بالصور.. أهالى الوادى الجديد: محافظتنا مش نخلتين وجمل.. وأملنا فى الرئيس السيسي كبير ولدينا خير يكفى مصر كلها.. وشاروخان أبرز من صوروا إبداعاتهم على أرض المحافظة

"هى فين الوادى الجديد دى.. ياااااااه أنت من الوادى الجديد؟ الوادى دى تبع مصر؟" كلها أسئلة تصيب أبناء محافظة الوادى الجديد بالإحباط والحزن الشديد من عدم معرفة سكان مصر بأكبر محافظات الجمهورية من حيث المساحة، وتمتلك من المقومات السياحية والاستثمارية على النقيض من الصورة التى طرحها الإعلام المصرى للمشاهدين عن محافظة الوادى الجديد باعتبارها محافظة نائية تقع على حدود مصر مع ليبيا ولا يسكنها سوى عدد من البدو الرحل الذين يعتمدن على رعى الأبل وزراعة النخيل.

وهى الصورة التى تكونت على مدار عقود فى أذهان المواطنين بجانب ارتباط المحافظة بالمنفى والسجن كناية عن سجن الوادى الجديد، الذى كان يعرف سابقا بسجن المحاريق، وكانت تنسج حوله الأساطير المرعبة عن القتل والتعذيب للسجناء، ما كون لدى الرأى العام المصرى صورة مشوشة عن أنقى محافظة مصرية من حيث البيئة، وما زاد من تشويش الصورة وسوء الانطباع عن المحافظة ظهور فئة من النصابين الذين احترفوا استقطاب الأثرياء المصريين للنصب عليهم بالآثار المزيفة، ونجحوا فى تغيير ديموجرافيا الوادى الجديد، وتسببوا فى نشوء عدد من الظواهر الخطيرة التى حولت المحافظة إلى مجتمع ارستقراطى يعيش حالة من الغلاء غير المعهود وصلت فيها أسعار الوحدات السكنية إلى 300 ألف جنيه للوحدة السكنية.

ويعلق أهالى المحافظة كل آمالهم على الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى زار المحافظة مرتين فى فترة وجيزة لإطلاق إشارة البدء لموسم الحصاد فى باكورة إنتاج مشروع المليون ونصف المليون فدان بالفرافرة، وهو المشروع الذى سيوفر آلاف الفرص أمام الشباب من الوادى الجديد وباقى المحافظات للعمل فيها.

استطلع "اليوم السابع" آراء عدد من المواطنين من أهالى المحافظة عن رأى الإعلام المصرى والرأى العام فى محافظة الوادى الجديد، حيث يقول عماد حمدى عمار حاصل على بكالوريوس إدارة أعمال بتقدير عام جيد ويعمل فى مقهى أنه طالما حلم بأن تكون الوادى الجديد هى مصدر الخير الذى يحقق الاكتفاء الذاتى لأبنائها ويوفر لهم حياة كريمة، وهو ما لم يتحقق حتى الآن على الرغم مما تبذله الحكومة من جهود لإنشاء مشروعات عملاقة على أرض المحافظة، التى لم يستفد منها أهالى المحافظة بصورة حقيقية، مؤكدا أن الوادى الجديد هى الأكبر مساحة والأنقى طبيعة بجانب الطفرة المجتمعية والحضارية التى تشهدها المنشآت الاسكانية والخدمية والتعليمية فى جميع مراكزها.

ويضيف إسلام سفارى منظم رحلات وأفواج سياحية أن الوادى الجديد تضم أجمل المواقع السياحية والمحميات الطبيعية بمشاهدها الساحرة، والتى تستقطب السياح من مختلف دول العالم للاستمتاع بها خاصة فى محميات الصحراء البيضاء والجلف الكبير والآبار العلاجية وسياحة السفارى والمشاهد الفريدة من نوعها بما يؤهل المحافظة لاحتلال مراتب متقدمة على مستوى العالم من حيث جمال الطبيعة ونقاء البيئة، مستنكرا تناول صورة الوادى الجديد فى الأعمال الفنية والسينمائية على مدار السنوات الماضية على غير الواقع الجمالى الذى تعيشه معالم تلك المحافظة، مؤكدا أن فرص أبناء المحافظة فى الحصول على وظائف أصبحت بالغة التعقيد، ما جعله يتجه للعمل الحر فى مجال السياحة وتنظيم رحلات السفارى كوسيلة لتحقيق دخل رغم عدم استقراره، إلا أنه أفضل من الجلوس بدون عمل فى ظل ارتفاع نسبة البطالة بالمحافظة.

وتقول مى مصطفى طالبة جامعية إن السينما المصرية ما زالت تصور الوادى الجديد على أنها الصحراء القاحلة والنخيل والإبل والعشش القديمة بصور ساخرة فى لقطات الأفلام على مدار العقود الماضية، فى الوقت الذى يقصدها أبرز نجوم السينما العالمية لتصوير لقطات رائعة الجمال وسط الطبيعة البيئية الخلابة، وهو ما فعله النجم الهندى الفنان شاروخان بتصوير أروع أغانى فيلمه الرومانسى مع النجمة كاجول عام 2010 بمنطقة الصحراء البيضاء بالفرافرة، التى كثيرا ما تحدث عنها فى أغلب لقاءاته التليفزيونية فى الوقت الذى لم تشير أى وسيلة إعلامية عن هذا الحدث أو تستغله للترويج للمحافظة سياحيا.

وعلى الرغم من تلك المقومات الهائلة لمحافظة الوادى الجديد وما توليه الحكومة من اهتمام بالمشروعات المستقبلية إلا أن شباب المحافظة لا يستبشرون خيرا فى حدوث أى تغييرات بما يحقق الاكتفاء الذاتى لأبناء المحافظة، على الأقل من الخضروات والفاكهة التى يتم استيرادها من محافظات الجوار، فى ظل عدم قدرة المحافظة على تحقيق إنتاجية تذكر من تلك المحاصيل رغم وجود المزارع العملاقة بمناطق شرق العوينات واتجاه الحكومة للزراعة الاستثمارية، حيث يقول عبد الرحمن حمدى مزارع إن خير المحافظة لا يستفيد منه أبناؤها، وما زاد الأمر تعقيدا صدور قرار وزير الزراعة برفع الدعم عن الآبار الحكومية ومنع حفر الآبار الاستعواضية داخل وخارج الزمام، ما تسبب فى حدوث موجة كبيرة من السخط والجدل بين المزارعين الذين طالبوا باستطلاع آراء المزارعين ومعاينة المشكلة على أرض الواقع من أجل الخروج بنتائج قيد التطبيق الفعلى دون الإضرار بالمزارع.

ومن المحاولات التى يبذلها شباب المحافظة لتجميل الصورة المشوهة عن المحافظة لدى الرأى العام المصرى قيامهم بتدشين صفحات عن الخارجين عن القانون من نصابى الآثار الذين تسببوا فى نقل انطباع شديد السوء عن أهالى المحافظة، ما جعلهم يلجأون إلى ترخيص سياراتهم بلوحات محافظات أخرى هربا من الضغوط التى يتعرضون لها أثناء سفرهم سواء من الأكمنة المرورية أو المواطنين ممن سبق له التعرض لواقعة نصب داخل المحافظة كما طالب أهالى المحافظة بتكثيف الإجراءات الأمنية للقضاء على تلك الظاهرة وتغليظ العقوبات المشددة على من يتم ضبطه من هؤلاء النصابين بدلا من إخلاء سبيلهم عقب ضبطهم وبحوزتهم كميات كبيرة من الآثار المقلدة، حيث يقول صبرى عبد الله سائق إنه كثيرا ما كان يتعرض لمضايقات كبيرة أثناء سفره بسيارات تحمل لوحات الوادى الجديد بسبب السمعة التى طالت المحافظة جراء ما يرتكبه نصابو الآثار من جرائم نصب على آخرين من محافظات لأخرى بجانب ما نتج عن تغلغل تلك الفئة فى المجتمع الواحاتى وقيامهم بعمل غسيل للأموال بشراء الوحدات السكنية والأراضى بأسعار خيالية تسببت فى ارتفاع الأسعار بصورة جنونية.

موضوعات متعلقة..

- " السياحة" تضع "الوادى الجديد "على الخريطة الترويجية وتدرس تشغيل رحلات