كتاب "متعة القراءة" وسيلة لمحاربة الفشل العاطفى

الخميس، 18 أغسطس 2016 08:00 ص
كتاب "متعة القراءة" وسيلة لمحاربة الفشل العاطفى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"لقد فتحنا عينيه على التنوع اللانهائى للأشياء الخيالية، وعرفناه على فرح السفر العمودى، وزودناه بالقدرة على أن يكون فى كل مكان، وخلصناه من سلطة الزمان على أن يكون فى كل مكان، وخلصناه من سلطة، وجعلناه يغطس فى عزلة القارئ المسكونة بتعدد عجيب"، هكذا تحدث دانيال بناك عن "القارئ" فى كتابة (متعة القراءة) الصادر عن دار الساقى للنشر.

 

 ويقع الكتاب فى 160 صفحة، وهو كتاب يتوجّه إلى النقّاد والمثقّفين والقرّاء العاديين، دون استثناء، وجميعهم سيجدون فيه أنفسهم وسيبتسمون كثيرًا أثناء القراءة، والكتاب فكرة جميلة المكتبة الإنسانية فى حاجة إليها، لمقاومة الهيمنة التكنولوجية فى تلقى المعرفة.

 

والكتاب يحتوى أربعة فصول، هى "ولادة الكيميائى"، و"يجب أن تقرأ"، و"التشجيع على القراءة"، و"ما الذى سيقرؤه الآخرون؟"، ويركز على القراءة كفعل خلق دائم، ويتناول الذرائع التى يتم سوقها أثناء الحديث عن واقع الرغبة عن القراءة لدى جيل المراهقين والشباب، ومن ذلك ما يقال إن لم يكن الذنب ذنب التلفزيون أو الجنون الاستهلاكى فسيكون الذنب ذنب هجمة الإلكترونيات، وإن لم يكن الخطأ خطأ الألعاب الإلكترونية فسيكون خطأ المدرسة.

 

 يتناول "بناك" التحول الذى يصيب المرء بعد تعلمه القراءة فى مرحلة الطفولة، واكتشافه عالما واسعا رحبا، ويقول إنه لا يمكن للمرء أن يشفى من هذا التحول، ولا أن يعود سالما من رحلة كهذه، ومهما كانت متعة القراءة مكبوتة فإنها تتحكم بكل قراءة، وبسبب من طبيعتها ذاتها فإن متعة القراءة متعة الكيميائى هذه لا تخشى على نفسها من الصور، وحتى من الصور التلفزيونية بوابلها اليومى.

 

ويعتقد "بناك" أن كل قراءة هى فعل مقاومة لكل العوارض الممكنة: اقتصادية، أو مهنية، أو نفسية، أو عاطفية، أو مناخية، أو عائلية، أو منزلية، أو قطيعية، أو مرضية، أو أيديولوجية، أو ثقافية، أو نرجسية، ويرى أننا نقرأ لمقاومة الموت بطريقة ما".

كما يؤكد الكاتب على دور المدرسة فى زرع حب القراءة لدى التلاميذ، ويرى أن خاصية الكائنات الحية تكمن فى قدرتها على جعلها تحب الحياة حتى لو اتخذ ذلك شكل معادلة من الدرجة الثانية، لكن الحيوية لم تكن يوما جزءا من المناهج المدرسية.

 

ويشترط "بناك" بعض النقاط للتصالح مع القراءة، ألا نطلب شيئا بالمقابل، ألا نقيم أى سور معرفى مسبق حول الكتاب، ألا نطرح أى سؤال، ألا نعطى أى وظيفة، ألا نضيف ولو كلمة واحدة إلى كلمات الكتاب، لا أحكام قيمة، ولا شرح مفردات، ولا تحليل نص، ولا إشارات تتعلق بالسيرة الذاتية، أن نمنع أنفسنا من الكلام مطلقا عن الكتاب، ويؤكد أن الفضول لا يفرض بل يتم إيقاظه.

 

ويتحدث الكاتب عن حقوق القارئ الدائمة، وهى من وجهة نظره الحق فى عدم القراءة، والحق فى القفز على الصفحات، والحق فى عدم إنهاء كتاب، والحق فى إعادة القراءة، والحق فى قراءة أى شىء، والحق فى القراءة بصوت عال، والحق فى أن نصمت.

ودانيال بِناك كاتب فرنسى ولد بالدار البيضاء فى المغرب عام 1944.  









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة