مصطفى أبو زيد يكتب: ظاهرة التحرش كانت صدمة فى بعض البرامج

الخميس، 16 يونيو 2016 02:00 ص
مصطفى أبو زيد يكتب: ظاهرة التحرش كانت صدمة فى بعض البرامج تحرش - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعتبر ظاهرة التحرش من الظواهر الغريبة على مجتمعاتنا العربية والتى زادت فى السنوات الماضية بشكل كبير وملحوظ، وتلك الظاهرة لها العديد من الأسباب المساعدة فى انتشارها من التكنولوجيا الحديثة والدخول إلى المواقع غير الأخلاقية التى كانت لها أكبر الأثر فى تراجع الأخلاق وكذلك لضعف الإيمان والدين لدى بعض الشباب، وكذلك عامل تربية الأبناء على الأخلاق وصحيح الدين الذى يبين التفرقة بين الحلال والحرام من خلال الأفعال الحياتية فى المجتمع.

العجيب فى الأمر أن الكثير من منظمات المجتمع المدنى والمهتمين بحقوق المرأة بشكل عام يحاولون التصدى لظاهرة التحرش، لكن الآليات المتبعة فى مواجهة تلك الظاهرة لا تؤتى ثمارها فى تراجع الظاهرة والعمل على تغيير المفاهيم التى يستقيها بعض الشباب من الواقع المتاحة على شبكة الإنترنت وفى أغلبها معلومات مغلوطة، تؤدى بنا إلى تلك الحالة المتردية إلى ما وصلت إليه الأخلاق فى مجتمعاتنا العربية.

والصدمة التى واجهتها كانت مواجهة المجتمع نفسه لظاهرة التحرش فى الأماكن العامة وكانت صدمة كبيرة لى عندما وجدت أن هناك تدنيا فى مستوى الأخلاق والنخوة العربية فى التصدى للمتحرش نفسه وتلك الصدمة شاهدتها فى بعض البرنامج من خلال خلق حالة تمثيلية للتحرش فى الأماكن العامة حيث تقوم الفكرة على مشاهدة ردود أفعال الناس المتواجدين بالمكان التى يحدث فيها حالة التحرش وفى أكثر من بلد عربى.

ففى مصر فى بداية الأمر بدا المواطنون غير مبالين بالأمر لكن عندما تطاول الذى يقوم بدور المتحرش على الفتاة هنا تدخل بعض المواطنين للدفاع عن تلك الفتاة، لكن التعامل فى تلك الحالة مع المتحرش لفظيا أى عن طريق التحدث إليه بالحسنى.

أما فى لبنان فحدث ولا حرج فهناك حالة من السلبية الكبيرة تجاه التعامل مع الامر وكأن شيئا لا يحدث، وإن كان هناك تدخل فهو على استحياء وأما فى السعودية كنت أتوقع الحزم والسرعة فى التدخل لما تتمتع السعودية بالحفاظ على الدين والأخلاق، لكننى صدمت من درجة التدخل لمنع تلك الحالة أمام ناظريهم كنت أتوقع التدخل بكل قوة وحزم بل الاتصال برجال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر على أساس أن هذا فعل مشين، لكن تعامل المواطنين بنفس القدر التى التعامل به فى مصر من محاولة التحدث إلى الشاب المتحرش.

أما فى العراق ومع الحالة المتردية أمنيا التى يعيشها العراق من أزمة طائفية واحتلال داعش بعض أراضيها والتفجيرات والكثير من الأزمات التى يعيشها المواطنين يوميا، فعندما شاهد المواطنون المارون بجوار المتحرش والفتاة وصوتها يعلو لتستنجد بأحد فإذا بكل مواطن إذا كان رجلا أو امرأة يتدخل بكل قوة بل بعنف وحزم لوقف تلك المهزلة وليحمى الفتاة من براثن هذا المتحرش المنعدم أخلاقيا ودينيا على حد سواء.

هذه البرامج تعمل على استقصاء لتلك الحالة فى البلدان العربية، وأفرزت عن تراجع كبير فى الأخلاق وكذلك فى محاولة التصدى لهذه الظاهرة وتغليب منطق أن الأمر لا يعنينى فإذا ظللنا ننتهج هذا المنطق فإن ظاهرة التحرش ستأخذ فى الانتشار دون توقف، وسينجم عنها تفشى حالات الاغتصاب التى زادت معدلاتها بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

فلابد أن نعمل على تأهيل أنفسنا بالرجوع إلى صحيح الدين الذى يحض على الأخلاق والمحافظة على القيم المجتمعية، وأن التحرش هو الطريق للسقوط فى مستنقع الرذيلة، وهذه البرامج تعتبر جرس إنذار لمراجعة أنفسنا على المستوى المجتمعى وللدول العربية على المستوى الحكومى لاتخاذ الإجراءات المناسبة لتحجيم تلك الظاهرة من خلال التوعية وإقامة الندوات الثقافية والدينية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عاصم قويدر

ليس الصالح كالفاسد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة