ابن الدولة يكتب: حرب نفسية واضحة المعالم.. مقتل جوليو وحملات الدعاية السوداء.. لماذا احتفت مواقع الترجمة الممولة بتقرير نيويورك تايمز المنسوب لمصادر أمنية مجهلة وتهمل نفى زميله فى الصحافة الإيطالية

الثلاثاء، 16 فبراير 2016 09:01 ص
ابن الدولة يكتب: حرب نفسية واضحة المعالم.. مقتل جوليو وحملات الدعاية السوداء.. لماذا احتفت مواقع الترجمة الممولة بتقرير نيويورك تايمز المنسوب لمصادر أمنية مجهلة وتهمل نفى زميله فى الصحافة الإيطالية ابن الدولة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...


لا أحد يقول إن كل شىء مثالى، لكن الظلم أيضا يأتى من ترديد دعايات بدون تثبت، ومن يتحدثون كثيرا عن الموضوعية يتبنون وجهة نظر واحدة غالبا يكون لها مصدر واحد، لاحظ أن الصحافة الأمريكية والغربية تعتاد أن تنشر نفس الموضوع بنفس الصياغات والعناوين، لكنها تفعل فى حالة الشاب الإيطالى جوليو، وبالمصادفة تنقل عنها بعض المواقع المحلية بنفس الصياغات والعناوين، ضمن حملة إعلانية متفق يبدو أنها مدفوعة الأجر.

هناك فرق بين الاعتراف بوجود عيوب وثغرات تحتاج للعلاج وبين إعادة نشر التقارير الموجهة، وبعضها مدفوع الأجر وتجاهل أى رد عليها أو تفنيد، ومن لا يصدق يمكنه مراجعة التزامن بين حملات منظمة فى الصحف الأجنبية، وبين إعادة نشر نفس التقارير فى مواقع ترجمة ممولة من نفس الجهات التى تنشر هذه التقارير.

حرب نفسية واضحة المعالم لا تحتاج إلى كثير من الذكاء، المواقع والصفحات تنشر تقارير التشكيك فى كل تحرك وتسارع مواقع معروفة بترجمة و«بروزة» نفس التقارير بنفس العنوان والجمل والفصلات وعلامات الترقيم من دون نقد أو توجيه، أو حتى البحث عن مصدر واحد يختلف. وهى مواقع تنفق ببذخ وتعتمد كليا على أموال معروفة المصدر ومعلومات معروفة المنشأ، وكل قصة يتم نسجها وترتيبها وصياغتها بنفس الأسلوب ونشرها وتتلقفها مواقع بحسن نية أحيانا، وبسوء نية أحيانا أخرى، وبثمن فى بعض الأحيان. تفشل قصص الطعن فى الإنجازات تظهر قصص ارتفاع الأسعار، وتنشر تقريرا يعرف كل شىء بالفشل.

مع حالة الطالب الإيطالى هناك تقارير استباقية تردد كلاما منسوبا لمصادر مجهلة اختصت نيويورك تايمز بمعلومات أنه تم القبض على الشاب الإيطالى جوليو، وأنه بهذا يكون قتل من الأمن، ولم تتوقف الجريدة عن تزامن ظهور الجثة مع زيارة وفد إيطالى، وأنه كان يمكن أن يخفيه تماما، إلا إذا كانت مصادر نيويورك تايمز هى التى قتلته لتعطى سبقا لنيويورك تايمز، لكن المواقع الممولة تتناقل التقرير وتنفخ فيه نفس العنوان والمفردات، مع العلم أن هناك أطرافا تراقب ومهما كان المتهم سوف يتم إعلانه مثلما حدث مع حالات أخرى. المثير أن صديق الشاب الإيطالى القتيل جوليو ريجينى، قال لصحيفة «لا كوريرى ديلا سيرا» الإيطالية: «أريد أن أصدق رواية نيويورك تايمز بشأن الضباط المصريين الذى أكدوا أن جوليو تم القبض عليه، ولكنه ضرب من العبث، ويتعارض مع التصريحات الرسمية التى صدرت عن السلطات المصرية أخيرا، إلا إذا كان جوليو، على تواصل مع المخابرات الإيطالية، فهذا شىء آخر». نيويورك تايمز قالت إن القبض على جوليو تم لأنه تعامل معهم بـ«حماقة»، لكن زميله أسعد قال للصحيفة الإيطالية «هذا جانب آخر من الهراء، جوليو كان هادئا ومسالما، والشرطة لن تقبض على أجنبى إلا إذا كان لديها سند قوى وهو أمر معروف». طبعا المواقع التى احتفت بنيويورك تايمز تجاهلت كلام الزميل لديلاسيرا.

التوقيتات واضحة والتحركات موحدة والاتجاه محدد، نحن أمام ماكينة دعاية مستمرة من أشهر، وكما قلنا دائما ليس من صالح أحد إخفاء الحقيقة أو التقاعس عن إيضاحها وإعلان المسؤولية حتى لو كان الاتهام يتجه لأى جهة، لكن المواقع المجهولة التمويل تبدو شريكا دائما فى هذه الحملات.

p



موضوعات متعلقة:


- ابن الدولة يكتب: التوترات الإقليمية والحروب المحتملة.. الشرق الأوسط على برميل بارود قابل للتطور إلى صراع مباشر يعيد تشكيل دوائر النفوذ الإقليمى.. مخاوف كبيرة من اندلاع حرب إقليمية بالمنطقة

- ابن الدولة يكتب: هل هى مصادفات أم مخططات؟.. ليس كل ما يجرى معلوما للجميع وعلى من يستسهلون إصدار الأحكام أن يتأملوا خرائط الصراعات الدولية..ولا يمكن لأى مراقب أن يتجاهل ما يجرى فى المنطقة

- ابن الدولة يكتب: ديمقراطية الحقوق والواجبات.. عندما يعارض المسؤول السابق ما كان يصمت عنه ويؤيده وهو فى منصبه.. نحن أمام ازدواجية تفقد هؤلاء مصداقيتهم.. الأمر كله بناء متشابك يجمع بين الفكرة والتنفيذ

- ابن الدولة يكتب: أشخاص أم سياسات؟.. الحوار مطلوب بعيداً عن الضجيج الفارغ.. البعض يرى مشكلاتنا أننا لم ”نستوزر فلان وعلان".. والمدهش أن كل هؤلاء تولوا مناصب تنفيذية ولم يفعلوا أكثر مما فعله غيرهم









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة