بالصور.. لأول مرة فى تاريخها.. محكمة العدل الدولية تحاكم متطرفا من مالى تحت مسمى "جرائم الحرب" لتدميره تراث مدينة تمبكتو الأثرية.. المتهم دمر أضرحة ومسجدا ومخطوطات عمرها قرون تناقش حقوق الإنسان

الأحد، 21 أغسطس 2016 07:15 م
بالصور.. لأول مرة فى تاريخها.. محكمة العدل الدولية تحاكم متطرفا من مالى تحت مسمى "جرائم الحرب" لتدميره تراث مدينة تمبكتو الأثرية.. المتهم دمر أضرحة ومسجدا ومخطوطات عمرها قرون تناقش حقوق الإنسان تدمير مخطوطات إسلامية نادرة فى تمبكتو المالية من قبل متطرفين - رويترز
كتبت حنان فايد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدأ محكمة العدل الدولية غدًا الاثنين، محاكمة غير مسبوقة ضد أحد المتطرفين تحت مسمى جرائم الحرب لتدميره آثارا فى مدينة تمبكتو الأثرية بمالى، والتى كانت يومًا مركزًا للثقافة الإسلامية، بحسب الجارديان البريطانية.

 

وفى المحاكمة الأولى التى تتداولها محكمة العدل الدولية لتدمير تراث ثقافى، سوف يعترف أحمد المهدى، موظف بوزارة التعليم المالية، بتدمير 9 أضرحة طينية ومسجد فى وسط صحراء تمبكتو، بما يمثل أول حالة يعترف فيها متهم بجريمة حرب فى هذه المحكمة، بحسب تصريحات محاميه.

 

أحمد المهدى - AFP

ونقلت الصحيفة البريطانية عن رئيس هيئة الادعاء بالمحكمة "فاتو بنسودا" قوله: "إن جريمة مهدى تمثل اعتداء غاشما على كرامة وهوية شعوب بأكملها وجذورها الدينية والتاريخية".

 

وكانت تمبكتو معروفة بمدينة الذهب لثرائها الكبير، وكانت مركزا ثقافيا وتعليميا مهما بجامعتها التى كانت تتضمن 25 ألف طالب، بينما المدينة ذاتها بها أقل من 15 ألف نسمة، وكانت بمكاتبها آلاف الكتب والمخطوطات الإسلامية التى لا تقدر بثمن من القرن الثانى عشر إلى القرن السادس عشر، طبقًا للصحيفة.

 

بناء تقليدى بالطين فى تمبكتو – رويترز

 

ولكن فى 2012 قام متمردون من الطوارق بمهاجمة مدينة الذهب بدعم من القاعدة فى المغرب العربى وبأسلحة ليبية، وفرضوا ما أسموه الشريعة الإسلامية، وحظروا الموسيقى وأجبروا النساء على ارتداء النقاب ومنعوا الفتيات من الذهاب للمدرسة.

 

حارس متحف يجمع ما دمره المسلحون فى مركز أحمد بابا للتوثيق والبحث – رويترز 

 

ويتهم مهدى، الذى التقى زوجته فى تمبكتو وعمل فيها مدرسًا، بالانضمام للجماعات المسلحة وقيادة إدارة الآداب، وأنه أصدر أوامر بمهاجمة الأضرحة الصوفية، وهدم باب مسجد اعتقد أهل المدينة أنه يجب أن يظل مغلقًا حتى نهاية العالم، وحرق مخطوطات نادرة من أرشيف المدينة.

 

أحد أفراد الطوارق فى 2004 بالقرب من مسجد يعود للقرن الـ13 - رويترز

 

 

وقال المحامى محمد عونى إن مهدى يريد الاعتراف بما اقترفه، وأن يطلب العفو من الشعب المالى وأنه نادم على ما فعله بحق تمبكتو. يذكر أنه تم إعادة بناء الأضرحة بمساعدة اليونسكو.

 

الماليون يحتفون بزيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند بعد طرد المتطرفين – رويترز

 

وقالت الجارديان إن أمين المكاتب عبد القادر حيدرة تمكن من تهريب 95% من الـ400 مخطوطة بالمدينة إلى العاصمة باماكو بالسيارات والمراكب، ولكن ضاع 4 آلاف آخرون فى تمبكتو نتيجة الحرق أو السرقة قبل أن يهرب المسلحين فى 2013 مع اقتراب القوات المالية والفرنسية من المدينة.

 

بقايا مخطوطات نادرة حرقها المسلحون المتطرفون – رويترز

 

يذكر إن حيدرة اشترى العديد من المخطوطات من المحليين فى المنطقة متنقلًا على ظهر جمل أو قارب، خاصة تلك التى تبرز الإسلام على إنه دين إنسانى ووسطى. وقالت سينثيا شنايدر، باحثة فى العلاقات مع العالم الإسلامى سفيرة أمريكية سابقة، للجارديان: "إن أهم سمات تمبكتو والسبب فى إنها شديدة الأهمية فى يومنا هذا، هى التسامح والتعددية والتنوع.. وكانت مركزًا للتعلم، ولكن أيضًا والأهم إنها كانت مركزًا للتحقيق".

 

بقايا ضريح أثرى بعدما دمره المسلحون – رويترز

 

وأضافت سينثيا شنايدر: "إن المخطوطات كانت تتضمن نقاشات عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل والحكم الرشيد والممارسات التجارية الجيدة، كما كان هناك العديد من المخطوطات العلمية، الفلسفة والأدب والموسيقى. كل هذه السمات التى نميل إلى ربطها بالحضارة الغربية، كل ذلك كان يحث فى تمبكتو". ونقلت شنايدر عن إمام المدينة قوله بعد تحطيم الأضرحة "إنهم عندما حطموا قبورنا، حطموا أرواحنا".

 

مخطوطات باللغة العربية – رويترز

 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة