماكن الأثرية المنتشرة فى وسط القاهرة، كل ذلك فى جو يشمله الأمن والاستقرار.

ويرجع السر وراء اختفاء العمليات الإرهابية والعبوات الناسفة والهيكلية، التى استخدمتها الخلايا الإرهابية خلال السنوات القليل الماضية من أجل تكدير الأمن والسلم العام وإثارة الرعب والفزع فى نفوس المواطنين، إلى النجاح الباهر الذى حققته الدولة بأجهزتها الأمنية والتنفيذية فى الحد من خطورة الجماعات الإرهابية وتحجميها والقضاء عليها، ويرصد "اليوم السابع" أبرز 4 أسباب وراء اختفاء العمليات الإرهابية.

ضربات الأمن الاستباقية استنزفت قوى الإرهاب 

كان للضربات الاستباقية التى نفذتها الأجهزة الأمنية وزارة الداخلية وعلى رأسها قطاع الأمن الوطنى، على العديد من الخلايا الإرهابية التى نشطت خلال الفترة الأخيرة، دوراً كبيراً فى اختفاء العمليات الإرهابية، حيث نجح الأمن خلال الشهور القليلة الماضية فى ضبط عدد كبير من مخازن الأسلحة والمتفجرات التى انتشرت بمختلف أنحاء الجمهورية، كانت أبرزها ما تم ضبطها بمناطق المقطم والمطرية والبدرشين والوراق وكرداسة، وتم ضبط عدد من العناصر الإرهابية الخطرة التى نفذت العديد من العمليات الإرهابية خلال السنوات الماضية.

عمليات التمشيط والتعقيم المستمرة

ولعب خبراء المفرقعات ورجال الحماية المدنية برئاسة اللواء مجدى الشلقانى، دوراً كبيراً فى التصدى للعمليات الإرهابية والقضاء عليها؛ من خلال مواجهتهم كافة المحاولات التى كانت تهدف لتكدير الأمن وإثارة الرعب فى نفوس المواطنين، وقدموا خلال تلك المواجهات العديد من الشهداء على رأسهم النقيب ضياء الدين فتوح، ونجحت عمليات التمشيط والتعقيم التى أجرتها الحماية المدنية وخبراء المفرقعات للعديد من المناطق الحيوية بالقاهرة والجيزة وعدة محافظات قبل عيد الأضحى، فى الحد من انتشار العبوات الناسفة والهيكلية التى كانت تثير الرعب فى نفوس المواطنين، فضلاً عن تدخلهم السريع فى حالة وجود أى بلاغ بالاشتباه فى أى اجسام غريبة.

الانتشار السريع والتواجد الأمنى المكثف 

وضعت وزارة الداخلية، خطة للتعامل مع المناسبات الهامة على رأسها الأعياد، كان الهدف الرئيسى منها حماية المواطنين وحفظ الأمن والتصدى لأى محاولات تهدف لتعكير صفو احتفالات المصريين، وقامت تلك الخطة على التنسيق الكامل بين كافة إدارات الوزارة ومديريات الأمن على مستوى الجمهورية وتبادل المعلومات فيما بينهم، كانت أبرز ملامحها انتشار فرق التدخل السريع فى مختلف الطرق والمحاور الرئيسية فى القاهرة الكبرى والمحافظات، والتأمين الجيد للمنشآت الحيوية بالعاصمة، فضلاً عن التواجد الأمنى المكثف فى مناطق التجمعات، خاصة وسط البلد التى تشهد كثافة عالية من المواطنين فى فترات الأعياد، والمتنزهات والحدائق العامة والمولات التجارية.

التحفظ على شركات الصرافة التى تمول الإرهاب 

كان للحصار الاقتصادى الذى فرضته الأجهزة الأمنية والجهات الرقابية على الخلايا الإرهابية، دوراً كبيراً فى اختفاء عمليات تلك الخلايا وتصدعها داخلياً، حيث شنت الأجهزة الأمنية خلال الفترة الأخيرة حملات واسعة على شركات الصرافة التى ثبت تورطها فى عمليات تمويل الخلايا الإرهابية المنبثقة من جماعة الإخوان، تم التحفظ على أموال عدد كبير من تلك الشركات فى مختلف المحافظات، فضلاً عن ضبط عدد من الخلايا الأخرى التى كانت تعمل على جمع العملات الأجنبية وتداولها فى السوق السوداء، واستخدام أرباح تلك التجارة فى تمويل العمليات الإرهابية.

خبير أمنى: الإرهاب أدرك سخط الشعب عليه ورفضهم لمبدأ "لأقتلك لا أحكمك"

من جانبه قال اللواء ممدوح مقلد، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب ومدير أمن المنيا الأسبق، إن أيديولوجيا المواجهة بين الجماعات الإرهابية والقوات الأمنية تغيرت، موضحاً أن بعض الجماعات الإرهابية بدأت تدرك مؤخراً أن ما تقوم به من أعمال معادية للدولة غير مجدية ولن تحقق النتائج المرجوة منها، خاصة فى ظل الرفض والسخط الشعبى الذى يكنه الشعب لتلك الجماعات.

وأضاف "مقلد" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المصريين لن يقبلوا أبداً بمبدأ الجماعات الإرهابية القائم على"لا أقتلك لا أحكمك"، مؤكداً ان الشعب المصرى يرفض الذل والمهانة، مشيراً إلى أن صمود الشعب المصرى فى وجه الإرهاب ودعمهم الكامل للجيش والشرطة، أحبط تلك الجماعات التى كانت تظن أنها قادرة على كسر إرادة الشعب الذى لم ولن ينكسر يوماً، وخلقت حالة من الملل فى صفوف الإرهاب جعلته يتراجع مجبراً عن تلك العمليات الإرهابية.

وأكد أن وزارة الداخلية لعبت دوراً هاماً  فى التصدى لمحاولات الجماعات الإرهابية لتكدير أمن البلاد واستهداف المواطنين ، توج فى نهايته بالنجاح والقضاء على مخططات تلك الجماعات، مشيراً إلى أن التضحيات الكبيرة التى بذلتها الشرطة فى سبيل حفظ أمن واستقرار البلاد، لا يمكن إغفالها أو نسيان الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل الوطن.