كانت لزيارة الدكتور خالد العنانى وزير الآثار لمعبد مونتو ردود فعل مدوية فى المجتمع المصرى والمهتمين بشئون الآثار المصرية، حيث تصدرت عناوين الصحف حالة الغضب والسخط التى انتابت وزير الآثار فى زيارته للمعبد الذى وجد أنه متهالك تماماً وغير مقدر للتاريخ الذى يحمله بالمرة، حيث أن المعبد يعود بأصوله لعهد الأسرة الخامسة، كما أنها كانت أحد مناطق عبادة المعبود" مونتو" إبان عهد الدولة الوسطى، والجزء الأكبر من المعبد يعود لعهدى كل من منتوحتب وسنوسرت الأول، والمعبد الآن أغلبه مهدم إلا أن بقاياه تشير إلى فترة أقدم من عهد الملك أوسركاف من الأسرة الخامسة إلى جانب بعض الإضافات فى المنطقة من عهد الدولة الحديثة وعصور تالية.
وفيما يلى ننشر قصة أزمة معبد مونتو بمدينة الطود جنوبى المحافظة حيث أنه معبد صغير من الطوب اللبن اكتشفت خبيئته عام 1963 بواسطة العالم الفرنسى بيسون"Fernand Bisson " أسفل كنيسة تعود للقرن الخامس الميلادى، ووترتبط القطع الأثرية التى تم العثور عليها فى هذه المنطقة بهذه الديانة والتى بدأت فى الدولة الوسطى، وقد شيدت هذه الآثار خلال عصر ن(ب-حبت-رع - منتوحتب الثانى وسنوسرت الأول) ولكنهم محطمين حالياً، فيما عدا المقصورة التى شيدها الملك تحتمس الثالث والتى مازالت أجزاؤها محفوظة.
وعلى يسار بوابة الدخول للمعبد نجد أرفف خشبية متراصة بطول المعبد وسور قصير جداً حول المعبد، وجميع القطع متراصة أعلى ذلك السور المبنى من الطوب اللبن ومعرضه للسرقة ودخول أى مواطن من الخارج لداخل المعبد فى ثوانى معدودة ليحمل معه أية قطعة يريدها بكل سهولة، وهنا أوصى وزير الآثار برفع ذلك السور وإبعاد القطع المتواجدة فى الرف الأخير حتى لا يتم سرقتها.
أما على الجانب الأيمن فتوجد عدد من أشجار النخيل المزروعة قديماً ومنها ما هو صالح وأخرى تهالكت وسقطت على الأرض ولم يتم رفعها حتى الآن، وخلف الأشجار لا توجد أسوار نهائياً ولكن المنازل القديمة المبنية بالطوب اللبن بمدينة الطود هى تعتبر السور الأيمن للمعبد، وهو أمر كارثى للغاية حيث أن أى مواطن من تلك المنازل قادر على دخول المعبد وقتما يشاء من الجانب الخلفى لمنزله بلا رقيب.
كل تلك المشاهد المؤسفة مازالت مسيطرة على معبد مونتو وهو ما يطلق عليه "معبد الطود"، والذى يعد من أهم المعابد الأثرية، حيث الذى تم تشييده للإله منتو فى عصر الأسرة الخامسة والملك أوسر كاف ومرورا بالدولة الوسطى للملك سونسرت الأول مرورا بالدولة الحديثة الملك تحتمس الثالث ورمسيس الثالث ويوجد به المعبد البطلمى فى حالة جيدة.، وبرغم أهمية وقيمة المعبد التاريخية إلا أنه أيضاً يشهد انتشارا مكثفا فى أرضياته للمياه الجوفية التى أثرت على أحجاره وسوره الخارجى المبنى من الطوب اللبن تعرض للانهيار والتعديات تحيط به من كل جانب.
ويقول أحد مفتشى المعبد- الذى رفض ذكر اسمه: إن معبد الطود يعانى من العديد من المشكلات التى تم رفعها لوزير الآثار خلال جولته ويطمحون فى تحقيقها للحفاظ على التاريخ الفرعونى القديم وكذلك آدمية التعامل مع العاملين بالمعبد، وشملت قائمة المشكلات التى يعانى منها المعبد تعرض أحجار وأساسات المعبد للتآكل بسبب المياه الجوفية، وكذلك إنهيار السور الذى يحميه من التعديات لأنه مبنى من الطوب اللبن، وكذلك عدم تجهيز دورة مياه على حدود المعبد والدورات القديمة عبارة عن كرفات تآكلت بحكم عوامل الزمن وأصبحت لا تصلح للاستخدام الآدمى، وهو ما يدفع بالسائحين لمزيد من المعاناة عن زيارة المعبد خاصة كبار السن منهم لعدم وجود دورات مياه، وكذلك انتشار الحشائش من الحلف والعاقول والتى تحتاج إلى مقاومة.
وكانت قد عملت فى تطوير معبد الطود بعثة فرنسية انطلقت فى عملها عام 1998 واستمرت 8 سنوات كاملة، حتى عام 2006، ومنذ تلك الفترة لم تصل أية بعثات أجنبية أخرى، ولا أية مسئولين للوزارة للقيام بعملهم فى تطوير وتنظيف المعبد.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. وزير الآثار يتفقد معبد الطود بالأقصر ويأمر بتسجيل القطع الأثرية - وزير الآثار يؤدى صلاة الجمعة بمسجد مكى إسماعيل فى الطود جنوب الأقصر