خالد عزب يكتب: الفيس بوك والنشرالرقمى

الخميس، 18 فبراير 2016 04:00 ص
خالد عزب يكتب: الفيس بوك والنشرالرقمى خالد العزب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخذ العديد من مجموعات الفيس بوك فى الوطن العربى "الجروبات" تحويل الكتب الصادرة قديمًا وحديثًا إلى صيغ تتيحها عبر الموقع الشبكى، بل وزاد الأمر توسعًا بإتاحة الرسائل الجامعية وتبادلها، بل إن بعض الباحثين يرسل أعماله لهذه المجموعات طلبًا لمراجع أو مصادر فى موضوع البحث أو يطلب رسالة أو كتابًا أو بحثًا فى موضوع يجرى عليه بحثًا، فيكون الرد غالبًا بالإيجاب. مثل هذه التفاعلات تكشف عن عجز دور النشر العربية عن مواكبة متطلبات هؤلاء الباحثين، ومتطلبات الباحثين هى مجال عمل طورته العديد من دور النشر الدولية وغيرها.

ومن هذه المجموعات "تجمع مؤرخى ومحبى التاريخ الإسلامى" الذى يضم ما يقرب من 11 ألف باحث من مصر والعراق والأردن والسعودية. . إلخ، تولوا تبادل الرسائل الجامعية مثل الطقوس الجنائزية فى بلاد الرافدين من خلال الألف الثالث قبل الميلاد، وهى مقالة للباحثة إيمان حسين من جامعة القادسية وغيرها كثير.

ومن هذه المجموعات (تاريخ وآثار دولة الماليك) الذى يضم باحثين من مصر ولبنان والأردن وسورية والعراق، وهو أكثر تطورًا من سابقة، ويضم الآن أكثر من 17 ألف باحث؛ حيث وضع قواعد للأعضاء على النحو التالى:

- كل ما يقدمه الجروب مجانى وسيظل مجاني
- صفحة علمية ببلوغرافية
- الهدف منه مساعدة الباحثين فى الوطن العربي
- لا يقبل الأسماء المستعارة
- توفير المصادر والمراجع العربية والأجنبية.

برزت أهمية هذه المجموعة مع اندلاع الحرب السورية وصعوبة الوصول إلى الرسائل السورية والكتاب السوري، وكانت رسالة الباحث شادى الخطيب المعنونة "تطور الصيدلة فى مصر فى عصر المماليك" التى نوقشت فى جامعة حلب، من أكثر الرسائل الجامعية طلبًا من الباحثين، واتجه مدراء المجموعة إلى الإعلان عن الإصدارات الجديدة على غرار الإعلان عن صدور ترجمة كتاب "الاتجاه السياسى لمصر فى عهد محمد على مؤسس مصر الحديثة" للمؤلف هنرى دوديل والمنشور فى المركز القومى للترجمة بالقاهرة، ولكن من أكثر الأمور أهمية لدى هذه المجموعة هو سعى المشاركين فيها لتبادل الكتب النادرة والنافذة، خاصة تلك التى صدرت فى العراق والتى يندر وجودها الآن فى المكتبات العامة والخاصة ومن بينها كتاب الدكتور محمد حسين الزبيدى "إمارة المشعشيين: أقدم إمارة عربية فى عربستان".
إن بعض المجموعات اتجهت إلى دور ذى فاعلية كبيرة فى تعضيد حركة التأليف والنشر فى الوطن العربى مثل المقرأ خانة التى وصل أعضاؤها إلى أكثر من 10000 عضو، وهى تنشر مقتطفات من الحكم وسير العلماء وأغلفة الكتب خاصة أحدث الإصدارات؛ ليبرز لنا نادى تبادل الكتب الإلكترونية الذى يضم أكثر من 20 ألف عضو.

النشر الرقمي
ينقسم النشر الرقمى إلى عدة فئات؛ فئة معنية بتوزيع الكتاب المطبوع عبر شبكة الإنترنت، وأبرزها نيل وفرات التى أصبحت أيقونة فى هذا المجال، وشجعت العديد من الموزعين عبر شبكة الإنترنت للولوج فى هذا المجال مثل جوميا وسوق وجمالون. وبدأت هذه المحاولات للولوج فى عام 2012، وتصاعدت فى العام 2013، ولكن تقابل هذه العمليات صعوبات تتعلق بضعف بنية هذه الشركات من حيث تعداد مكتباتها، وارتفاع تكاليف الشحن التى تضيف عبئًا على سعر الكتاب الذى يظل مرتفعًا مقارنة بدخول المواطن فى المنطقة العربية.

أما الفئة الثانية من النشر الرقمى فهو توزيع الكتب بصيغ رقمية، وهذه الفئة تواجه مشكلات تتعلق بتقنيات عدم سرقة هذه الكتب الرقمية وإتاحتها بالمجان عبر الانترنت، وهو ما يراه الناشر الأصلى إهدارًا لحقوقه. غير أن شركة فودافون- مصر ولجت إلى عالم هذا العالم فى محاولة لكى تتيح الكتاب عبر الأجهزة اللوحية وتطبيقات الموبايل، وإن كان من الصعب الحكم على هذه التجربة التى بدأت منذ العام 2012 من حيث نجاحها خاصة أنها استخدمت تقنية جديدة على الناشرين، ولكن أتاحت Google Books الآلاف من الكتب العربية على قواعدها دون الحصول على حق الإتاحة من عددٍ كبير من الناشرين العرب.

ونتوقف هنا عند فئة ثالثة تسعى إلى بناء قواعد للمعلومات وتسويقها، فتبرز فى هذا الصدد دار المنظومة فى الرياض التى تأسست فى العام 2004، وفى العام 2015، تم إطلاق منصات لقواعد المعلومات متخصصة فى البحث والاسترجاع، وهذه المنصات هي:

-Edu Search: قاعدة المعلومات التربوية
- Islamic Info: قاعدة معلومات العلوم الإنسانية والقانونية
Eco Link: قاعدة معلومات الاقتصاد والإدارة
-Human Indy قاعدة معلومات العلوم الإنسانية
- المنظومة: قاعدة معلومات الرسائل الجامعية
-Arab Base قاعدة معلومات اللغة والأدب.

غير أن الخدمة الأكثر أهمية فى هذه القاعدة هى خدمة الرسائل الجامعية التى تضم 70 ألف رسالة من 170 جامعة وكلية فى الوطن العربي، ولكى تتخطى الدار عقبات البيروقراطية فى الجامعات العربية لجأت إلى مخاطبة الباحثين مباشرة، وينافسها فى هذه القاعدة قاعدة شركة Ask Zad المصرية التى تضم قاعدتها أكثر من 7 آلاف رسالة من أكثر من 100 كلية ومعهد عربي، و24 ألف كتاب و191 دورية، أما كشافها الرقمى فيضم أكثر من 300 ألف عنوان. أما قاعدة المنهل فهى منصة تقدم خدمات النشر والتوزيع الرقمى للمكتبات والأفراد، وبلغ عدد المكتبات التى تشترك فى هذه المنصة 450 مكتبة من 140 دولة، وتضم رسائل جامعية وكتبًا ودوريات.
كما أن هناك لمكتبات الرقمية لعدد من المؤسسات الثقافية ى العالم العربي، حيث بدأت العديد من المؤسسات العربية فى اطلاق مكتبات رقمية، لعل أبرزها مشروع “dar” المكتبة الرقمية العربية التى تحتوى على 24 ألف كتاب، والذى أطلقته مكتبة الإسكندرية، ثم مشروع مكتبة.

المكتبات الرقمية الأهلية (مكتبات الهواة): إن اكثر ما يؤرق حركة النشر فى الوطن العربي، هو تصاعد دور المكتبات الرقمية الأهلية، التى يقوم من خلالها متطوعين برقمنة الكتب الصادرة عن دور نشر عربية دون الحصول على حقوق الملكية الفكرية لهذه الكتب، كمكتبة المصطفى والمكتبة الشاملة، وغيرهما. وهو ما يهدد صناعة الكتاب، ويؤكد ضرورة بناء سبل للتوزيع الرقمى المنخفض التكلفة، فضلاً عن تقاعس مواد القوانين فى معظم الدول العربية فى التعامل مع هذه الظاهرة. وفى حالة تعديل القوانين لتكون صارمة للتعامل مع هذا الوضع، وحجب وزارات الاتصالات هذه المواقع، سينشأ طلب متزايد على مواقع آخرى تحترم حقوق الملكية الفكرية للمؤلف والناشر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

د/ السيد خضر - أستاذ اللغويات - جامعة المنصورة

موضوع جيد وجديد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة