مع عودة الحياة فى الشريان الأهم للاقتصاد المصرى.. " الفهلوة " الخطر الاكبر على السياحة.. المطالبة بحملات دعائية.. تجريم استغلال السائحين.. وإنشاء مدارس متخصصة فى المناطق الأثرية يضمن "التعامل المتحضر"

الأحد، 28 أغسطس 2016 11:26 م
مع عودة الحياة فى الشريان الأهم للاقتصاد المصرى.. " الفهلوة " الخطر الاكبر على السياحة.. المطالبة بحملات دعائية.. تجريم استغلال السائحين.. وإنشاء مدارس متخصصة فى المناطق الأثرية يضمن "التعامل المتحضر" سائحون فى أحدى المناطق السياحية
تحليل يكتبه : حسين يوسف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حسين يوسف

على أحر من الجمر ، ينتظر العاملون فى السياحة بدء عودة السياح إلى مصر ، وعودة الحياة مرة أخرى إلى أوصال الرافد القوى للاقتصاد المصرى ، والذى كان  أهم وأقوى مدخل للعملات الاجنبية بعد ان زاد عدد السياح الذين يفدون إلى مصر عن 10ملايين سائح قبل 2011.

كافة أجهزة الدولة لم تدخر وسعاً فى تجميل الصورة ، وبذلت جل جهدها لتهيئة كافة السبل لإعادة تدفق السياح مرة أخرى ، حيث حرص المسؤولون فى وزراتى الداخلية والطيران على تطبيق أحدث المنظومات الأمنية العالمية فى المطارت المصرية بما يضمن سلامة أكبر وأقوى للسياح ، وأعادت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية مراجعة خطط تأمين المطارات والمنافذ كما دعمتها بأحدث الأجهزة العالمية والمعدات الحديثة والتقنيات المتطورة التى لاتقل بأى حال عن المستخدمة فى تأمين أشهر واهم مطارات العالم، وتم تركيب كاميرات تغطى كافة مساحات المطارات ، بحيث لاتدع أى ثغرة دون رقابة أو لا تخضع للتأمين،كما حرصت الاجهزة الأمنية على تدريب الكوادر وعقد دورات لكافة من يتعامل مع السياح لضمان أفضل تأمين وأجود خدمة

وفيما تبذل أجهزة الدولة كافة جهدها لراحة السائحين وضمان تمتعهم برفاهية كبيرة ، تغريهم للعودة مرة أخرى ، يبقى العنصر الأهم فى هذه المنظومة ، وهو العنصر البشرى الذى يتعامل مع السائحين ، المواطن المصرى الذى سيلتقى بالسائح وجها لوجه ، كالمرشدين السياحيين للافواج السياحية ، عمال المطاعم ، موظفو الفنادق ، سائقو التاكسى ، بائعو " البازارات " ومحلات الهداية ، وغيرهم من المواطنين الذين يعملون فى مجالات تتماس مع السياحة ، وخاصة فى المناطق السياحية ، فهل قمنا بتهيئة هؤلاء الافراد ،للتعامل بتحضر مع السياح ؟

الجميع يعلم أننا أكثر شعوب الأرض فى تعلية قيمة الفهلوة ، ونصف ذلك بالذكاء، ونرجع قدرتنا على خداع الغير ، وخاصة السائحين ، ورفع قيمة السلع عليهم ، أو إعطائهم منتجات " مضروبة " أو برفع قيمة أجرة التاكسى عليهم ، بالشطارة و"الحداقة" ،وكثيرا ما أشتكى السياح فى أوج الحركة السياحية لمصر من تعامل المواطنين معهم ، والاستغلال الذي كانوا يعانون منه من قبل الكثير من المواطنين ، سواء من المرشدين |أو غالبية العاملين فى المجال السياحى.

كما اشتكى الكثير من اصحاب الشركات والعاملين بالسياحة من تمحور نظرة المواطن للسائح على أنه "البقرة الحلوب" التى لابد من حلبها حتى أخر قطرة فى ضرعها ، وهو ما انعكس بالسلب على نظرة السياح إلى مصر ، وأدى إلى نفور الكثير منهم من العودة إلى مصر مرة أخرى ، واتجه كثيرون منهم إلى بلاد أخرى يقدر مواطنوها السائحون ، ولا يستغلونهم هذا الاستغلال السئ.

ونظراً للأهمية الكبرى والعظيمة للسياحة بالنسبة لاقتصاد أى بلد ، تتنافس الدول المحيطة بنا للفوز بنصيب من كعكة السياحة ،وتفعل قصارى جهدها لترغيب وإغراء السائح للعودة إليها مرة أخرى ، فقد آن الآوان لنعيد تفكيرنا فى التعامل مع السياحة والسائحين ،وعلينا أن نغير مفهوم " الاستغلال " والفهلوة " والشطارة " فى التعامل مع السياح ، ومثلما حرصنا على تطوير المنظومة الأمنية لكى ترقى لمثيلاتها فى الدول المتقدمة، مطلوب منا أيضا الارتقاء بتعامل المواطنين مع السائحين ، وأن يصب هذا التعامل فى خانة إغراء السائح ليعود مرة أخرى ، وايضا ليكون دعاية قوية وصادقة عن حسن المعاملة التى لقيها على أرض مصر مما يكون له أكبر الأثر فى جذب المزيد والمزيد من الأفواج السياحية .

ايضا من المطلوب أن نؤسس مدارس للسياحة فى المناطق الأثرية ، لتخريج عاملين فى المجال السياحى لديهم الدراية الكاملة فى التعامل مع السائحين ، وعدم ترك الأمر للعاملين غير المؤهلين ، والذين لديهم قناعة بضرورة " عصر " السائح بكل الطرق، والاستفادة منه حتى آخر سنت فى يده،وأيضا مطلوب من الجهات المعنية التحرك بقوة فى هذا الاتجاه ، سواء عن طريق القيام بحملات اعلامية كبيرة ، لتوعية المواطنين لاهمية السياحة والسائحين ، واهمية التعامل بكثير من البشاشة والمصداقية والشفافية مع السائحين ، ليرسموا صورة جميلة عن مصر ، ولتكتمل الصورة السياحية المصرية لتعيد من جديد امجاد السياحة المصرية، ولتصبح مصر بامكانياتها السياحية والاثرية المقصد السياحى الأول فى الشرق الأوسط .

يذكر أن مصر عانت كثيرا من قلة تدفق السائحين ، وتاثر المقصد السياحى بعد ثورة 25 يناير وما تبعها من اضطرابات أمنية ، وزادت الطين بلة تحطم طائرة روسية في سيناء في أواخر أكتوبر 2015، مما أدى إلى منع موسكو السياح الروس من التوجه إلى مصر ، وحذت عدة دول حذوها مما أثر بشدة على التدفق السياحى لمصر ، حتى كادت المقاصد السياحة المصرية تغلق أبوابها .

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة