أحمد راشد يكتب: «للكبار فقط»

الأربعاء، 23 مارس 2016 06:07 م
أحمد راشد يكتب: «للكبار فقط» أحمد راشد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل بدأت حالة الصراع حول ما الذى حققته فى حياتك؟ هل أنت راض عن حياتك الماضية وحياتك الحالية؟ ولماذا أنت غير سعيد؟ هل تشعر بالقلق والتوتر دائما؟ هل تقوم بتقييم حياتك العاطفية؟ هل تبحث عن الحب خارج البيت؟ هل أنت راض عن زوجتك؟

إذا كانت هذه الأفكار تدور فى عقلك كن على علم أن سيادتك داخل على أزمة هذه الأزمة التى تصيب الأزواج تسمى بأزمة «منتصف العمر» وهى أزمة تجعل الرجل فى مرحلة حساسة من حياته يبدأ فى الشعور بالغربة والاستياء من كل شىء حوله ويبدأ فى الإحساس بأن الكثير فى متاع الدنيا تفوته ودائما ما يلقى الزوج بالمسئولية عن هذه الحالة على حياته الزوجية التى يعتبر فجأة أنها سببا فى حرمانه من هذه المتع.

كل علاقة زوجية تمر بأوقات صعبة بطبيعة الحال وتتعرض لأزمات لكن أزمة «منتصف العمر» التى تصيب الزوج تحوله من إنسان عاقل إلى شخص غاضب طوال الوقت وصعب الإرضاء، والمشكلة أنه هو نفسه قد لا يجد تفسيرا محددا لهذا التغير ولكنه بالتأكيد يتوقف عن إبداء المشاعر الجميلة أو الاهتمام بحياته الزوجية أو برعايته لأولاده وبيته.

الرجل فى المرحلة السنية من 35 عامًا وحتى 50 عامًا يجد حالة من الاختلاط الشديد فى مشاعره، فهو يشعر أن هناك التزامات وضغوط حياتية شديدة يفرضها الواقع عليه وفى الوقت نفسه يجد فى قلبه رغبة ملحة فى التحرر من كل القيود والبحث عن السعادة اللحظية وكأنه يريد أن يتمسك بحالة معينة تهرب منه بفعل مرور الزمن، وأحيانا يريد الرجل أن يبدأ صفحة جديدة فى حياته بالابتعاد عن زوجته وأولاده والتحرر من قيودهم ويبدأ فى مصاحبة أصدقاء يفتحون له أبوابا متعددة للمتعة التى يريد أن يستعيد شبابه بها.
كل هذه التغيرات كفيلة بأن تقضى على حياة زوجية ربما كانت مستقرة وسعيدة ولهذا يجب أن تتمتع الزوجة بالثقة بأن هذه المرحلة سواء كانت طويلة أو قصيرة سوف تهدأ بدون أى صدامات قد تؤثر على استقرار الحياة الزوجية.

كثير من الزوجات تبذل جهودا فى التعامل مع هذه الأزمة عندما تعتقد أن المشكلة فيها هى وأنها لابد أن تغير من نفسها حتى تستعيد زوجها ومشاعره وطبيعة شخصيته الحقيقية، لكن هذه الجهود تكون فى الاتجاه الخطأ لأن أزمة «منتصف العمر» هى أزمة يعانى منها الرجل بغض النظر عما تفعله زوجته، فهو فى هذه الأزمة يشعر أن عمره ينسحب سريعا من تحت قدميه ويشعره بالحنين الجارف لمشاعر المراهقة والشباب.
ولهذا يجب على الزوجة مواجهة هذا التحدى بأن تشعرى فى داخلك أن الوضع عادى وهذا ويجعل طاقتك للتحمل على استعداد تام للتعامل مع زوجك فى حل هذه المشكلة، ومن الضرورى أن تتمسكى بالثقة الكاملة داخل قلبك أن هذه المرحلة طالت أم قصرت يمكن أن تمر بشكل آمن وبدون أى صدامات أو هزات تؤثر على استقرار أسرتك وحياتك الزوجية.

ويجب أن تتعاملى مع زوجك فى هذا الحالة كصديقة لطيفة لا تمثلين أى نوع من الضغوط عليه، فأنت منفتحة للاستماع إلى ما يريد أن يقوله بل فى أحيان كثيرة يمكنك أن تبادرى بالدخول فى أمر تعلمين أنه بدأ يثير اهتمامه فى الفترة الأخيرة ويسعده، ويمكنك أن تحاولى أن تقودى مشاعر زوجك فى هذه المرحلة نحو المنطقة التى تساعدك على استعادة شخصيته العاقلة الناضجة والتغلب على الحالة التى تواجهه وتهدد حياتكم معا، فحاولى التقرب من زوجك ومساعدته فى تخطى هذه الأزمة.

من الطبيعى أن يكون لديك الكثير من المشاكل والهموم لكن يبقى دائما زوجك وسعادة أسرتك الأهم، واعلمى أن لديك من الذكاء ما يجعلك تربحين التحديات دائما فحاولى أن تتغلبى على أزمة منتصف العمر التى يعانيها زوجك كى تكون حياتك سعيدة مع أسرتك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة